على أساسها تم التمهيد لاتفاق السلام.. "هاآرتس" تكشف تفاصيل الرسائل السرية بين السادات ومائير بعد حرب أكتوبر
السادات ومائير محمد الليثى
كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، النقاب عن بعض الرسائل التى تبادلها الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية "جولدا مائير" خلال حرب أكتوبر 1973، وبدأت الصحيفة تقريرها بجملة من إحدى رسائل السادات إلى مائير التى قال فيها "هذه هى الرسالة الأولى منذ 26 عاما يرسلها رئيس مصرى لرئيس وزراء إسرائيلى".
وأضافت الصحيفة، أن هذه الرسالة كانت بداية بعض الرسائل التصالحية بين الطرفين فى 17 يناير 1974، مشيرة إلى أنها كانت جزءا من الرسالة التى تبادلاها فى طريقهم لاتفاقية فك الاشتباك 18 يناير 1974، والتى أنهت الحرب رسميًا بين القاهرة وتل أبيب.
وقالت الصحيفة، إن السادات قال فى الرسالة "عندما اقترحت المبادرة فى عام 1971 كنت أقصد ذلك.. وعندما هددت بالحرب كنت أعنيها، وعندما أتحدث معكم عن سلام دائم بيننا الآن أعنى ذلك.. لم تكن بيننا علاقة من قبل أبدا، ولكن الآن لدينا هنرى كسينجر الذى نثق به، دعونا نتحدًث مع بعضنا ونساعده ونستغل وساطته حتى لا تنقطع العلاقة أبدا، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسائل التى مررت عن طريق وزير الخارجية الأمريكى آنذاك هنرى كسنجر.
وأضافت هاآرتس، أن السادات كشف أن الرسالة التى أرسلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لرئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك 1954 كانت خدعة، مؤكدًا أنها من وجهة نظره الرسالة الأولى من زعيم مصرى لزعيم إسرائيلى.
وردت جولدا بحسب الرسائل التى نشرتها الصحيفة قبل أن يفرج عنها أرشيف دولة إسرائيل، قائلة: "هذا حقًا يرضينى جدًا، وأنا فى الحقيقة آملة أن العلاقة بيننا بواسطة دكتور كسينجر تستمر، وتكون نقطة تحول مهمة، وأنا من ناحيتى سأفعل كل ما بوسعى من أجل بناء الثقة والتفاهم بيننا، شعوبنا تحتاج السلام وجديرين به".
وواصلت الصحيفة، أن الرسائل بادر بها كسينجر من أجل التقليل من عدم الثقة الكبير بين الطرفين، مشيرة إلى أنه أثناء اللقاء الأخير مع جولدا مائير 17 يناير تم الاتفاق على كل التفاصيل النهائية، حيث قدم لها كسينجر رسالة نصية تلقاها شفويًا قبلها بيوم من السادات فى القاهرة.
وتابعت «هاآرتس»، أن بعد عشرة أيام تبادل الطرفين رسائل أخرى بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية حتى بعث الرئيس المصرى رسالة لوزير الدفاع الإسرائيلى "موشيه ديان"، ومائير يطالبهم بعدم خلق الصعوبات التى تعيق تنفيذ اتفاقية فض الاشتبالك.
وأكدت الصحيفة، أن تبادل الرسائل بين جولدا مائير والسادات التصالحية بعد حرب أكتوبر كانت محورًا أساسيًا فى تغيير الوضع وعودة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد حرب أكتوبر، مشيرة إلى أنها كانت الخطوة الأولى لاتفاقية السلام 1979.
وعلق الدكتور "منصور عبد الوهاب" المحلل السياسى ومترجم اللغة العبرية للرئيس السابق "محمد حسنى مبارك"، أن إسرائيل بالطبع لا تفرج إلا عمن لا يضر بأمنها القومى ما لا يثير أى نوع من أنواع الضجة داخل المجتمع الإسرائيلى، مشيرًا فى تصريحات خاصة لـ"الأهرام العربي"، إلى أن أى وثائق من هذا النوع لها طرفان، ولابد أن يؤكد الطرف الآخر صحة ما تم نشره، وأنه على السلطات المصرية تأكيد صحة ما فيها.
وأضاف عبد الوهاب، أنه ليس هناك أى شئ مشين للرئيس الراحل السادات، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك تم فتح قنوات بعد ذلك أدت إلى معاهدة السلام، وفيما يخص رسائل عبد الناصر لإسرائيل التى وصفها السادات بـ"خدعة"، وفقًا لما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية، قال المحلل السياسي، إنه كان هناك حوار غير رسمى لعبد الناصر كان الوسيط فيه صحفىا نمساوىا يهودىا زار إسرائيل وجمال عبد الناصر على أساس انسحاب إسرائيل من الأراضى التى دخلتها بعد 1967، ووافق عبد الناصر ولكن إسرائيل قالت إنها لن تنسحب من شبر واحد.
وأشار عبد الوهاب، إلى أن قنوات الحوار من الممكن أن تُجرى بواسطة أكثر من طريق، الإعلام، أو وسيط دبلوماسى أو غيره، مستطردًا: لا يعيب السادات هذه الرسائل، إنها اكتملت بالاتفاقية. وقال، إنه على الرغم من المعارضين لمبارك، فإنه يحسب له أنه خاض معركة دبلوماسية واستعاد طابا بالتحكيم الدولى مستغلًا علاقته بتركيا، حيث أحضر من هناك خرائط تثبت أحقية مصر فى طابا وقدمها للتحكيم الدولي، مشيرًا إلى أن كان برفقته فريق محترم فى هذه الرحلة.
http://arabi.ahram.org.eg/NewsQ/40217.aspx