من أسباب نجاح وسقوط الجنرال بترايوس
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
الاربعاء:13/3/2013م
كما كان من نجوم الحرب العالمية الثانية بعد انتصار الحلفاء على دول المحور الجنرال الأميركي آيزنهاور.
و آيزنهاور كان قائد قوات الحلفاء, وبطل معارك شمال أفريقيا واحتلال إيطاليا, ونفذ عمليات الانزال في النورماندي شمال فرنسا, وحررت قواته دول أوروبا الغربية من الاحتلال النازي, وأحتل معظم الاراضي الالمانية. وأشتهر بمعارضته وإجهاضه لمعظم خطط وطموحات السير تشرشل رئيس وزراء بريطانيا. وهو من اختارته النخبة الأميركية ليكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1953م لولايتين رئاستين بعد الرئيس ترومان.
كذلك كان الجنرال دايفيد بترايوس أحد نجوم الحرب الأميركية على العراق. الذي ولد في ولاية نيويورك في 7 /11/1952 لوالدين من أصول هولندية .وكان والده يعمل بحاراً. وخدم بترايوس في الجيش الأمريكي لمدة 37 عاماً. وأستنجد به الرئيس الأميركي جورج wبوش بناء على توصية من رئاسة هيئة الاركان ووزير دفاعه رامسفيلد لإنقاذ الوضع المتردي للقوات الأميركية في العراق . واتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه, عندما قرّر إرسال 30 الف جندي إضافي الى العراق. وفي أواخر يناير 2007 م صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة التحالف الدولي في العراق. وبات هذا الجنرال أمل الرئيس بوش, الذي لم يعد له من عمل سوى كيل المديح والثناء والاطراء له صباح مساء. مما أهله لاحتلال مناصب رفيعة في الجيش الأميركي.
ومن خلال هذا المنصب طبق فلسفته التي نضجت بعدما طوّرها في أطروحته حول الاخطاء التي ارتكبها الامريكيون في فيتنام. وبعد ذلك عيّن هذا المظلي المنحدر من ولاية نيويورك والذي يحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة برينستون 1987م ، رئيسًا للقيادة المركزية الامريكية في الشرق الاوسط وآسيا. وفي صيف 2010 م حل محل ستانلي ما كريستال على رأس قوات التحالف الدولي التي تحتل افغانستان . استراتيجية بترايوس لمكافحة التمرد التي طبقها في العراق أطاحت بعد فترة بوزير الدفاع ويعض كبار هيئة الاركان ممن اختلفوا معه . وراح يرتقي في المناصب من قائد القوات الأمريكية في العراق , إلى قائد للقوات الأمريكية في أفغانستان, وقائد القوات الاميركية في المحيط الهندي, وأخيراً رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية الـــ CIA. وبات المرشح المحتمل لينافس الرئيس الأميركي أوباما على منصب الرئاسة.
يعتبره البعض اشهر ضابط في الجيش الامريكي ,ومهندس الاستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق. أحتفل منذ فترة وجيزة بعيد ميلاده الستين .و نجا من الموت مرتين . ويوصف بأنه بطل الحرب في العراق. علاقاته بالبيت الابيض أيام رئاسة جورج بوش الأبن كانت سلسلة وأكثر من ممتازة. وكان بوش يحرص على تنفيذ كافة طلباته تقريباً. وحين فتح مجلس الشيوخ جلسة للتحقيق بما آل إليه الوضع من تردي في العراق, أدلى هذا الجنرال بشهادة تدعم سياسة الرئيس جورج بوش وإدارته. لكن علاقاته مع الرئيس باراك اوباما شهدت تقلبات كثيرة، بدءًا بتوتر مطلع 2009 م عندما لم يوافق الرئيس سوى على ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان، بينما كان بترايوس يطلب عدداً اكبر بكثير لدعم استراتيجية تعزيز القوات في العراق.
أثبت هذا الجنرال جدارته في قيادة قوات الائتلاف في العراق، حيث وضع استراتيجية لمكافحة المتمردين ادت الى تحسّن الوضع الامني واتاحت الشروع بسحب القوات الامريكية من العراق, وصولًا الى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية شهر آب طبقًاً للجدول الذي اعلنه اوباما مطلع 2009 م. اكتسب بترايوس سمعته الاساسية في العراق من خلال كونه قائدًا للقوات الامريكية لشمال العراق, وقائد الفرقة 101 المحمولة جوًا عام 2003 م. وبعد ذلك اشرف على اعادة بناء الجيش العراقي. وبعد عودته من العراق، اعاد كتابة دليل مكافحة التمرد الذي يُعدّ وثيقة مرجعية للجيش ومشاة البحرية الامريكية لمكافحة المتمردين. يعتبر بترايوس: ان القائد المثالي يجب أن يكون محارب قادر على الإلمام بكل تعقيدات اي نزاع على ارض اجنبية يجري بلغة وثقافة مختلفتين، وقادر على وضع نفسه في موضع العدو.
