حرب الناقلات: في عام 1981م بدأ ما يسمى بحرب الناقلات و كانت عبارة عن استهداف متبادل لناقلات النفط و الناقلات البحرية التجارية للبلدين بغية قطع الإمدادات الاقتصادية و العسكرية للجيشين المتحاربين. ولم يكن الأمر مقتصراً على استهداف السفن التابعة للدولتين المتحاربتين بل امتدت لتشمل الدول الداعمة ففي 13 مايو 1984 هوجمت سفينة كويتية قرب البحرين و في 16 مايو 1984م هوجمت سفينة سعودية من قبل السفن الحربية الإيرانية حيث كانت الكويت و السعودية من الدول الداعمة للعراق. تم تدمير ما مجموعه 546 سفينة تجارية خلال حرب الناقلات وكانت
أغلبيتها سفن كويتية مما حدى بالحكومة الكويتية إلى طلب المساعدة الدولية لحماية سفنها في عام 1987م; فقامت الولايات المتحدة برفع علمها على السفن الكويتية لتوفير الحماية لها. لكن هذا الأجراء لم يمنع الإيرانيين من
مهاجمة السفن مما حدى بالأسطول الأمريكي إلى مهاجمة سفن إيرانية، و من أشهر هذه الهجمات الهجوم الذي وقع في 18 ابريل 1988 ودمر فيه سفينتين حربيتين ايرانيتين.
وقامت القوات الأمريكية باعتراض طائرة اعتقدى انها مقاتلة اف-14 ايرانية وقع في 3 يوليو 1988 أدى إلى تدمير طائرة نقل ركاب مدنيين قالت القوات الأمريكية فيما بعد أنه وقع عن طريق الخطأ من قبل السفن الحربية الأمريكية و التي أدت إلى مقتل 290 ركابا كانوا على متن الطائرة.
في خضم كل هذه الأحداث تم الكشف عن فضيحة ايران-غايت ضمن صفوف إدارة الرئيس الأمريكي انذاك رونالد ريغان حيث تم الكشف عن حقيقة أن الولايات المتحدة كانت بالاضافة إلى دعمها للعراق فانها و في نفس الوقت كانت تبيع الاسلحة لايران عن طريق اسرائيل و كانت تستخدم الأموال من تلك الصفقة لدعم الثوار في نيكاراغوا.
حرب المدن:مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي و الإيراني نتيجة للاستنزاف الطويل للذخيرة الحربية و القوة البشرية للجيشين، فبدأت مرحلة سوداء في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية
عن طريق صواريخ سكود أو أرض-أرض طويلة المدى حيث راح ضحيتها الكثير من الأبرياء المدنيين.
وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إسترتيجية للمدن الإيرانية ، واستهدفت الضربات طهران بشكل أساسي مع بداية عام 1985 ،فقامت ايران بقصف العاصمة بغداد بصواريخ سكود البعيدة المدى. و رد العراق بالمثل بقصف طهران.
و وصل الأمر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية و محطات القطار, وتدمير ثلاثة و أربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى لمقتل مئات التلاميذ, وقام العراق باستعمال الأسلحة الكيمياوية في الحرب ، ولم تتمتع الحكومة
الإيرانية بدعم دولي على عكس العراق الذي كان يتمتع بإسناد ذو قاعدة عريضة, كل هذه العوامل مجتمعة أدت لأن وافقت إيران على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة والتي وصفها الأمام الخميني "كأس السم" حسب تعبيره في 20
اغسطس 1988,حيث كانت إيران ترفض أي قرار من مجلس الأمن ما لم يعترف بأن العراق هو البادئ بالاعتداء، و إقرار التعويضات اللازمة لإيران والتي قد تصل إلى 200 مليار دولار.
إلا أنه بعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب وفي عام 1991 وبعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران.
الأسلحة و الدول التي زودت الأسلحة:كان الجيش العراقي يتم تسليحه بصورة رئيسية من الاتحاد السوفيتي و دول المعسكر الشرقي في العقود التي سبقت الحرب العراقية-الأيرانية. أثناء الحرب قام العراق بشراء أسلحة يقدر قيمتها بالمليارات من الاتحاد السوفيتي و الصين و مصر و ألمانيا، و قامت ألمانيا و فرنسا و اسبانيا و المملكة المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية ببناء ترسانة العراق من الأسلحة الكيمياوية و البايولوجية وقامت فرنسا بتزويد العراق بالتقنية النووية; حيث قامت شركة فرنسية ببناء مفاعل أوسيراك النووي والذي أطلق العراق عليه تسمية مفاعل تموز النووي الذي تم تدميره من قبل طائرات اسرائيلية في 7 يونيو 1981. كان معظم الدعم المالي للعراق يأتي من الدولتين النفطيتين الغنيتين الكويت و السعودية.
بلغت نسبة مبيعات العراق من الأسلحة منذ 1970 إلى 1990 إلى مايقارب 10% من نسبة صفقات الأسلحة في العالم وكانت النسب كالتالي:
الاتحاد السوفيتي 61% ما قيمته 19.2 مليار دولار امريكي.
فرنسا 18% ما قيمته 5.5 مليار دولار امريكي.
الصين 5% ما قيمته 1.7 مليار دولار امريكي.
البرازيل 4% ما قيمته 1.1 مليار دولار امريكي.
مصر 4% ما قيمته 1.1 مليار دولار امريكي
دول اخرى 6% ما قيمته 2.9 مليار دولار أمريكي.
بالنسبة للجيش الإيراني فقد كان يتم تسليحه في زمن الشاه قبل مجيئ الثورة الإسلامية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، و في أثناء الحرب قامت سوريا و ليبيا و كوريا الشمالية و الصين بتزويد ايران بالسلاح وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بصورة غير مباشرة و بسرية تامة بتزويد ايران بالأسلحة. ولكن تم الكشف عن أحد هذه الصفقات والذي أطلق عليه اسم فضيحة ايران-غايت
أثناء الحرب استعملت القوة الجوية الإيرانية طائرات أمريكية الصنع وهي ما كانت بحوزتها منذ أيام الشاه على سبيل المثال طائرات الفانتوم ، AH-1 Cobra -F-14- F4 ، F5 ، ولكن مع استمرار الحرب بات من الصعوبة الحصول على قطع غيار لهذه الطائرات بسبب العزلة الدولية لإيران كذلك بسبب الغارات الجوية العراقية على المطارات العسكرية مما أدى إلى فقدان إيران معظم طائراتها الحربية.
استعملت القوات الجوية العراقية طائرات سوفيتية الصنع مثل Tu16 ، MiG21 ، Sukhoi22 ، وطائرات فرنسية مثل الميراج.وسوبر انتندار.والتي كان للعراق منها عدة أسراب جوية تخشاها إسرائيل بشدة وقتها وذلك
لقدرة الطائره الواحده على حمل 8 أطنان من القنابل في وقت واحد Tu-16
قاذفات بعيده المدى وطائرات فرنسية مثل الميراج وقيل أن فرنسا أعارتها للعراق فقط ورفضت بيعها له.