وحدنا في العالم العربي ومعنا بعض الأصدقاء في دول العالم الثالث المقهور بالسليقة لم تطرف أعيننا ونحن نقرأ التفاصيل المثيرة لتحول الرجل العجوز من بطل إلي خائن, وذلك ببساطة لان لدينا مناعة من هذه التحولات الفجائية لكثرة ما شهدناها تصيب أقارب الزعماء والرؤساء العرب وبعض دول العالم النامي فتنقلهم من مصاف الأبطال دون أن تظهر عليهم أي سمات لهذه البطولة المزعومة إلي طابور الخونة, وأيضا دون أن يكلف الزعيم نفسه عناء التوضيح للشعب مسوغات الاتهام.
قبل أيام بثت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن زوج عمة زعيم كوريا الشمالية الذي كان يعتبر الرجل الثاني في النظام أعدم بعد أن حكمت عليه محكمة عسكرية خاصة بالإعدام.
وأظهر التلفزيون صورا للرجل الذي يدعي جانغ سونغ-ثايك مكبل اليدين وقد وقف إلي جواره رجلان يرتديان الزي العسكري وقد أجبره أحدهما علي الانحناء. كما وصفه التلفزيون الرسمي بأنه خائن وأحقر من أن يكون كلبا.
وثم تكرمت وسائل الإعلام الملاكي لتخبر الشعب الكوري الشمالي ان الرجل أعدم لانه فقد عقله بسبب طمعه في السلطة معتقدا أنه بمقدوره الإطاحة بها عن طريقة تعبئة العسكريين.
الطريف ان نفس الرجل الذي اطلق عليه في بلاده لقب الوريث العظيم بعدما ورث الحكم عام2011 عقب وفاة أبيه( العظيم أيضا) كيم يونج أيل أعدم صديقة له تعمل مغنية دون أسباب واضحة سوي تلك التي ساقتها وسائل الإعلام التابعة له وهي أن المغنية هيون سونغ وول الحبيبة السابقة للزعيم قامت بتصوير أفلام اباحية وبيعها في الصين مع اشخاص آخرين.
ذاكرتنا العربية تحفظ عشرات الحالات التي سمح فيها الزعيم أو الرئيس لبعض أقاربه بأن يعيث فسادا في البلاد اعتمادا علي أن لا أحد سيعترض علي الزعيم,, وهناك أيضا رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتحكم وفقا لتقارير غربية في نسبة كبيرة من الاقتصاد السوري, واولاد القذافي الذين وزعوا المناصب فيما بينهم بما فيها منصب قائد المنتخب الكروي الذي شغله الساعدي لفترة قبل أن يمل ويعتزل الكرة.. وغير هؤلاء العشرات وربما المئات في أغلب الدول المنكوبة.
لكن في نفس الوقت حين ينقلب مزاج الزعيم ويبدا في البطش بمن حوله فان نصيب الأقارب غالبا ما يكون الأكثر دموية,.
وفي روسيا تذكر كتب التاريخ السري أن ناديا زوجة الزعيم الحديدي ستالين أقدمت علي الانتحار في الحادية والثلاثين من عمرها( ولا يمكن استبعاد إجبارها علي قتل نفسها) هربا من إساءاته المتكررة لها أمام العامة, فيحكي أنه خلال سهرة احتفالية بذكري تأسيس الدولة الشيوعية نادي ستالين زوجته أمام الحاضرين قائلا: هاي أنت, خذي كأسا, فأجابته بنبرة عالية: اسمي ناديا وليس هاي أنت, فتمادي معها وأهانها, فلم يكن منها سوي أن صرخت في وجهه قائلة: اخرس وانسحبت من المكان بعدما ضربت الباب بيدها, ولاحقا وجدت في غرفتها وإلي جانبها المسدس الذي قتلت نفسها به.