تقترح روسيا استثناء امكانية نشر الاسلحة الهجومية الاستراتيجية خارج أراضي
الدولة. جاء ذلك في رسالة بعث بها الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم 7
مارس / آذار الى مؤتمر جنيف لنزع السلاح و التي تلاها سيرغي لافروف وزير
الخارجية الروسي. ودعا لافروف من جانبه الى جعل الشرق الاوسط منطقة خالية
من السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل.
وجاء في الرسالة ان موسكو ترى ان المعاهدة الجديدة الخاصة بالحد من الاسلحة
الهجومية الاستراتيجية لا بد ان تحسب ليست الشحنات الحربية النووية فحسب
بل ووسائل حملها وهي الصواريخ البالستية عابرة القارات وقاذفات القنابل
الثقيلة. وتنص الرسالة على ان مفعول معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية
الاستراتيجية ينتهي في يوم 5 ديسمبر /كانون الاول القادم. ومن الصعب
المبالغة في أهمية هذه الوثيقة فيما يتعلق بضمان السلام الدولي والاستقرار
في العالم. وقد لعبت هذه المعاهدة دورا تاريخيا في احلال الامن الدولي
والاستقرارالاستراتيجي وتقليص ترسانات الاسلحة الهجومية الاستراتيجية.
ونتيجة تطبيق المعاهدة اصبح العالم أكثر أمانا وسلامة.
وقال مدفيديف في رسالته للمؤتمر "اننا نقف اليوم امام ضرورة ملحة للمضي قدما في طريق
نزع السلاح النووي" . وأكد الرئيس الروسي ان روسيا تتبع بشكل كامل أهداف
التوصل الى العالم الخالي من هذا السلاح الفتاك ، وذلك في إطار التزاماتها
التى أخذتها على عاتقها وفق معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية
الاستراتيجية.
وأعاد الرئيس الروسي الى الاذهان قائلا : " اننا
اقترحنا على الولايات المتحدة في عام 2005 عقد اتفاقية جديدة بديلة
لمعاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية ، من شأنها ان تعتمد على
كل ما هو أحسن وفعال في المعاهدة الحالية وتعكس في الوقت ذاته الوقائع
الاستراتيجية الحديثة." وجاء في الرسالة :" كنا ننطلق عند اتخاذنا هذا
القرار من ان التقييدات التي حددتها معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية
الاستراتيجية وتم الاتفاق عليها في عام 2001 . وفي الوقت الحاضر تقلصت
الى حد كبير كمية الحاملات الاستراتيجية والشحنات الحربية الملحقة بها ،
الامر الذي لا يقيد روسيا والولايات المتحدة في المجال الصاروخي النووي،
بل يمكنهما عمليا من زيادة كميات الاسلحة الهجومية الاستراتيجية." واعلن
مدفيديف ان الموقف الروسي من الاتفاقية الجديدة يكمن فيما يلي: " لا بد من
ان يكون الاتفاق القادم ملزما قانونيا وموجها نحو المستقبل ولا يحدد
الشحنات الحربية فحسب بل ووسائل نقلها الاستراتيجية ، وهي الصواريخ
البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تحملها الغواصات
وقاذفات القنابل الثقيلة." وجاء في الرسالة: " اننا نرى انه من الضروري
استثناء امكانية نشر الاسلحة الهجومية الاستراتيجية خارج أراضى الدولة."
ويقول الرئيس الروسي : " اود ان أشير الى ان روسيا مفتوحة للحوار ومستعدة
للمباحثات مع الادارة الامريكية الجديدة." وأضاف الرئيس الروسي قائلا: "
انني أشارك تماما الرئيس الامريكي باراك اوباما حين يسعى الى هدف نبيل وهو
انقاذ العالم من الخطر النووي. كما انني ارى هنا مجالا خصبا للعمل
المشترك." وأعلن الرئيس الروسي ان التعاون البناء في هذا الاتجاه سيساعد
على تطبيع العلاقات الروسية الامريكية.
روسيا تدعو الى جعل الشرق الاوسط منطقة منزوعة السلاح النووي
أعلن سيرغي لافروف في خطابه الذي القاه يوم يوم 7 مارس / آذار أثناء انعقاد
مؤتمر جنيف لنزع السلاح أعلن ان روسيا تدعو الى جعل الشرق الاوسط منطقة
خالية من السلاح النووي. وقال لافروف : " ان توطيد نظام حظر انتشار السلاح
النووي هو المهمة الملحة بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط . واننا ندعو باصرار
الى جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي وغيره من اسلحة
الدمار الشامل".
وأعاد سيرغي لافروف الى الاذهان ان مشاركي معاهدة
الحد من انتشار السلاح النووي كانوا قد اتخذوا قرارات في عامي 1995 و2000
بصدد الشرق الاوسط. . وقال وزير الخارجية الروسي انه من الضروري البحث عن
طرق مقبولة لتطبيقها ، وذلك في اطار الاجراءات القادمة الخاصة بمراقبة
المعاهدة. وبالاضافة الى ذلك فقد دعا لافروف الى رفع فعالية عمل الوكالة
الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بادائها لوظيفة المراقبة." وأعلن لافروف
قائلا: " ان البروتوكول الملحق بالاتفاقية بشأن الضمانات والذي ابرمته
روسيا في عام 2007 يعد أداة فعالة لتوسيع امكانات الوكالة في هذا المجال.
