صنفت دراسة حديثة، نشرت في دورية "رؤى الاستراتيجية الالكترونية" تم
الاطلاع عليها أمس، الجزائر ضمن الدول العربية المؤهلة نوويا، وتنبأت
"بسيرها قدما في هذا المجال، من بين خمس دول عربية، هي مصر، ليبيا،
المملكة العربية السعودية وسوريا"• واعتبرت الدراسة الصادرة عن مركز
الصراعات المعاصرة في باريس بعنوان "الحالة النووية المستقبلية للشرق
الأوسط" الجزائر "مصدر قلق في المنطقة العربية"، مبررة "تحاملها ضد
الجزائر" "بحجج واهية" "كموقف الجزائر من إيران والعلاقات معها• وقالت
الدراسة إن البرنامج النووي للجزائر موجود منذ وقت سابق، مع قيامها بتطوير
بنيتها النووية لأغراض سلمية وتشمل مفاعلين نوويين ومنشأة صغيرة لإنتاج
الوقود، وامتلاكها لخبرات تقنية وعلمية في مركز العلوم والتكنولوجيا
النووية• وتطرقت الدراسة إلى مفاعل "السـلام" الذي قالت إنه أثار "عدة
مخاوف تتعلق بالانتشار النووي، لأن له سمات تجعله مؤهلا للأنشطة العسكرية،
حيث إنه مفاعل ذو نيوترون عالي الفيض ومُخفف بالماء الثقيل"• وتزامن
التقرير مع فترة توتر في العلاقات الجزائرية- الفرنسية، نظرا للرواسب
التاريخية، وفي هذه الأيام برزت قضية الدبلوماسي الجزائري زيان حسني الذي
أوقف بفرنسا، كما تتعالى أصوات جمعيات المجتمع المدني في البلدين من أجل
إظهار الجرائم التي ارتكبتها السلطات الفرنسية من خلال تجاربها النووية في
الجزائر في سنوات الاحتلال وبداية الاستقلال• والحملة التي تشنها أوساط
فرنسية ضد الجزائر، منها هذه الدراسة قد تحمل أمورا مازالت لم تظهر
الآن• فالجزائر ليس لها أي مبرر لمزاولة أنشطة نووية عسكرية، ولم تبد في
أي يوم تطلعاتها في هذا المجال ولم تتهرب من رقابة الوكالة الدولية
للطاقة النووية، فهي كل مرة تفتح أبوابها للمراقبين الدوليين لتفحص
استخدامها النووي ، كما أنه لم يصدر أي تقرير يدين الجزائر منذ أن أنشأت
أول مركز نووي سلمي بعين وسارة بولاية الجلفة سنوات الثمانينيات رغم "أن
إنشاءه أثار بلبلة مشابهة آنذاك" لدى بعض الأطراف• و"استخلص" التقرير
الذي قام به برونو تيرتريه، خبير في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية بباريس
وهو "متخصص في مجال انتشار ومنع انتشار الأسلحة النووية في العالم" أن
الجزائر تقع في نفس الفئة التي تضم مصر وسوريا والسعودية، وهي الدول التي
تسير في طريقها نحو امتلاك السلاح النووي، واعتبرت الدراسة مؤشرا جيدا على
التنبؤ بالبرنامج النووي السوري، وكذا الرتبة المنخفضة لحد ما تملكه
تركيا، على عكس الكثير من التوقعات• وقال أن "ما لا يقل عن 13 دولة في
منطقة الشرق الأوسط أبدت عزمها تطوير قدراتها النووية، وذلك نظرا لتزايد
احتياجاتها من الطاقة والمياه العذبة، فضلا عن ارتفاع أسعار النفط والغاز،
ومن ثم جاءت المخاوف من اهتمام بعض الدول الشرق-أوسطية بالخيار النووي،
وما عزز هذه المخاوف اكتشاف مفاعل في سوريا• وموازاة مع هذا لم تشر
الدراسة إلى المفاعل النووي الاسرائيلي إن لم نقل المفاعلات النووية
الاسرائيلية• فكيف لدراسة تتناول المسألة النووية في الدول العربية والشرق
الوسط تتناسى ما تملكه إسرائيل من ترسانة نووية وتركز على حالات وتجارب هي
أولا سلمية وثانيا لا ترقى الى المستوى الذي يجعلها ذات قدرة فاعلة•
جريدة الفجر..