أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
تنشر اليوم السابع أخطر وأحدث قضية تجسس من سجلات المخابرات العامة والموساد الإسرائيلى..«اليوم السابع» ترصد رحلة تجنيد جاسوس الغواصات الألمانية.. عبدالله الشبينى من نقّاش بالمنوفية إلى مكاتب المقاولات فى إيطاليا
القضية رقم 467 لسنة 2013 حصر أمن دولة عليا والتى حققها المستشار عماد شعراوى رئيس النيابة تحت إشراف المستشار تامر الفرجانى جديدة ومختلفة بتفاصيلها وأسرارها.. بالطبع كل قضايا التجسس تحمل ختم «سرى للغاية»، لكن المعلومات التى تحت أيدينا، والتى حصلت عليها «اليوم السابع» فى انفراد حصرى خطير بالصور والفيديو، وتنشرها على حلقات، تحمل صدمة للجميع.. أولها لجهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد» الذى لم يعرف حتى الآن بشكل واضح وصريح بسقوط شبكة تضم أبرز عناصره فى مصر، عملاء يحملون صفة «VIP»، وثانيًا للعديد من الجهات الداخلية والخارجية التى لم تكن تتوقع أن تتسرب معلومات كهذه لتل أبيب، وتترتب عليها قرارات سلبية على الإدارة المصرية، وضغوط خارجية تصل إلى حد إلغاء صفقات سلاح من دول أوروبية بتفاهمات أمريكية. الحلقة الاولى
قبل ثورة 25 يناير، وتحديدًا فى 2008، كانت الأوضاع فى مصر مأساوية على جميع الأوضاع.، اقتصاديًا وسياسيًا وبالطبع اجتماعيًا.. شباب ورجال لا يجدون فرص عمل محترمة فى ظل ارتفاع أسعار غير مسبوق، ومتطلبات أسرية ومعيشية لا يقدر عليها إما مقتدر أو سارق.. فى هذه الظروف الحالكة لم يجد أحمد عبد الله الشبينى الذى يعمل فى «النقاشة» وأعمال البناء بأجر يومى، ويبلغ من العمر 48 عامًا، ويعيش فى مسقط رأس الزعماء «المنوفية»- وسيلة للعيش والكفاح، خاصة أنه متزوج ولديه ولد وبنت.. قاده تفكيره إلى الهجرة لكن إلى أين وكيف؟!.. تلك هى الأسئلة.. أحمد بحكم جلسات العمل مع أصدقائه ورفقاء المهنة لم يجد سوى إيطاليا، وعن طريق الهجرة غير الشرعية.. لماذا؟.. لأن أوروبا هى حلم كل الفقراء وتأوى كثيرًا من الباحثين عن لقمة العيش من المصريين، ومنهم أشخاص يعرفهم ويعرفونه، أما عن سبب اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية، فلأنه يعلم يقين العلم أنه سيرفض فى السفارة، ولن يحصل على تأشيرة الدخول «الشينجن» لظروف تعليمه ودخله، وعدم وجود ضمانات كافية، والأهم لغياب المال وثمن تذكرة الطيران.
جمع عبدالله متعلقاته ولملم أوراقه وسلم على أهل بيته وقريته.. حمل أغراضه وربما كوابيس الحياة القاتمة متجهًا إلى بلد الأحلام.. عاش وسكن مع أقرانه من أبناء مهنته من النقاشين وأصحاب أعمال البناء والتشطيب وأغلبهم مصريون.. انتظر أيامًا وشهورًا.. لم يلقَ العمل المناسب، ولم تسفر محاولاته عن أموال ترضى غروره ومخاطرته بحياته والغربة عن أسرته.. دخل الشيطان على الخط.. وسوس إليه.. أغواه ليكفر بوطنه ويخون أهله وعشيرته.. استرجع عبدالله النقاش ذكرياته، وكيف كان يرى ويسمع ويشاهد فى التليفزيون أن هناك وظيفة سريعة فى الخارج تدر عليه أموالاً رهيبة.. النقّاش شاهد مقدمة الحكاية ولم يرَ خواتيمها، مع أنه يعلم أن «الأعمال بالخواتيم».. قرر أن يعمل جاسوسًا، ويتشتغل لحساب دولة أخرى تدفع له مقابل أى شىء يستطيع فعله وتنفيذه.
