تعتزم دولة المغرب تدعيم وجودها البحري وتعزيز قوتها البحرية في المحيط الأطلسي. وبهدف تقوية وجودها
في جنوب مضيق جبل طارق ومراقبة النشاط البحري في تلك المنطقة الاستراتيجية، تسلمت البحرية الملكية المغربية
الفرقاطة الفرنسية فريم D601 والتي أطلق عليها اسم محمد السادس ليكون المغرب البلد الأجنبي الأوّل الذي يحصل
على هذه الفرقاطة من فرنسا، في إطار صفقة تم توقيعها سنة 2007 بقيمة نصف مليار يورو تقريباً.
وخلال حفل التسليم، قام الأمير مولاي رشيد بزيارة لمختلف هياكل ومرافق الفرقاطة كمقصورة القيادة والجسر ومركز العمليات...
وسبق أن تم تأجيل تسليم الفرقاطة التي صنعتها الشركة الفرنسية لبناء المعدات العسكرية البحرية DCNS والذي
كان مقرّراً في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
تكمن المهمة الأساسية للفرقاطة في القيام بجولات مراقبة في المحيط الأطلسي وبالقرب من مضيق جبل طارق تحديداً.
وقد حضر حفل الاستلام الذي جرى في مدينة بريست الفرنسية في 30 كانون الثاني/ نوفمبر، الأمير مولاي رشيد شقيق
ملك المغرب وقادة البحرية الملكية المغربية، أما من الجانب الفرنسي فقد حضر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان
ووزير الدفاع الفرنسي باتريك بواسييه ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة DCNS.
وتعتبر الفرقاطةD601 باكورة الدفعة الأولى من جيل جديد من الفرقاطات الفرنسية، والتي تنازلت عنها فرنسا للمغرب بعد أن
عبّر هذا الأخير عن حاجته الملحة لهذه الفرقاطة في عام 2007.
يبلغ طول الفرقاطة الإجمالي 142 متراً وإزاحتها 6000 طن. وتصل سرعتها القصوى إلى 27 عقدة فيما يصل مداها إلى 6000 ميل بحري
على سرعة 15 عقدة، وهي تستطيع حمل وحدة متكاملة من 108 أفراد بمن فيهم طاقم المروحية.
أما نظامها القتالي فهو يتألف من مدفع رئيسي عيار 76 ملم، وهي قادرة على نشر 8 صواريخ مضادة للسفن من
نوع Exocet MM40 و19 طربيد مضاد للغواصات بالإضافة إلى 16 صاروخ مضاد للأهداف الجوية من نوع Aster.
وتستطيع هذه الصواريخ بلوغ أهداف على بعد مئات الكيلومترات.
تعتبر هذه الفرقاطة العملاقة الثانية من نوعها التي تنتجها DCNS وهي تتمتع بالمميزات عينها التي تمتلكها فرقاطة فريم
التابعة للبحرية الفرنسية. فقد سلمت DCNS فرقاطة أكيتان (Aquitaine)، الفرقاطة الأولى المتعددة المهام من فريم، للبحرية
الفرنسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
وقد خضعت لسلسلة من الاختبارات في الإبحار وحمل الصواريخ والطائرات المروحية.
وتجدر الإشارة إلى أن فرقاطات فريم متعددة المهام والقادرة على المناورة قد صممت لمواجهة كل التهديدات الجوية والبحرية
سواء على سطح المياه أو تحتها، وهي مصنفة من بين الفرقاطات الأكثر تقدماً وبأسعار تنافسية. وبحسب باتريك بواسييه
ستكون فرقاطة محمد السادس الفرقاطة الأكبر والأقوى لدى البحرية الملكية المغربية عند دخولها الخدمة.
تجدر الإشارة إلى أن ثلاثين فرداً من قوات البحرية الملكية المغربية تلقوا تدريباً على يد البحرية الفرنسية في أواخر العام
الماضي، حول التعامل مع الفرقاطة الجديدة التي تتميز بأنظمة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وبنظامها المضاد للهجمات
الجوية والبحرية، وقدراتها الفائقة على الهجوم مباشرة. كما تلقى عدد من أفراد البحرية تدريبا مماثلاً.
وتعتبر هذه الفرقاطة الأولى من نوعها على الصعيد الأوروبي وإحدى الفرقاطات الخمسة التي يتم بناؤها حالياً من هذا الطراز
الأوربي الجديد، في أفق إكمال المشروع في عام 2020، والمتمثل ببناء 12 فرقاطة، واحدة للمغرب و11 للبحرية الفرنسية.
لقد عملت شركة DCNS إذاً على تصميم فرقاطة FREMM وبنائها لتلبي حاجات العديد من القوات البحرية حول
العالم، ويعد تصديرها إلى المغرب أكبر دليل على ذلك. وتعتبر هذه الفرقاطات من أكثر السفن تطوّراً على المستوى التقني في
السوق العالمية، وبسعر تنافسي، وهي بطبيعتها متعددة الوظائف لتتمكن من توفير استجابة لكافة أنواع التهديدات، فهي
توفر مجموعة من المميزات المبتكرة ومستويات غير مسبوقة من التوافقية العملانية والجاهزية العملياتية.
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=31089&cat=3#.Uv6LMszpfIU
الف مبروك لمملكتي الثانية