بالصور.. وشهد شاهد من أهلها..فيلم سويدى يكشف أكاذيب الاستعمار فى ذكرى انسحاب قوات العدوان الثلاثى.. "أندرسون" تسلل لبورسعيد وسجّل قصف المنازل والكنائس والمساجد والمستشفيات.. وكاميرته تفضح إعلام الغرب
السبت، 21 ديسمبر 2013 - 03:39
بير أولو أندرسون
كتب حسن مجدى
var addthis_pub="tonyawad";
فى الوقت الذى أشارت به أصابع الغرب إلى مصر بالاتهامات وتحركت سفن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لمحاصرة مدن قناة السويس بعدوان ثلاثى؛ كان هناك شخص يحمل كاميرا واحدة ساهمت فى وقف هذا الهجوم لم نعرف عنها من قبل، مصور سويدى قرر اختراق حدود الحصار ليرى الحقيقة بعدسته، ويشاهد مثلث القتل والظلم والدمار على أراضى المدن الباسلة، ويصنع منه فيلما تسجيليا يعود به إلى البرلمانات والرأى العام الأوروبيين مشكلا حركة ضغط لوقف العدوان الثلاثى، الذى جلى عن مصر فى 23 ديسمبر 1956.
قصة المصور وصانع الأفلام الذى كان أحد أسلحة وقف العدوان الثلاثى، بير أولو أندرسون، وصلت إلى "اليوم السابع" على أيدى الصحفية السويدية، ميا جروندهل، التى تعيش فى القاهرة منذ 2001 وحصلت على نسخة للفيلم الذى صنعة من ابنه بيتر.
وتقول "جروندهل" إن حياة "واندرسون" الذى ولد عام 1921 كانت مغامرة على الرغم من أنه مات عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، فالرجل فطن مبكرا إلى الأكاذيب التى تروجها الدول الكبرى لاستعمار الشرق الأوسط، وسافر إلى فلسطين وصنع كتاب مصور تحت عنوان "هم أيضا بشر"، قبل أن يتسلل إلى بورسعيد على أيدى صحفيين مصريين ويبدأ صناعة فيلمه عن حرب 56.
بملامح أوروبية وطاقية مميزة الشكل تعتلى رأسه الأصلع بدأ "جروندهل" فيلمه لينتقل بذكاء إلى الحياة فى بورسعيد قبل العدوان ويرصد مظاهر الفرحة التى تعم المدينة الساحلية الهادئة بين شباك الصيادين وشماسى البلاجات وأطفال المدارس المهندمين وألحان السمسمية الساحرة، قبل أن ينتقل إلى بداية الحرب، ومنها إلى الدماء والموت والدمار الذى خيم على منازل المدينة ذات العمران المميز ويبدأ فى عرض واضح لاستهدف المدنيين ويصور جثث النساء، ثم ينتقل منها إلى الأطفال ويوضح قتل الشيوخ برصاص لا يعرف الرحمة قبل أن يقف دقائق أمام أطفال قتلوا فى أحضان أمهاتهن.
وتتابع الصحفية التى بدا عليها الاهتمام بمصر أن "أندرسون" أراد من هذا الفيديو أن يشاهد العالم كيف كانت بورسعيد جميلة ومزدهرة قبل العدوان، أما هو فتحدث عبر شريطة القديم، قائلا إنه لم يصدق ما شاهدة حينما دخل بورسعيد، وإنه لم يكن من المنطقى أن تعاقب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل مصر بهذه الوحشية، لمجرد أنها حاولت تأميم قناة السويس.
وأكد كذب قناة الـ"بى بى سى" حينها، التى أكدت وقتها أنه لم تكن هناك أضرار كبيرة وقتلى فى المدنين، وهو ما قام بتوثيق عكسه بوضوح ونشر فيديوهات مهمة فى ذلك الوقت، الذى كان من الصعب أن يقوم خلاله شخص بتصوير فيلم عن قصف المنازل والكنائس والمساجد والمستشفيات من قبل قوات العدوان.
وتابع أندرسون أن ما شاهده فى بورسعيد كان الأسوأ على الإطلاق، فالموت كان فى كل مكان، والمنازل مدمرة، بينما حاول البعض الهروب عبر البحر بلا جدوى، مشيرا إلى أن الجنود البريطانيين أوقفوه وحاولوا ترحيلة إلى قبرص ولكنه استطاع الهروب منهم والعودة لاستكمال مهمته فى كشف حقيقة العدوان.
ووفقا لـ"جروندهل" فإن المصور السويدى ربطته علاقة بالرئيس جمال عبد الناصر الذى دعم أعماله، وأيضا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى ساعده فى الوصول إلى بورسعيد وتحدث بالثناء عن أعماله مثلما تقول.
http://www.alamelarab.com/NEWSPA/elyomelsabe3.htmvar addthis_config = {"data_track_addressbar":true};