وقد كشف الصحفي كارل بيرنشتاين في صحيفة الغارديان والصحفي بوب وودوارد في صحيفة الواشنطن بوست. سر محادثة الإمبراطور الإعلامي روبرت مردوخ مؤسس ورئيس مجلس إدارة شبكة فوكس نيوز، الذي حاول شراء رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. من خلال إرسال مردوخ أحد معاونيه, وهو روجر ايلز في اوائل عام 2011م إلى أفغانستان لإقناع الجنرال ديفيد بترايوس، بخوض الانتخابات ضد باراك أوباما كمرشح عن الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012 م. مع تعهد مردوخ بتمويل حملة الجنرال بترايوس إذا رشح نفسه، ووضع فوكس نيوز في خدمة حملته الانتخابية. إلا أن خطة مردوخ بترشيح بترايوس منافساً للرئيس أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية فشلت ,لأن بترايوس قرر عدم الترشح . ومما قاله بترايوس في التسجيل: أنا لن أترشح, ولكن لو حصل ذلك في أي وقت مضى، كنت سأقبل هذا العرض. وتصرف مردوخ ورد بترايوس أضرا بواجهة السياسة الديمقراطية الأميركية. وهذه المحادثة أو هذه القصة فضحت حقيقية اللعبة الانتخابية الأميركية، من أن الشركات الاحتكارية هي من تقود النخبة , وهي من تتلاعب بالنظام الديمقراطي لتقييد الناخبين من اجل اختيار مرشحين متطابقين، يتوافقون على 80 % من القضايا. ودفع الجنرال بترايوس الثمن غالياً حين حاول أن يجعل من نفسه آيزنهاور آخر. حيث ضربته فضيحة عن علاقاته الغرامية مع امرأة خارج نطاق الحياة الزوجية, كي تنهي حياته المهنية وتبعده نهائياً عن المسرح . والذي يدعوا للتأمل والاستغراب أن تسقط علاقة غرامية بجنرال يحتل موقعاً رئيسياً في النخبة والمجتمع ,وفي مجتمع أمريكي متحرر, تقوم الكثير من علاقة أفراده على الإباحية وعدم الالتزام بعلاقة وحيدة مع زوجته فقط.
المهم أن هناك أيادٍ خفية حركت غيرة امرأة هي جيل كيلي المتزوجة من طبيب جراح لإسقاط بترايوس. بدعوى أن الضابطة السابقة بالجيش باولا برودويل والتي كانت تربطها علاقة بالجنرال السابق المتزوج أرسلت للسيدة كيلي برسالة تهديد عبر البريد الإلكتروني. فتحركت أو حُركت كيلي والتي تلقت رسائل التهديد بعدما أصابها الجزع, إلى التوجه لمكتب التحقيقات الفيدرالي لحمايتها ومساعدتها على تعقب المرسل، وأدت تحقيقات المكتب التي استمرت لعدة أسابيع، إلى التوصل إلى أن التهديدات صادرة من باولا برودويل كاتبة السيرة الذاتية للجنرال بترايوس، كما كشفت عن رسائل فاضحة بين برودويل والجنرال بترايوس. وعندما ظهر اسم بترايوس لأول مرة خلال التحقيق، خشي محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن يكون قد تم اختراق حساب البريد الإلكتروني الشخصي لمدير وكالة الاستخبارات المركزية وإمكانية الإضرار بالأمن، ولكن الطبيعة الجنسية لرسائل البريد الإلكتروني جعلتهم يخلصون إلى أن بترايوس و برودويل تربطهما علاقة غرامية، وأوضحوا أن برودويل اعتبرت أن كيلي تشكل تهديدا لعلاقة بردويل مع الجنرال بترايوس. وصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت على موقعها الإلكتروني هوية بولا برودويل، وهي امرأة متزوجة وأم لطفلين. وارتبطت برودويل بالجنرال أثناء كتابة سيرة ذاتية شاملة له، وأمضى الاثنان عدة ساعات خلال إعداد الكتاب المذكور.
