يعتبر مسدس SPP-1 المصمم في نهاية الستينات من القرن الماضي سلاحاً شخصياً للضفادع البشرية ويهدف من أجل مواجهة المخربين من غواصات العدو كذلك لحماية الأفراد من الحيوانات البحرية المفترسة مع الإشارة أنه في الحالة الأخيرة يصلح المسدس للاستخدام المدني والعسكري في آن واحد. أما فيما يتعلق بعملية إطلاق النار فإن المسدس يطلق دراكاً تحت الماء. وقد اعتمد هذا المسدس SPP-1 كسلاح في القوات الروسية منذ شهر آذار/مارس لعام 1971.
قام أحد رواد المصممين في مركز "تسنييتوتشماش" بعرض تصميم لهذا المسدس عام 1986، حيث لقي دعماً على الفور من قبل العاملين في إدارة مكافحة الأعمال التخريبية في القوات البحرية السوفيتية والذين قاموا بتمويل هذا المشروع. ولدى تصميم هذا المسدس تم الأخذ بعين الاعتبار نوعين من الذخيرة: الأولى فعالة- نشطة، والثانية فعالة، مع العلم أن البحوث أجريت بمشاركة خبراء من فرع معهد الإيرهيدروديناميكي المركزي. وفي النهاية تم اعتماد مسدس مجهز بذخيرة فعالة والذي على الرغم من أنه أدنى بخصائصه القتالية من الذخيرة النشطة والفعالة، إلا أنه يتميز ببساطة تصميمه. وهذا بدوره سمح بإجراء عملية تسليح الضفادع البشرية السوفيتية بهذه المسدسات الجديدة بالسرعة القصوى.
أما بالنسبة للدراسات الأولى في مجال تصميم أسلحة المسدسات فقد بدأت عام 1966 في الاتحاد السوفيتي، وصعوبة المشكلة تكمن في حقيقة أنه لم يكن هناك سلاح فردي للاستخدام تحت الماء لا في الاتحاد السوفيتي ولا في الدول الأجنبية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك أي تطور علمي أو نظري لهذه الأسلحة والذخيرة. والمشكلة الرئيسية التي واجهت المصممين كانت في عدم القدرة على تصميم وتطوير سلاح متكامل للاستخدام تحت الماء، وذلك يرجع لعاملين سلبيين هما: ملء تجويف السبطانة بالماء، والثاني كثافة المياه العالية والتي تقدر ب 800 مرة أكثر من كثافة الهواء.
يتناقص المدى الفعال لإطلاق النار تحت الماء باستخدام خرطوشة.... مع زيادة العمق، ولكن في جميع الحالات يكون المدى أعلى من نطاق البصر على هذا العمق أو ذاك. كما أن استخدام هذه الرصاصة يضمن القضاء على الخصم الذي يرتدي لباساً خاصاً بالغواصين كما يضمن مواجهة الحيوانات المفترسة البحرية.
وفي عام 1979 تم تحديث المسدس وأصبح يرمز له SPP-1M وقد تميز بوجود نابض سهل عملية الإطلاق، وإن توسيع الزناد يساعد الضفادع البشرية في استخدام السلاح لدى ارتدائهم القفازات ذات الأصابع الثخينة علماً أن السلاح يوضع في حافظة على الحزام المصمم من الجلد الاصطناعي أما المخازن التي تحتوي على 12 طلقة فهي موجودة في صناديق معدنية خاصة. يشار إلى أن مصنع تولا للأسلحة قام بإنتاج مسدسات عيار 4.5 ملم من طراز SPP-1M بالإضافة إلى بنادق من عيار 5.6 ملم مخصص لإطلاق النيران تحت الماء. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد مثيل مطابق لهذه الأسلحة الفردية التي تستخدمها الضفادع البشرية.
المواصفات الفنية والتعبوية لسلاح SPP-1M :
العيار- 4.5 ملم.
الطلقة- sps (4.5x39) ملم.
طول المسدس- 244 ملم.
طول السبطانة- 203 ملم.
الوزن مع الطلقات- 1.03 كغ، بدون طلقات 0.95 كغ.
سرعة الطلقة الأولية في الهواء- 250 م/ثا.
سعة المخزن- 4 طلقات.
المدى الفعال: على عمق 40 م- 6م، على عمق 20 م- 11م، 5م- 17م.