حتى الآن الأمور تبدو غير مذهلة، حتى يقفز إلى ذهن أحمد النقاش مشهد الفنان نور الشريف فى فيلم «بئر الخيانة».. تدور أحداث الفيلم فى إطار عسكرى مخابراتى حول عامل فى ميناء الإسكندرية يعيش معتمدًا فى حياته على سرقة البضائع فى الميناء، ويحاول جاهدًا ترضية زوجته، لكن الأمور المالية تضيق عليه، فيقرر السفر وتحديدًا إلى إيطاليا.. تضيق عليه الدنيا هناك.. يفشل فى العمل بشكل طبيعى، فيقرر ذات يوم دخول السفارة الإسرائيلية باحثًا عن عمل، فيدخل لموظفة الاستقبال فيسألها: «إنتو تبع إيه؟!».. فتجيب: «إحنا تبع السفارة الإسرائيلية»، يتركها ويهرب ثم يعود إليها مرة ثانية مصممًا على أن يكون جاسوسًا لإسرائيل، وهنا تصطاده المخابرات الإسرائيلية، وتبدأ قصة «جابر» مع الجاسوسية. هذا نفسه مع حدث مع أحمد الشبينى.. النقّاش كفر ببلده، وقرر أن يكون جاسوسًا، لكن من أول مرة وبترتيب، وليس مصادفة.. ذهب إلى السفارة الإسرائيلية فى منطقة «فرنسا» فى إحدى العمارات بالدور الثامن.. انتظر قليلاً ثم دخل إلى موظفة الاستقبال.. سألته: «ماذا تريد؟!».. جاوب بحسم ولغة متعثلمة تبدو عليه أنه حديث المعرفة بها: «عايز أبقى جاسوس».. اندهشت الموظفة.. كررت السؤال فتمسك هو بالإجابة.. أخبرت مديرها بالأمر.. تشاور مع آخرين فى السفارة.. استدعوا المنسق الأمنى والملحق العسكرى.. كل ذلك و«الشبينى» ينتظر فى ردهة الاستقبال الخاصة بمكتب السفارة.. انتهوا بعد المشاورات إلى أن تخرج عليه الموظفة وتطلب منه أن يترك بياناته كاملة، وطرق الاتصال المختلفة به، سواء الهاتفية أو عناوين الإقامة والعمل، وأنهم سيبحثون طلبه.
انصرف «الشبينى».. يفكر طويلاً: هل خسر الجولة؟!.. هل سيتصلون به أم لا؟.. لماذا أخذوا وقتًا فى التشاور والتفكير؟.. هل سيعلم أحد من أجهزة الأمن فى مصر عن تلك الزيارة؟.. هل سيفضحه أصدقاؤه المصريون هنا فى إيطاليا لو علموا شيئًا، ويصبح مطاردًا لا يستطيع العودة لبلده وزيارة أهله؟.. تعددت المخاوف، لكن أحمد النقّاش قرر أن يترك الأمور على ما هى عليه عملاً بمقولة «زى ما تيجى تيجى.. هى كده كده خربانة».. انشغل «الشبينى» فى البحث عن فرص عمل مناسبة.. أعمال المقاولات لا تلقى بالًا فى إيطاليا إلا لو كانت عبر سوق منظمة.. لم يجد ما يراه كفيلًا بإرضاء غروره وسفره والتضحية بحياته عبر قوارب الموت.. يحلم كل يوم باتصال هاتفى من جهة إسرائيلية ما تطلب منه العمل كجاسوس، وقتها ستفتح له أبواب النعيم والخير، من وجهة نظره.