وتُوصف برودويل بأنها صاحبة إنجازات متميزة طوال مسارها الأكاديمي والمهني، وهي خريجة جامعة ويست بوينت, ولاعبة كرة سلة في الجامعة، وتحمل ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، ومرشحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة بريطانية .وباءت محاولات وسائط الاعلام بالتواصل مع برودويل وأقاربها بالفشل. وهناك رواية أخرى تقول : أن مسؤول في موقع كبير وهام اختار للجنرال بترايوس سكرتيرة متزوجة جميلة جدا جداً كان يصطحبها معه في جميع رحلاته الداخلية. وكان يراودها عن نفسها كثيراً وهي ترفض .وبعدما ضاقت ذرعاً بتصرفاته الصبيانية والمراهقة شكته إلى جهة عليا فخلصتها من بين أنياب ذلك الثعلب المتصابي.
وانتشرت الفضيحة بذريعة أنه لم يكن بمقدور الإدارة الأمريكية لفلفة الموضوع وستر الفضيحة ,رغم أن فضائح أكبر منها لفلفت وطمست. ومنها أن بترايوس أقام علاقات مع فتيات في أفغانستان والعراق. ولفلفت العلاقة الجنسية للرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع المتدربة مونيكا. والعلاقة الجنسية للجنرال دوايت آيزنهاور مع سائقة سيارته الأسترالية كاي سومرسبي خلال الحرب العالمية الثانية. والعلاقة الجنسية للجنرال جون بيرشنغ مع امرأة متزوجة خلال الحرب العالمية الثانية. والعلاقة الجنسية للرئيس جون كينيدي مع مارلين مونرو, والعلاقات الجنسية المتعددة للجنرال ماثيو ريدجواي. والمضحك أن الجنرال جيفري سينكلير يحاكم حالياً بتهمة إقامة علاقات جنسية مع اربع نساء عملن معه خلال خدمته في العراق وأفغانستان!!!!!!
سبب شهرة هذا الجنرال أنه أعتمد في العراق سياسة استراتيجية مقاومة التمرد في حرب فيتنام (كونتر انسورجنسيز, أو كوينْ) بعد ان ادخل عليها بعض التعديلات. وهذه الاستراتيجية درج كبار الجنرالات الأمريكيين على ازدرائها وأوشك وزير الدفاع دونالد رامسفيلد عام 2006م على حظر تداول استعمالها .ولكن بترايوس عام 2007م اعاد إرساء معلمها, كعقيدة عسكرية يدعو إليها أرفع المسؤولين في أعلى هرم البنتاغون وكرسها الرئيس جورج بوش سياسة رسمية بعد أن اطاح بوزير دفاعه رامسفيلد .فإدارة جورج بوش غزت أفغانستان والعراق منتهجة استراتيجية الأثر السريع, الرامية إلى إلحاق الهزيمة بالخصم والانسحاب السريع .ولكن هذه الاستراتيجية ثبت فشلها, وادت إلى تعثر خطط الحرب على كل من العراق وأفغانستان. حينها راهن الرئيس جورج بوش على استراتيجية مكافحة التمرد من جديد. باعتبارها الحل لتفادي الكارثة. وأختار الجنرال بترايوس صاحب الدليل لهذه الاستراتيجية لقيادة قواته في العراق .وحين أفلح بترايوس في العراق ,نقل بترايوس لأفغانستان ليطبق نفس الاستراتيجية في العراق إلا أنه بترايوس فشل في افغانستان. حينها بدأ أوباما ينظر بعين التحفظ إلى الاستراتيجية البترايوسية والتي هي سياسة مكافحة التمرد.
حين تخرج دايفيد بترايوس من وست بوينت عام 1974م كانت حرب فيتنام تشارف على الانتهاء من غير تحقيق نصر أو انسحاب مشرف للقوات الأميركية من فيتنام. حينها ألتزم كبار القادة الأمريكيين العزوف عن خوض حرب التمرد وحرب عصابات في الادغال أو المدن. وانصرفوا إلى احتمال اندلاع حرب تقليدية كبرى مع الاتحاد السوفيتي في اوروبا ,ووصفوا نزاعات هذه المرحلة بنزاع منخفض المستوى. وفي مطلع التسعينات صاغ الجيش الاميركي مفهوماً جديداً أكثر التباساً سموه العمليات العسكرية (مووتوا) خارج الحرب. وأعتبر قائد الاركان السابق الجنرال جون شاليكشفيلي بأن شن مثل هذه العمليات ليست من شيم الرجال الأقحاح. ولكن عدداً كبيراً من قادة الجيش الأمريكي شبوا وشابوا وارتقوا في سلم الرتب العسكرية مكافأة لهم على إداء كل منهم لعمليات (مووتوا) في السلفادور وباناما والصومال وهايتي والبلقان. إلا أن الجنرال ديفيد بترايوس في مطلع حياته المهنية وقع في فرنسا وايطاليا على كتب خلفت أثراً بالغاً عليه ,منها كتاب حروب مكافحة الارهاب بين النظريات والميدان لديفيد غالولا ,والذي شارك في حملات مكافحة الارهاب. وخلص غالولا في كتابه الحروب الثورية إلى أن قواعد الحرب غير التقليدية مختلفة عن التقليدية ,فهي صنو الحرب بين أسد وبراغيث: البرغوث لا يسعه تسديد الضربة القاضية ,والأسد عاجز عن الطيران, البرغوث يزرع الفوضى ,والأسد يُرسي النظام. وإلحاق الهزيمة بالبراغيث يكون بتجفيف المستنقعات التي تتكاثر فيها, عن طريق استمالة البيئة الحاضنة .والمقاتل في مثل هذه الحرب يتحولا عاملاً اجتماعياً ومهندساً مدنياً وأستاذ مدرسة وممرضاً .وبنظر غالولا فمثل هذه الحروب تقتضي 20% من العمليات العسكرية و80% من المساعي السياسية.
