المعلق:
يقال: إن الحاجة هي أم الاختراع، وقد أظهرت القوة الناجمة عن الأسلحة الحديثة أنها حافز للتغيرات الجذرية، غالباً ما تحدث هذه التغيرات في حقبات زمنية قصيرة.
في زمن السلم يتم عادة تصميم آلة حرب جديدة، وصنعها واختبارها على امتداد سنوات.
بين عامي 1941 و 45 ظهرت عدت تصاميم ناجحة في غضون بضعة أشهر، كانت كلها وليدة الحاجة، وذلك تلبية لمقتضيات الحرب في الجبهة الشرقية، ومتطلبات المهارة التي تستحوذ على أي جديد حالما يصبح قيد الاستعمال.
لم يكن هناك مجال للتفكير في ثمن الفشل، اعتباراً من عام 43 تحرك المهندسون الألمان بسبب الحاجة الملحة إلى خط أمامي قد يهدد بخرق حدود دولتهم إن هم فشلوا في توفير التقنية المناسبة في أسرع وقت ممكن.
رغم تجاوزات النظام التي عملت المصانع الألمانية في ظلها، أُنتجت مجموعة واسعة من المدرعات الحربية في فترة زمنية وجيزة.
غالباً ما قيل: إن صناعة الأسلحة الألمانية تضع أفضل الأسلحة على الإطلاق في أسوأ الأيادي.
وربما كان هذا صحيحاً فيما يتعلق بالمدرعات الحربية.
ومع كل حالات الفشل ومع كل الصعاب صممت آليات ناجحة عديدة حددت شكل أسلحة الحرب المدرعة للسنوات التالية.
متحدث:
خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت آليات كثيرة بائدة لدى الجيش الألماني، ومنها الدبابة الثانية والثالثة.
أخذوا هيكل هذه الآلات الخارجي، وأضافوا له مدفعاً، ثم حولوها إلى أسلحة هجومية، كما استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة التي حولوها إلى مدفعية نقالة كالمدفع التشيكوسلوفاكي 35.
هذا مثل على الأنواع المتطورة التي أدخلها الجيش الألماني، بعض الأسلحة المدفعية ما هي إلا مدفعية مجنزرة مصممة خصيصاً لتطوير الدبابات الألمانية، وتأمين سهولة نقلها.
المعلق:
ظهر نوع جديد ناجح ولد من الصعوبات التي أحدثها الطلب على الجبهة الروسية، حيث أُنتجت الآليات المدفعية الملقمة ذاتياً في المصانع الألمانية التي احتاجتها الحرب لتشارك في المعارك الدفاعية في ذلك الصراع المرير، وهكذا ظهر سلاح مدفعية متحرك يمكن نقله من مكان إلى آخر على الجبهة المشتعلة، ولبت هذه المدفعية حاجات الوضع العسكري الذي كان في تدهور مستمر.
قبل سنتين فقط لم يكن أحد يتصور بروز مثل هذا الوضع بعد هذه المدة القصيرة.
بدا هتلر لا يُقهر في أيام عام 41، كان مغامراً كبيراً وقد انتصر في كل مغامراته، طوال تسع سنوات، واتخذ هتلر قرارات سياسية صائبة في نطاق جمهورية فايمر وألمانيا النازية، كما راهن على ضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا، وخدع بريطانيا وفرنسا بشأن معاهدة فيرساي.
وقد عجل مزج هتلر بين التخمين والعدائية في سقوط فرنسا في عام 1940، ولكن وككل المغامرين فقد هتلر كل أوراقه الرابحة عندما بدأ يعتقد بقوته التي لا تقهر، ويتجاهل دروس التاريخ.
دفعت الانتصارات المتكررة التي حققها هتلر في الغرب في شهر مايو من عام 1940 إلى توجيه قواته إلى روسيا.
انهزمت جيوشه في الميدان نفسه الذي انهزم فيه نابليون قبل أن يصل إلى مشارف موسكو، ففي عام 44 أوقعت كراينا الكوارث بالقوات الألمانية.
في أواخر عامر 41 توقفت عملية الإعصار على مشارف مدينة موسكو قرب ساحة معركة نابليون في بوردينو.
وفي عام 44 خسر الجيش الألماني فرقة كاملة في كرايينا التي فشل البريطانيون في الاستيلاء عليها أثناء حملتهم الخاصة.
أفرز التاريخ العسكري دروساً كثيرة ليهتدي بها الجميع، لكن هتلر فضل تجاهلها، ولعل أحد أسباب استعلاء هتلر هو إيمانه بقدرة الأسلحة الجديدة على تحقيق نتائج حاسمة.
هي سمة ستصبح ميزة خاصة في مرحلة لاحقة من الحرب لكن هذا التفكير لم يخلُ من بعض المنطق، فقد تبين أنه على حق عندما تقدمت فرق الدبابات الجديدة عبر الآردن للاستيلاء على فرنسا، فاعتقد هتلر أن الشيء نفسه يمكن أن يتحقق في روسيا، لاسيما في ظل وجود أسلحة كمدفع الهاون المتدفع كارل الموضوع تحت تصرفه.
المدافع ذاتية الحركة
حمل فيديو