أشاد اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية والعامة سابقا ببدو سيناء الذين قال إنهم ضربوا المثل في الوطنية في أحلك الظروف التي شهدتها مصر، بعد أن رفضوا الرضوخ لكافة الإغراءات التي قدمتها لهم إسرائيل إبان احتلالها شبه جزيرة سيناء ما بين عامي 1967و1973، رغم تعرضهم للإهمال من جانب الحكومة المصرية لسنوات طويلة، ولم ترفع من مستوى معيشتهم أو تعليمهم.
وأضاف متحدثا لـ "المصريون": "رغم إغراءات الحاكم العسكري الإسرائيلي لهم، عندما طلب منهم أن يتقدموا بطلبات للانضمام لإسرائيل مقابل توفير امتيازات ما كانوا يحلمون بها، رفضوا رفضا باتا، وعندما بدأنا الإعداد للحرب تعاونوا معنا، ولم تحدث حالة خيانة واحدة من أي منهم رغم أهمية وحساسية مهامهم، والدليل على ذلك أن إسرائيل لم تكتشف أننا نستعد فعليا للهجوم وفوجئت بالحرب".
وكشف أن بدو سيناء كانوا يتعاونون مع المخابرات المصرية في فترة ما قبل حرب أكتوبر وأثناءها، وأمدوها بمعلومات كثيرة لم يكلفوا بها؛ "فمثلا أبلغونا أن الجسر الجوي الأمريكي وصل إلى العريش، وأن هناك كوبري متحركا على الطريق للقناة، وهو الذي استخدم في الثغرة ومعلومات أخرى عديدة".
وتابع قائلا: عندما توليت رئاسة المخابرات كانت هناك عدة منظمات تعمل بالفعل معنا، لكنني قمت بإعادة تنظيمها والتخطيط لها، بعضها كان من العسكريين المتطوعين وبعضها كان من المدنيين، ومن هذه المنظمات مجموعة 21 قتال وهي مجموعة من الضباط المتطوعين كان مبدؤهم تنفيذ المهمة أو الشهادة، وكانت بقيادة العقيد إبراهيم الرفاعي الذي استشهد في الحرب.
أما المجموعة الثانية فكانت القوات الخاصة، وهي كما يقول اللواء نصار، "كانت تضم متطوعين للعمل في سيناء خلف خطوط العدو في سيناء، وذلك في مهام تستغرق حوالي أربعة أشهر، وهذه كانت تضم مدنيين وعسكريين، وكنت أشجعهم وأقول لهم أنه يمكن لأي منهم بعد انتهاء المهمة أن يخلي طرفه ويعود لحياته الطبيعية".
أما المنظمة الثالثة فهي منظمة سيناء، المختصة في جمع المعلومات للمقاتلين وللقوات الخاصة، واستدرك نصار، قائلا: "كانت لنا مهام في كل سيناء والقبائل البدوية في سيناء كثيرة وموزعة في كل سيناء، فقمت بإحضار أحد بدو سيناء ومنحته رتبه عقيد وجعلته مسئولا عن تكوين مجموعات من المتعاونين من البدو في كل سيناء، وهؤلاء كانوا مسئولين عن مندوبينا عبر توصيلهم إلى المكان المطلوب وتوفير الطعام والشراب لهم وتأمينهم في عودتهم مرة أخرى".
وقال مدير المخابرات المصرية الأسبق، إن الثغرة التي أحدثتها إسرائيل في الأيام الأخيرة من حرب أكتوبر كانت متوقع حدوثها في السويس والإسماعيلية، وإن استنتاجه كان من خلال مناورة قامت بها إسرائيل في بحيرة طبرية، وهي أنها تدرب قواتها كيف يقومون بعبور قناة السويس في منطقة الدفرسوار، وأشار إلى أنه كانت هناك خطة لمواجهة ذلك من خلال مواجهة ذلك التقدم الإسرائيلي بفرقة مدرعة كاملة.
واستطرد قائلا: "عندما حدثت الوقفة التعبوية استنجدت بنا سوريا والتي كانت إسرائيل تستعد لأن تتوغل فيها وتدخل إلى دمشق فجاء قرار الرئيس أنور السادات للتخفيف منها وأصدر قراره السياسي بأن تقوم الفرقة المدرعة بالهجوم لتخفيف الضغط على سوريا، لأنه لم يكن هناك حل آخر من وجهة نظره".
وعن أسباب رفضه المشاركة في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، أكد "أن ما رأيته منهم جعلني لا أستطيع أن أجلس للتفاوض معهم، وعندما طلب مني ذلك كرئيس للمخابرات الحربية رفضت، ولكني أرسلت ضابطا كفئا للقيام بالمهمة الموكلة له".