أيام قليلة مرت ربما تخطت الأسبوع وهاتف «الشبينى» النقال يرن.. شخص ما يتحدث بلهجة شامية: «ألو.. أحمد معى؟!».. يرد الشبينى: «أيوه.. مين معايا».. الشخص الآخر يجيب: «أنا داود من السفارة الإسرائيلية.. إنت عاوز تشتغل معانا؟!».. يتلهف الشبينى فى الرد: «أيوه.. ياريت».. يلحقه الشخص: «طيب.. احجز تذكرة لبلجيكا، وهتلاقى الفلوس فى ظرف فى مقر السفارة مكان ما رحت باسمك.. احجز ولما تنزل فى المطار هتلاقى حد بيكلمك يقولك تعمل إيه».. ختم «الشبينى» المكالمة بـ«حاضر».. فرح بهذه المكالمة لكنه فى الوقت نفسه ظل يفكر فيما قيل له.. كيف سيسافر؟.. وماذا سيقول لأصحابه النقاشين المصريين؟.. هل افتضح أمره وعرفت أجهزة الأمن المصرية زيارته للسفارة، ورغبته فى العمل جاسوسًا لإسرائيل، وبالطبع يكون ذلك كمينًا للقبض عليه؟!.. يباغت نفسه بالإجابة سريعًا: «ويقبضوا عليا ليه من أساسه، هو أنا عملت إيه أصلاً؟!.. مش يمكن كنت بهزر؟.. عادى بقى اللى يحصل يحصل؟»
بدأ «الشبينى» فى ترتيب أوضاعه وتأهيل نفسه للمهمة.. كتم على الخبر، وذهب فى اليوم التالى لمقر السفارة الإسرائيلية.. قابل نفس الموظفة المختصة بالاستقبال، وقبل أن يتحدث معها، قدمت له مظروفًا فيه تذكرة سفر لبلجيكا على عكس ما قيل له من أنه سيأخذ الأموال فقط ويحجز هو.. وهنا ملاحظة مهمة تكشف احتمالين، الأول: أن إسرائيل خافت أن يكون الموضوع مجرد كذبة للحصول على بعض اليوروهات فقط من شخص بائس لم يجد بديلًا عن تلك الفكرة المجنونة.. والثانى: أنها بدأت فى التعامل مع «الشبينى» على أنه مشروع جاسوس أو عميل مزدوج، وربما لضمان ألا يطمع فى الأموال، ولضمان أن يسافر فى يوم محدد على رحلة محددة وبجوار أشخاص محددين لمزيد من التأمين والحرص والسرية.. أخذ «الشبينى» المظروف وعاد إلى مسكنه.. غلق باب حجرته على نفسه.. أخذ ينظر إلى التذكرة ويبدأ فى ترتيب إجراءات السفر.. أخبر أصدقاءه أنه ذاهب إلى عمل مع رجل أعمال جديد تعرف عليه و«رايح يتفق لسه وهيغيب كام يوم».. حضّر شنط سفره ووضع فيها أغراضه، فوطة خاصة وماكينة حلاقة وشبشب، واستصلح خير ما فى ملابسه للمهمة الجديدة، واستلقى على سريره ينظر إلى السقف ويسأل نفسه: ماذا يخبئ لى
فى الحلقة الأولى من قصة جاسوس الغواصات الألمانية والتى تنفرد "اليوم السابع" بنشرها رصدنا التمهيد والأوضاع التى دفعت عبد الله أحمد الشبينى "نقاش" المنوفية الذى تجاوز الـ40 ربيعاً لخيانة بلده والتعاون مع العدو الإسرائيلى.. بعد أن ذهب الشبينى لمقر السفارة الإسرائيلية فى العاصمة الإيطالية روما وتركت بياناته لموظفه الاستقبال بناء على تعليمات المستشار الأمنى والمحلق العسكرى ومسئول الاتصال المخابراتى.. تحدث إليه شخص بلهجة شامية وطلب من السفر إلى بلجيكا للقائه لو كان جاد فى العمل معهم وأخبره أنه سيترك له مصاريف الانتقال لحجز التذاكر فى السفارة وأخذ يرتب إجراءات السفر وماذا سيقول لزملائه وأصدقاءه المصريين ومن أحصاب المهنة..
