صفقة طائرات ''ميغ ''29 التي أعيدت إلى موسكو
خبير جزائري مقيم في روسيا أبلغ بوتفليقة وقايد صالح بأن السلاح فاسد
أفادت مصادر رسمية أن خبيرا جزائريا مقيما في روسيا كان وراء كشف ''تلاعب'' من قبل شركة ''إركوت'' العلمية الإنتاجية الخاصة الروسية، التي كانت ستورد للجزائر طائرات ''ميغ .''29 وقالت المصادر لـ''الخبر'' إن الطائرات التي أرجعت لروسيا جهزت بمعدات قديمة ومستعملة في مصانع في روسيا البيضاء قبل نية بيعها للجزائر.
في وقت تحركت الآلة الرسمية الروسية لتغليب رواية أن الجزائر تراجعت على شراء هذه الطائرات برغم أن ''اختبار هذه الطائرات في روسيا أكد جودتها''، ذكرت مصادر مطلعة لـ''الخبر'' أن القضية ''موثقة بملف تقني كامل يحدد النقائص التي ظهرت على 24 طائرة مقاتلة من صنف ميغ ''29، وأفيد من المصادر نفسها أن الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أبلغ بالملف فور العلم به، بالإضافة إلى رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد العزيز بوتفليقة.
وعكس ما تم تداوله أن ''خبراء من روسيا البيضاء يشتغلون على تدريب طيارين جزائريين هم من اكتشفوا عدم ملاءمة الطلبية أول الأمر''، أوضحت المصادر أن ''الجزائر تسلمت ملفا كاملا يحدد النقائص في الـ24 مقاتلة ميغ من قبل خبير جزائري يشتغل لصالح شركة سوخوي الروسية العمومية''. وسلم الملف ''للفريق أحمد قايد صالح والرئيس بوتفليقة''.
ومن بين ما تم الكشف عنه في التقرير ''تزويد الطائرات بمعدات تقنية قديمة صنعت في روسيا البيضاء''، وكان من تداعيات تقرير ''رداءة الأسلحة'' إنهاء مهام اللواء محمد بوسليماني، قائد القوات الجوية، رغم عدم علمه المباشر بوجود نقائص تقنية في الطائرات الروسية.
ورأت مصادر جزائرية أن ''القضية منتهية''، بما أنه تم الاتفاق على إعادة جزء كبير من طلبية السلاح إثر اكتشاف ''عدم مطابقتها لبنود دفتر شروط''. إلا أن عقود التسليح بين الجزائر وروسيا تبقى تسير في شكلها الطبيعي، حيث يتم تجميع طائرات قتالية تدريبية من طراز ''ياك ''130 من أجل سلاح الجو الجزائري. وهي الصفقة التي ما تزال سارية ضمن عقد بيع وقع أثناء زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين في مارس .2007 وتكشف مصادرنا أن حقيقة ما تبدل في الصفقة، هو توجه الجزائر نحو ''ثقة'' أكبر إلى المنتج العمومي ''سوخوي'' على حساب ''إركوت''، وكلاهما ينتج أنواعا من الطائرات بما فيها ''ميغ''، إلا أن أسعار المتعامل الثاني أكبر، وبمجرد تفجر الملف أعلنت روسيا أنها ستدعم القوات الدفاعية الجوية الجزائرية بمقاتلات ''سوخوي ''30 الروسية ذات القدرات القتالية العالية، تعويضا عن ''ميغ ''29 التي أعادتها الجزائر، حيث أن السلطات الجزائرية أودعت طلبية سلاح جديدة لدى موسكو، تتعلق بـ16 مقاتلة من طراز ''سوخوي 30 أم ك أي أ''. فيما حدد العقد الذي تتكفل به مؤسسة ''إركوت'' العلمية الإنتاجية بتجميع 16 طائرة من أجل توريدها كلها إلى الجزائر خلال عامي 2008 و2009، حيث تخصص طائرة ''ياك - ''130 لتدريب الطيارين وإتقان كفاءات قيادتهم لطائرات ''سو - ''30 و''ميغ - ''29 و''أف - .''16
وما تزال الجزائر من أكبر زبائن روسيا في توريد السلاح، حسب التقرير السنوي للمؤسسة الدولية لأبحاث السلام في ستوكهولم، حيث بلغت واردات الجزائر من روسيا ما مجموعه 4 بالمائة من مجمل مبيعاتها، وكانت بالتالي رابع أكبر مستورد للسلاح من الفدرالية الروسية بعد الصين والهند وفنزويلا.
المصدر : http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=146265&idc=30