وكان النبي أقنى الأنف أي طويل الأنف مع دقة الأرنبة يعنى أسفل الأنف .
أما فم المصطفى قد تقدم حديث جابر بن سمرة أنه
كان ضليع الفم أى واسع الفم ، وقيل واسع الفم من البلاغة فإذا كان الرجل ضليع الفم يكون بليغاً مفهوماً .
وكان سهل الخدين ليس فيهما تجاعيد أو غيره .
وكان مفلج الأسنان فلم تكن أسنانه متلاصقة ، وهذا أطيب للفم وأجمل ، وكان إذا رؤى وهو يتكلم ظن الناظر إليه كأن نور يخرج من بين ثناياه
والحديث رواه الترمذى من حديث ابن عباس وهو حديث حسن .
وكان كث اللحية كانت لحيته تملأ صدره .
ففي سنن الترمذى من حديث البراء بن عازب قال :
(( كان رسول الله مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين كث اللحية ، تعلوه حمره ، جُمته إلى شحمة أذنه ، لقد رأيته في حُلَّةِ حمراءَ ، ما رأيت أحسن منه ))
وكان رحب القدمين والكفين كما تقدم من حديث جابر بن سمرة وعن أنس وأبى هريرة قال :
(( كان رسول الله ضخم القدمين ، حسن الوجه ، لم أر بعده مثله ))
وفى رواية عن أنس : (( ضخم اليدين ، لم أر قبله أو بعده مثله ))
وفى أخرى : كان ضخم الرأس والقدمين ، لم أر بعده ولا قبله مثله ، وكان سيط الكفين وكان كف النبي ألين من الحرير .
عن أنس رضى الله عنه وفى صحيح البخاري قال :
ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله
وكان ضخم الكراديس كما في حديث علىّ المتقدم ، والكراديس كل عظمتين التقتا فى مفصل : فهو كردوس والجمع كراديس ، نحو الركبتين والمنكبين والوركين .
وكان : سواء البطن والصدر دون ارتفاع أو انخفاض بينهما ، أشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر ذا مشربة وهى الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب .
وكان بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة ، وكبيضة الحمامة .
عن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال : (( كان رسول الله قد شَمطَ مقَّدم رأسه ولحيته ، وكان إذا ادّهن لم يتبين فإذا شعث رأسُه
تَبَيَّنَ ، وكان كثير شعر اللحية ، فقال رجل : وجهُه مثلُ السيف ؟ قال : لا ، بل مثل الشمس والقمر ، وكان مستديراً . قال : ورأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمام ، يشبه جسده
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما تطوى له الأرض ويجدَّون في لحاقه وهو غير مكترث .
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
(( ما رأيت أحسن من رسول الله كأن الشمس تجرى في وجهه ، قال : وما رأيت أحداً أسرع فى مشيه من رسول الله ، لكأنما الأرض تطوى له ، كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا ، وإنه لغير مُكْتَرِث ))
وكان إذا التفت التفت جميعاً ومعناه أنه كان لا ينظر من طرف عينه وهذه من علامات التواضع ، فكان خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء
أما كلامه
فتدبر ما تقول أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها : قالت : (( أن النبي كان يحدث لو عَدَّهُ العادّ لأحصاه ))
وفى سنن الترمذى قالت رضى الله عنها :
(( ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام يُبِّينُهُ ، فصل ، يحفَظُهُ من جلس إليه ))
وعنها رضى الله عنها قالت :(( كان كلام رسول الله كلام فصل يفهمه كل من سمعه))
اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما عرقه
فتدبر ما يقوله أنس رضى الله عنه :
يقول أنس : كان يدخل بيت أم سليم ، فينام على فراشها وليست فيه . قال : فجاء ذات يوم فنام على فراشها ، فأتيت ، فقيل لها : هذا النبي نائم في بيتك على فراشك ؟
قال : فجاءت وقد عرق ، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش . ففتحت عتيدتها
، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي ، فقال : ما تصنعين يا أم سليم ؟ فقالت : يا رسول الله ، نرجو بركته لصبياننا ، قال أصبت .
وفى رواية قالت (( هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب ))
وفى رواية قالت : (( أجعل عرقك في طيبي ، فضحك رسول الله )) وأخرج الإمام أحمد والبيهقى عن على بن أبى طالب قال :
كان العرق في وجهه كحبات اللؤلؤ))
فكان عندما ينزل عليه الوحي في الليلة الباردة يتناثر على وجهه العرق كحبات اللؤلؤ .
أما شجاعته :
فتدبر ما يقوله فارس الفرسان وقائد القواد على بن أبى طالب يقول : كنا إذا حمى الوطيس واشتدت المعركة اتقينا برسول الله فكان إذا دخل أرض المعركة وميادين النزال كان الصحابة رضوان الله عليهم يتقون به شدة الضربات وأنتم تعلمون ماذا فعل النبي يوم حنين ، وماذا فعل يوم أحد . وماذا فعل النبي يوم بدر . اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فقد كان أشجع الناس
يقول أنس بن مالك رضى الله عنه :
(( كان رسول الله أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناسٌ من قبل ، فتلقاهم رسول الله راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت .
وفى رواية : وقد إستبرأ الخبر – وهو على فرس لأبى طلحة عُرْىٍ ، في عنقه السيف ، وهو يقول : لن تراعوا ، قال : وجدناه بحراً- أو أنه لبحر قال : وكان فرساً تُبَطَّأُ ))