الفريق: سعد الدين الشاذلي ( الإيمان – اليقين – المسؤولية )
((الفريق الشاذلي لم يترك تفصيلة، أنا كنت يعني شغلي بحكم شغلي كنت بأعرف كان بيعمل كتيبات صغيرة كده زي الإمساكية، يعني في حجم الإمساكية كده، أنا كانت معايا أنا شخصياً، بيقول لي إزاي أتصرف لو أنا وقعت في الأسر، بيقول لي إزاي أتصرف لو أنا اتجرحت، بيقول للعسكري إزاي يتصرف في حالة غارة جوية، يعني حتى الغطا بتاع عربيات البنزين ما كان.. بيدي أمر بتجميع الكهنة وقفل غطا.. يعني كانت هو الحقيقة الفريق سعد الشاذلي هو الذي وضع إدارة الحرب.)) . جمال الغيطاني مراسل حربي 1973 في حديثه لبرنامج سري للغاية 2/10/2003
(( يعني كان عندنا 200 دبابة صار عندنا أربعة آلاف دبابة، كنت آجي بالدبابة صار فيها بدل ما يكون فيه ثلاثة أطقم صار فيها أربع أطقم.. أربعة رجال، منهم واحد معه جامعة والثاني معه بكالوريا، والثالث معه الكفاءة، وبقيوا بالحالة هاي خمس سنوات زيادة
كما كان.. كما حدث في مصر، والتجربة أخذناها من مصر إحنا الحقيقة، أنا رحت إلى مصر، شفت الفريق الشاذلي وحكى لي عنها، رجعنا وطبقناها في سوريا.)) . اللواء عبد الرزاق الدردري رئيس شعبة العمليات السورية 1973 في حديثه لنفس البرنامج بنفس التاريخ
ـــــــــــــــــــــــ
ولد الفريق الشاذلي في إحدى قرى محافظة الغربية في مصر 1922 م
تخرج من الكلية الحربية عام 1940
انضم إلى الحرس الملكي و شارك في حرب 1948
أسس القوات الخاصة المصرية – قوات المظلات عام 1954
شارك في حرب اليمن ما بين عامي 65 – 66 عاد إلى مصر وشارك في حرب 1967
عين بعدها رئيسا ً للقوات الخاصة المصرية حتى عام 1969 أصبح بعدها رئيسا ً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية من عام 1971 و حتى 1973 بعد حرب أكتوبر, عين بعدها سفيرا ً لمصر في لندن ثم البرتغال حتى العام 78 لجأ بعدها إلى الجزائر بعد قيام الرئيس السادات بزيارة القدس
و للأسف حوكم غيابيا ً في مصر عام 1983 بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية , عاش في الجزائر أربعة عشر عاما ًعاد بعدها اختياريا ً إلى مصر عام 1992 و قضى عاما ً و نصف في السجن الحربي تنفيذا ً للحكم الذي صدر عليه مسبقا ً بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية بعد صدور كتابه المشهور عن حرب أكتوبر ( مذكرات حرب أكتوبر )
بعد قرأتني لهذا الكتاب شعرت بالفخر و العزة لوجود مثل هؤلاء الرجال في تاريخنا و أحببت أن أشارككم الفكرة التالية والتي قادني إليها فهمي المتواضع
لا يوجد شيء مستحيل تماما ً و الاستحالة ستتحول إلى إمكانية بالتخطيط والإرادة ثم إلى حقيقة و نصر بإذن الله وهذا بالضبط ما فعله الفريق الشاذلي في حرب أكتوبر
عندما يتولى الأمر من هو على دراية ومعرفة سيتغير وضعنا ( كأمة عربية و إسلامية )
نحو الأفضل و سنتمكن من صناعة مستقبلنا و عيش حياتنا بعزة وكرامة وفخر
لقد كان الفريق الشاذلي قائدا ً كفء وتحمل مسؤوليته حتى قام الرئيس السادات بعزله وقد دعا في كتابه إلى تشكيل لجنة تحقيق و تقصي حقائق وهذا يدل بالطبع على ثقته بالقرارات التي اتخذها (( لقد شكلت بريطانيا لجنة تقصي الحقائق في أعقاب حرب الفوكلاند عام 1982 , وشكلت إسرائيل لجنة مماثلة في أعقاب حرب أكتوبر , و أخرى في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 )) من كتاب الفريق الشاذلي
وبالطبع جميعنا نعرف أنه بعد حرب تموز 2006 شكلت إسرائيل لجنة أخرى
أفلا نستحق نحن المواطنون في الدول العربية أن نحصل على الحقيقة وأن نعرف من أخطأ و من أصاب و أن يحاسب المخطأ و يكافئ المصيب لا أن يزج به في السجن لجرأته على قول الحق و نشر الحقيقة
وهذا البيان الذي تقدم به الفريق الشاذلي إلى النائب العام :
السيد النائب العام : تحية طيبة..و بعد
أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين من 16من مايو 1971 و حتى 12 ديسمبر 1973 , أقيم حالياً بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر – المحطة
B.p778 Alger.gare بأن أعرض على سيادتكم ما يلي :
أولا ً :
إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 و مايو عام 1978 وحيث كان يشغل رئيس الجمهورية و القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية :
1- الإهمال الجسيم:
وذلك أنه و بصفته السابق ذكرها أهمل في مسؤولياته إهمالا ً جسيما ً و أصدر عدة قرارات خاظئة تتعارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي :
(أ)_ نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين كان من الممكن أن لا يحدث ها الاختراق إطلاقا ً
(ب)_ فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار , في حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا وكان تحقيق ذلك ممكنا ً لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة .
(ج)_ نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكتوبر 73 في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة .
2- تزييف التاريخ :
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها حاول ولا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر , و لكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب أسماه ( البحث عن الذات ) وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء .
3- الكذب :
وذلك أنه كذب على مجلس الشعب و كذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية و في خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري . وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته (البحث عن الذات ) ويزد عددها على خمسين كذبة , أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
(أ) ادعاءه بأن العدو الذي أخترق في منطقة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط و استمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الخرب.
(ب) ادعاءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر .
4- الادعاء الباطل : وذل أنه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي ريس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا ً يوم 19 من أكتوبر 73 و أنه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة في حين لم يحدث شيء من ذلك مطلقا ً .
5- إساءة استخدام السلطة :
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه أن يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة , واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويج هذه الادعاءات الباطلة , وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية – التي تعتبر من والجهة القانونية ملكا ً للشعب للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة
ثانيا ً :
إني أطلب بإقامة الدعوى ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا ً لما سببته تلك الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم .
ثالثا ً :
إذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي على تلك الجرائم , فإن أقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم أنها اتهامات باطلة
إن البينة على من ادعى , و أني أستطيع بإذن الله أن أقدم البينة التي تؤدي إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات و إذا كان السادات يتهرب من محاكمتي على أساس أن المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار , فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة الوطن العربي في الفترة ما بين ديسمبر 78 و يوليو 1979 للرد على الأكاذيب و الادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السادات .
لقد اطلع على هذه المذكرات و استمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي و مئات الألوف في مصر .....
_ انتهى البيان ___
وهذا آخر سؤالين قام أحمد منصور بسؤالهما للفريق في نهاية شهادته على العصر على قناة الجزيرة
أحمد منصور: ما رؤيتك لمستقبل الأمة العربية؟
سعد الدين الشاذلي: بالنسبة للمستقبل البعيد في صالح الأمة العربية، والأمة الإسلامية، وسينتصر العرب والمسلمون على إسرائيل. هذا مما لا شك فيه، لأنه وعد إلهي، والوعد الإلهي لا نقص ولا إبرام بالنسبة له، فهذه حقيقة وكما قلت لك الرؤية الاستراتيجية بتؤكد ذلك، فالأسف إحنا بنمر بمرحلة سيئة، مرض باعتبره مرض مؤقت ولكن سنبرأ منه -إن شاء الله- والطريق اللي هيوصلنا له إن إحنا نأخذ بالديمقراطية الحقيقية.. الديمقراطية ثم الديمقراطية ثم الديمقراطية.
أحمد منصور: في ختام هذه الشهادة التي قدمتها على العصر، ما الذي تقوله للأجيال التي تعيش الآن، والتي تستمع إليك، والأجيال اللاحقة -أيضاً-؟
سعد الدين الشاذلي: أقولهم إن حياتي كانت مليئة بالمتاعب والمشاق نتيجة إن أنا كنت بأتمسك برأيي وبالحق بأن أكون دائماً في جانب الحق، ولكن بالرغم من هذه المشاكل وصلت إلى أكبر منصب عسكري ممكن أن يطمع فيه واحد، وهو رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وفي وقت من أصعب الأوقات التي هي حرب أكتوبر، فهذا من فضل الله، فمش عايز الناس تخاف إنها تقول كلمة الحق. تقول كلمة الحق حتى لو تسبب ذلك في بعض المشاكل، ولكن فليتأكدوا إن هذه المشاكل مؤقتة وإن ربنا سيعوضهم بعد ذلك، وتعويض ربنا سيكون أجزل وأكثر إن شاء الله.
شكرا ً لك سيادة الفريق سعد الدين الشاذلي و لكل الرجال الشرفاء و الصادقين في العالم .