بالفعل جهز الشبينى أغراضه وتوجه إلى مطار روما الدولى.. هبطت الطائرة فى العاصمة البلجيكية بروكسل.. بالطبع رجال المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يحيطون به فى كل جانب.. يركزون معه.. يخافون أن يكون سم مدسوس عليهم من المخابرات المصرية.. أو فخ للنصب عليهم.. ذهب إلى الفندق.. أرتاح قليلاً ثم أخذ يستعد للقاء من حدثه فى الهاتف استعداداً للمهمة الثقيلة ورحلة البحث عن "الغنى الحرام" وخيانة الوطن.. حسب الميعاد والعنوان المحدد له سلفاً توجه الشبينى وذهب إلى عدة أماكن ما بين محطات مترو ومطاعم وأماكن وشوارع عامة للتمويه وهو عرف متبع فى المقابلات الأمنية لأجهزة المخابرات فى العالم للتمويه واكتشاف إذا ما كان الهدف مراقب من أى جهة أو يوجد أشخاص متابعين له.. فى هذا الوقت وفى كل هذه الجولات وعمليات التمويه كان الشخص الذى تحدث إليه فى الهاتف يتحدث إليه وينقل له التعليمات بالمكان الجديد وكان الشبينى ينفذ الكلام بحذافيره حتى وصل إلى إحدى الفيلات فى مكان جبلى بعيد محاط بالأشجار والزرع..
الفيلا هذه هى البيت الآمن وهو مصطلح مخابراتى معروف فى أولى رحلات التجنيد.. أول ما دخل الشبينى.. دخل إلى غرفة بها مكتب عليه علم إسرائيل وخلفه صورة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز.. لجأ الشبينى إلى تقديم فروض الولاء والطاعة وإثبات حسن النوايا لأقصى درجة حتى ولو كانت بطريقة مقززه.. فسجد على الأرض حمداً وشكراً لله وأخذ يقبل العلم الإسرائيلي وصورة بيريز.. لمن لا يعلم عمل بيريز في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كديبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية وكانت مهمّته جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة. وفي 1952 تعين نائب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائييلية ثم أصبح المدير العام في 1953. ونجح بيرس نجاحًا باهرًا في الحصول على المقاتلة "ميراج 3"، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي (مفاعل ديمونة) من الحكومة الفرنسية. كذلك نظم بيرس التعاون العسكري مع فرنسا الذي أدى إلى الهجوم على مصر في أكتوبر 1956 ضمن العدوان الثلاثي، وكان شمعون بيريز هو ضابط الموساد الأسرائيلي المكلف بالتعامل وتدريب الجاسوس المصري الشهير أحمد الهوان في الفترة ما بين عام 1967 وحتي عام 1977.. وكان التاريخ يعيد نفسه فى أن تلقن المخابرات المصرية درساً جديداً وصفعة قوية لبيريز نفسه وللمخابرات الإسرائيلية لكن بعد مرور أكثر من 40 سنة.