وحين عين بترايوس في الثمانينات من القرن الماضي مساعداً للجنرال جون غالفن في أميركا الوسطى ,التي كانت مسرح عمليات تمرد واسعة .أقترح الجيش الأمريكي على السلفادور مشروعاً لمكافحة التمرد. وفي خاتمة خدمة بترايوس في اميركا الوسطى ,كتب بترايوس مقالة نيابة عن غالفن عنوانها الحروب غير المريحة نحو نموذج جديد .وعند عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية أعد اطروحة دكتوراه في جامعة برنستون, تناول فيها قصر نظر موقف الجيش الأمريكي لمكافحة التمرد في مرحلة ما بعد فيتنام, وأشار فيها إلى حاجة الجيش الامريكي إلى تغيير عقيدته وأساليبه التكتيكية. وفي نفس الوقت برز جيل جديد من القادة إثر اهتدائهم بإجراءات مماثلة .وفي كلية العلوم الاجتماعية المعروفة (سوش) في ويست بوينت وهي مركز البحث غير التقليدي في الجيش الامريكي ,كانت خيوط استراتيجية مكافحة التمرد تتبلور من جديد .حيث تناول جون ناغل الموضوع من خلال اصدار كتابه بعنوان : تناول الحساء بواسطة السكين.
لا ندري إن كانت فضيحة العلاقة الجنسية للجنرال بترايوس هي التي أطاحت به ,أم أن عدم رضى إسرائيل عن مواقفه ,أم تصريحه الذي قال فيه: أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى مكروهة من العرب والمسلمين طالما أنها منحازة لإسرائيل بهذا الشكل .أو أن ضغوطه باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية هو السبب .وربما تحرك الموساد بعد أن عرف نقطة ضعف الجنرال بترايوس أمام الجمال الأنثوي فقام بدور تأمين وتحريك النساء لهذا الجنرال ,للإطاحة به قبل أن يغدوا المرشح الأكثر حظاً في الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 2016م.أم أن توافقه ووزيرة الخارجية السابقة كلينتون وإدارتهما لبعض القضايا الازمات لم يعجب إسرائيل أو أوباما؟
المعلق السياسي توم ريكس كتب في مدونته: يبدو أننا نهتم بالحياة الجنسية لقادتنا أكثر من مما نهتم بالحياة الحقيقية لجنودنا. هناك جنرالات أخفقوا في العراق ,لكنهم بقوا في مناصبهم .رحيل الجنرال بترايوس يبين أننا متشددون عندما يتعلق الأمر بالسلوك الشخصي ,لكننا متساهلون كثيراً عندما يتعلق الأمر بالإخفاق المهني.
ستمر أعوام قبل أن تتوضح حقيقة الأسباب التي كانت السبب في الاطاحة بالجنرال بترايوس .ولكنها مع ذلك تكشف حقيقة الصراعات الكبيرة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. كما أنها تكشف بوضوح أن النخب الأمريكية قد أفلست إفلاساً مريعاً, وباتت في وضع لا تحسد عليه ,وأنها بأساليب الخداع والكذب والتضليل التي تتبعها فقدت مصداقيتها في أوساط المجتمع الأمريكي, والمجتمع الدولي, ولم تعد بمثل هذه الاساليب الماكرة والبالية والفاشلة والمفضوحة من قبل الأمريكيين وغير الأمريكيين بقادرة على الاستمرار.
http://www.etudes.franco-orientales.com/permalink/98545.html