واننا ندعو كافة البلدان الى الانضمام اليه."
وبحسب قوله فان
البروتوكول الملحق يجب ان يصبح مقياسا عاما للتأكد من مراعاة الدول
لالتزاماتها وفق معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي ومعيارا جديدا في
مجال التصدير النووي.
روسيا وإيران
أعلن لافروف ان الملف النووي الايراني والدرع الصاروخية هما مسألتان غير
مترابطتين بعضهما ببعض. وأعرب وزير الخارجية الروسية عن أمله بان تؤدي
إعادة النظر في السياسة الامريكية بشأن إيران الى أداء دور انشط في البحث
عن تسوية سياسية دبلوماسية للقضية النووية الايرانية.
وأعاد لافروف الى الأذهان ان روسيا والولايات المتحدة الى جانب الصين وفرنسا
وبريطانيا وألمانيا تشارك في عمل سداسية الوسطاء الدوليين حول تسوية
القضية النووية الايرانية. وقد طرحت السداسية اقتراحاتها على إيران. وأشار
الوزير الروسي الى ان الاوضاع في المنطقة بما فيها البرنامج النووي
الايراني ليس لها حل عسكري.
روسيا والدرع الصاروخية
أعلن سيرغي لافروف ان رزمة الاقتراحات الروسية في موضوع الدرع الصاروخية لا
تزال على طاولة المباحثات. وقال لافروف: " اننا نطرح مبادرة بناءة بديلة
لخطط أحادية الجانب في هذا المجال ، وهي تكمن في تضافر جهود كل الدول
المعنية في مواجهة الاخطار الصاروخية المحتملة.
التعاون في مجال مكاحة الارهاب النووي
أعلن سيرغي لافروف ان روسيا تنوي تطوير التعاون مع الدول الاخرى بغية ابعاد خطر الارهاب النووي. وقال الوزير الروسي:
"لا يمكن ضمان الامن لكل دولة على حدة وللمجتمع الدولي باسره اذا لم نستطع
الرد على خطر الارهاب النووي". وأضاف لافروف قائلا: " ان المبادرة الروسية
الامريكية الشاملة الخاصة بمكافحة أعمال الارهاب الدولي التي قد طرحت في
عام 2006 تسهم كثيرا في حل هذه المهة."
روسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية
أشار لافروف الى ضرورة رفع فعالية عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما
يتعلق بادائها لوظيفة المراقبة." وأعلن لافروف قائلا: " ان البروتوكول
الملحق بالاتفاقية بشأن الضمانات والذي ابرمته روسيا في عام 2007 يعد أداة
فعالة لتوسيع امكانات الوكالة في هذا المجال. واننا ندعو كافة البلدان الى
الانضمام اليه."
وبحسب قوله فان البروتوكول الملحق يجب ان يصبح
مقياسا عاما للتأكد من مراعاة الدول لالتزاماتها وفق معاهدة الحد من
انتشار السلاح النووي ومعيارا جديدا في مجال التصدير النووي.
روسيا والصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى
تقترح روسيا على دول الاتحاد الاوروبي وغيرها من شركائها بالاتفاق على التخلى عن
الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى بشكل كامل. وأعاد لافروف الى الاذهان ان
روسيا كانت قد طرحت مشروع البنود الرئيسية للاتفاق الدولي القانوني حول
القضاء على والصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. ودعا لافروف شركاءه الى
مناقشة هذه المبادرة التي قد اكتسبت أنصارا لها.
روسيا تقترح اعداد اتفاقية تحظر صنع المواد التي تساعد على انشطار نواة الذرة
تقترح روسيا على الدول الاخرى اعداد اتفاقية تحظر صنع المواد التي تساعد على
انشطار نواة الذرة للاغراض العسكرية. واشار لافروف قائلا: " اننا نستعد
لوضع مثل هذه الاتفاقية التي من شأنها ان تكون خطوة مهمة على طريق نزع
السلاح النووي وتعزيز نظام حظر الانتشار النووي.
روسيا ومعاهدة حظر تجارب السلاح النووي
تعول موسكو على ان الادارة الامريكية الجديدة ستعيد النظر في معاهدة الحظر
الشامل لتجارب السلاح النووي ، الامر الذي سيساعد على سريان مفعولها.
وقال لافروف: " بالطبع لفتنا الانظار الى اشارات ايجابية واردة من واشنطن
حول احتمال اعادة النظر في موقفها من معاهدة الحظر الشامل لتجارب السلاح
النووي. ونأمل بان تتجسد تلك الاشارات في قرارات ملموسة تتخذها ادارة
باراك اوباما.
روسيا وسباق التسلح في الفضاء
أعلن سيرغي لافروف ان الحيلولة دون عسكرة الفضاء ستساعد في جعل الوضع
الاستراتيجي بالعالم أكثر تنبؤا والحفاظ على الممتلكات المدارية. وأشار
وزير الخارجية الروسية الى ان كافة الدول التي تستخدم إمكانات يقدمها
الفضاء الكوني يجب أن تهتم بهذا الامر.