حركات الشبينى كانت مراقبة بالطبع وهو كان يعلم لذلك أقدم على فعل ما فعله من ذل وخنوع فى إشارة إلى أنه جاهز وحسم مسألة الخيانة بكشف حساب رخيص من أجل العمل كجاسوس.. دخل عليه الشخص الذى ظل يهاتفه وعرفه بنفسه على إنه اسمه داوود ويعمل ضابطاً إسرائيليا ومعه شخص أخر يدعى منصور.. هذه بالطبع أسماء حركية تمويه لأجهزة المخابرات لكن بعد القبض على الشبينى تم معرفه هوية وأسماء هذان الضابطين بالكامل وهم الأول: (يعقوب إبرام) ملامحه لبنانية ويتحدث بلهجة شامية تلقى تدريبه فى جهاز الموساد وكان يتعلم اللغة العربية من برنامج الفنان الراحل فؤاد المهندس "كلمتين وبس " بناء على تعليمات رؤساء فى جهاز الاستخبارات والثانى هو ديفيد إيدين إسرائيلى من أصل دانماركى ومكلف بمتابعة نشاط الجواسيس والعملاء الذين يتم تجنيدهم فى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً مصر وبلاد الشام.. أخبراه أنه كان مراقب وسألها بشكل واضح: "لماذا قبلت العلم وسجدت على الأرض وترغب فى العمل العمل معنا".. كان الشبينى فطن وسريع البديهة وذئب يعرف من أين تؤكل الكتف وما هى أقصر الطرق لقلب وعقل المخابرات الإسرائيلية (الموساد) حتى وإن كان بطريقة رخيصة وبمشاعر مزيفة.. فأجاب: "أنا بحب إسرائيل وعايزها تبقى وطنى وبلدى الأول وجاى علشان اتعاون معاكوا".. عاودا فى سؤاله: "لماذا نحن بالذات؟!".. أكد النقاش: "أنه لم يجد بديل وهو يحب إسرائيل وعاوز يساعدها علشان تساعده".. أظهرها اقتناعهما وتفهم الكلام وطلبا منه أن يكتب كل شئ عن نفسه وبياناته وحياتته وأنه سيرتكانه يفعل ذلك بمفرده فى هذه الغرفة وسيعودان إليه عندما ينتهى.. مكث الشبينى لمدة ساعات يكتب كل شئ ويتذكر شريط حياته وذكرياته أمام عيناه فى غرفة تعج برائحة العدو الإسرائيلى وصوره وعلمه.. انتهى من تسجيل المعلومات.. دخل عليه داوود ومنصور.. نظرا إلى ما كتب وقرأ ما حوته الأوراق من معلومات وساد الصمت لمدة دقائق ثم أبلغاه أنهما سيضعانه تحت الاختبار لمدة اسبوعين سيتم مراقبة وإعطاءه تعليمات وسيتم قياس مدى نجاحه وقدرته على تنفيذها.. أنصرف الجاسوس فرحاً من داخله بانتصار فى أول معركة وهى الأهم ربما بالنسبة له.. مرحلة الإقناع وتجاوز العقبة الصعبة فى البداية.. أخذ يفكر فى كيفية المراقبة وأنه لابد أن يحسب خطواته وكلماته وطرق معاملاته وأن يكن حذراً من الجميع ومع الجميع.. داخل الأوراق التى كتبها الشبينى سجل اعترافاً غير مقصود على نفسه كان مدخلاً لجهاز المخابرات وتحديداً الضابط داوود المكلف بتجنيده لمراقبته وهى "حبه وعشقه للسيدات من نفس عمره" أى النساء كبيرات السن اللائى تجاوزن الثلاثين يجد فيهم عشقه وحبه ومتعته.. وكانت تلك هى الثغرة.. سلطت عليه المخابرات الإسرائيلية سيدات مغربيات كان يتبادلن فى مراقبته والاحتكاك به ومحاولة إيقاعه لمعرفة أى شئ والأهم هل هو مزقوق من المخابرات المصرية أو يرغب فى أن يكون عميل مزدوج مثلاً.. عاد الشبينى إلى روما مجدداً لمواصلة أعمال النقاشة وبالبناء وحتى لا يلفت الأنظار إليه.. صار يومه كالتالى: يبدأ صباحاً بعمله فى النقاشه ضمن مجموعة العمال المصريين.. يعود للغذاء والراحة.. لو كان هناك وقت للخروج والتنزه والتمشيه يفعل ذلك فى ضواحى وأحياء المدينة وربما للتسوق وقتل ملل التفكير فى هذه المهمة الصعبة. انتهت فترة المراقبة والتأمين.. 15 يوم بالتمام والكمال.. حتى تأكد داوود ومنصور من أمان الشبينى وأنه حتى هذه اللحظة "نظيف" وغير خطر أمنياً عليهم.. بدئوا فى مرحلة الإعداد البدنى والمادى للتجنيد والتجسس.. استدعوه للسفر إلى محطات التدريب المختلفة.. كل دولة تحمل فترة زمنية بمهام واضحة محددة.. وهم على الترتيب إيطاليا وبلجيكا والسويد والدانمارك وفرنسا وانجلترا.. يسافر لمدة أيام ثم يعود مجدداً حتى لا يلفت الأنظار.. كان التدريب يتم على تأمين نفسه أولاً وكيف ألا يلفت الأنظار إليه وإلى طبيعة عمله.. كيف يتحدث إلى المصادر وإلى الشخصيات المهمة وحتى العادية من المواطنيين دون أن يشك فيه أحد؟.. كيف يجمع المعلومات ويختار أهمها بعناية فائقة؟.. يصبح كالذئب ينقض على فريسته؟.. تم تدريبه أيضاً على أكفء وأخطر وأحدث أجهزة الإرسال والاستقبال من الشفرات والمعلومات.. وتم منحه جهاز مشفر يعمل عليه نوع واحد ومحدد ومخصوص من كروت الميمورى "الفلاشات" والميكرو فيلم معده خصيصاً عليه لا يعمل بدونها ولا تعمل هى على أى جهاز غيره لمزيد من الأمان.. هذا الجهاز غير موجود فى دول كثيرة سوى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وبالطبع إسرائيل.. وهذا يعنى أنه أصبح عميل درجة أولى "VIP".