إذا سببت الكثافة العالية للمياه انخفاض استقرار مسار الرصاصة وأدت إلى تقييد نطاق إطلاق النار، فإن ملء السبطانة أدى إلى زيادة ضغط غازات البارود بعدة أضعاف في السبطانة وحجيرة الخرطوشة وأجزاء متحركة أخرى وهذا بدوره يمكن أن يؤدي ليس فقط إلى إتلاف مثل هذه الأسلحة الفردية، وإنما إلى موت الرامي.
وبالفعل وجد المصممون في مرحلة الاختبارات الأولى بأن الرصاص العادي، عند استخدامه تحت الماء، يتمتع بمدى إطلاق محدود جداً وذلك لأنه يبدأ في فقدان فعاليته بعد الإطلاق فوراً على بعد متر واحد، وبالتالي تبين أن هذا الرصاص غير صالح للاستخدام في سلاح الغواصات. لاحقاً وقع اختيار المصممان كرافتشينكو وسازونوف على مخطط طلقات تستخدم تحت الماء والتي كانت تعمل على مبدأ قذف الرصاص الممدود. في البداية تمكن المصممان نظرياً ومن ثم من خلال الأبحاث العلمية والأعمال التجريبية والاستخدام العملي من تصميم ذخيرة خاصة لإطلاق النار من خلال رصاص ممدود يخرج بشكل مستقيم ويتمتع بعامل استقرار هيدروديناميكي الذي تحقق على حساب التجويف الناجم عن حركة الرصاصة تحت الماء.
يتكون المسدس SPP-1 "ومن ثم SPP-1M " الذي تم تصميمه في مركز "تسنييتوتشماش" من 4 سبطانات غير آلية، وعيار 4.5 ملم، بالإضافة إلى ثلاث علب محكمة الإغلاق مخصصة لثلاثة مخازن وحافظة من الجلد الاصطناعي ومعدات صممت لتزويد المخازن بالطلقات وحزام وأداة تزييت وقضيب للتنظيف.
تم تصميم المسدس على شكل نموذج تقليدي الشكل لا يعمل على مبدأ التلقيم الآلي مع إمكانية الإطلاق رصاصة واحدة في كل مرة، أما السبطانة فقد صممت في إطار وحدة متكاملة تنفصل إلى الأسفل على مبدأ بندقية الصيد. في حين أن الوحدة المؤلفة من 4 سبطانات مرتكزة على إطار دائري، وعند وضعية القنال تكون هذه الوحدة مثبتة بواسطة مزلاج خاص، وهذه الهيكلية تسمح باستخدام طلقات طويلة 145 ملم. يشار إلى أن المسدس مزود بآلية زناد مضاعفة موجودة وراء وحدة السبطانات الأربع عملت على تأمين إطلاق الرصاص من هذه السبطانات، أما آلية الزناد فهي تعمل بواسطة زناد واحد. وفي لحظة خروج كل طلقة كانت المطرقة تدور بزاوية 90 درجة.
زود المسدس بذراع أمان توضع في إطار إلى الخلف واليسار من الزناد وله ثلاث وضعيات: وضعية "الأمان" ووضعية "النار" ووضعية "إعادة تلقيم". وفي حال تم تحويل ذراع الأمان إلى الوضعية العلوية فإن ذلك يعني ان وحدة السبطانات أصبحت جاهزة لإعادة تلقيم السلاح. يمكن تلقيم المسدس SPP-1 بواسطة المخزن الذي يحتوي على 4 طلقات، مع الإشارة إلى أن المخزن يساعد في عملية تسريع إعادة تلقيم السلاح على حساب توضع 4 طلقات أخرى في سبطانة المسدس. أما قبضة المسدس فهي جوفاء ومصنوعة من البلاستيك.
صنعت جميع الأجزاء الرئيسية للسلاح من الفولاذ المقاوم للحرارة والصدأ، وذلك لأنه، مقارنة ببقية أنواع الفولاذ الأخرى، يتمتع بعامل احتكاك عال. ولزيادة عامل كفاءة تحويل الطاقة تم طلاء الأجزاء التي تتعرض للاحتكاك بمادة خاصة تحتوي على ثاني كبريتيد الموليبدينوم، وهذا الطلاء يلعب دور التزييت الفعال والصلب. أما النوابض اللولبية الاسطوانية فهي مصنوعة من الكربون الصلب العادي وهي محمية ضد التآكل بواسطة مادة من الطلاء المتينة المجففة حرارياً.
http://arabic.ruvr.ru/2013_12_03/125347244/