فقدت مصر اليوم واحداً من أعظم شعرائها على مر العصور بوفاة الكبير أحمد فؤاد نجم فجراً، عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد رحلة طويلة من العطاء.
"كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يطرد الخوف والظلام".. أغنية يرددها كل جيل الثورة الذى تزامنت القصيدة مع موعدها فصارت أيقونة تعريف لـ25 يناير.
ولد فؤاد نجم فى الثالث والعشرين من مايو 1929 بقرية كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد فى محافظة الشرقية، وهو من أبرز شعراء العامية فى مصر، والذى شكلت أغانيه جزءاً كبيراً من شخصية جيل 25 يناير الذين يعتبرون قصائده هى الأكثر تعبيراً عن همومهم وطموحاتهم.
دخل "الفاجومى" السجن 7 مرات بسبب مواقفه السياسية، فيما ارتبط اسمه براحل آخر فقدته مصر وهو "الشيخ إمام" الذى شكل مع نجم ثنائياً عبر عن الثورة خير تعبير، واختير "نجم" – المولود فى أحد ملاجئ الأيتام - سفيرا للفقراء عام 2007 من جانب المجموعة العربية فى صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة.
وتزوج "نجم" العديد من المرات أولها من فاطمة منصور أنجب منها عفاف، ثم زواجه من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها الناشطة والصحفية نوارة نج، كما تزوج ممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وآخر زيجاته كانت أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زين.
وشهدت حياة نجم عدة مسارات شكلت فكرة أبرزها الاحتجاجات العمالية إبان فترة الملك فاروق ثم اعتقاله فى فترات الرؤساء، وكانت أشعاره لمصر حاضرة فى كل مناسبة عن الوطن، وهى التى قال فيها "كل عين تعشق حليوة وأنتى حلوة فى كل عين".
وحصل الشاعر الكبير على المركز الأول فى استفتاء وكالة أنباء الشعر العربى، وكان موقفه معادياً واضحة للإمبريالية الأمريكية، وهو ما وضح فى أشعاره صريحة حينما كتب عن الرئيس الأمريكى السابق "شرفت يا نيكسون يا بتاع الووتر جيت.. عملولك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت"، وفى المقابل كان ناعياً لتشى جيفارا أيقونة الثورة فى القرن العشرين، وكان من أشد المعزين فى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رغم سجنه خلال فترة حكمه.
رحل فؤاد نجم عن عالمنا بجسده، لكن تبقى أشعاره دائماً ملاذاً لروح الثورة، وقيمة كبيرة فى الحياة الشعرية المصرية لا تعويض لها.