انتهت مرحلة التدريب وبدأت مرحلة الحصاد.. طلب داوود من الشبينى النزول لمصر فى أوائل 2009 لجمع معلومات وتكوين شبكة مصادر تساهمه فى التخابر لصالح دولة إسرائيل.. قائمة التكليفات كانت على "كارت ميمورى" خاص لا يعمل إلا على جهاز فك الشفرة تضمنت الآتى: التركيز على كل ما يخص الجيش المصرى وبيانات القوات المسلحة وتحديداً الجيش الثانى الميدانى.. معلومات عن الضباط والأفراد والقيادات والمجندين.. معلومات عن حالة ووضع الاقتصاد المصرى.. بدأت رحلة الخيانة.. سافر الشبينى لمصر وأخبر أصدقاءه أنه مسافر فى أجازة ليرى أسرته.. وصل إلى مطار القاهرة ومنه عبر سيارة إلى محافظته المنوفيه.. مكث عده أسابيع.. بدأ يتودد من أقاربه فى القرية الذين لهم علاقة بالجيش.. تعرف على مجند فى القوات المسلحة وعريف من أهل بلده.. أخذ يسأله عن أسئلة ومعلومات أولية لكنها تنتهى إلى نتائج واستدلالات مهمة وخطيرة يعكف على دراستها وتحليلها قسم المعلومات فى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.. وثق ما كتبه عبر الرسائل السرية المشفرة على جهاز الإرسال.. جمع حقائبة وقرر العودة إلى روما..
عاد الشبينى وفور عودته أتصل بداوود وأخبره بأنه يرغب فى لقاءه لأمر هام.. أخبره داوود بالطريقة الآمنة فى المكان الجديد حسب التوقيت المتفق عليه.. كانت عملية التسليم عبارة عن "تبادل فلاشات" يعطى الجاسوس كارت الميمورى الذى جمع عليه المعلومات لضابط المخابرات فى المقابل يمنحه داوود كارت جديد يضم قائمة التكليفات المطلوبة.. عملية سريعة ونظيفة لا ترى بسهولة ولا تأخذ أكثر من ثوان معددودة لا تلفت النظر وغالباً قد تتم فى مكان عام بعد عدة عمليات تمويه حتى لا يشك أحد.. انتهت المهمة الأولى بنجاح بسيط لم يرض غرور الموساد ولكن هكذا تكون البدايات.. عاد الشبينى إلى روما واستمر فى أعمال النقاشة كغطاء وستار لعمليات التجسس.. ثم بعدها بشهور بسيطة طلب منه ضابط المخابرات العودة لمصر والحصول على معلومات جديدة.. نفذ الشبينى ما طلب منه وحزم حقائبة واستقل طائرته فى طريقه للقاهرة ومنها لمسقط رأسه المنوفية..
في هذه المرة كانت المهمة ناجحة بقدر كبير استطاع الشبينى تجنيد أحد معارفه وتدعى سحر إبراهيم محمد سلامة تخطت الأربعين من عمرها أيضاً من نفس القرية والمحافظة وهى المنوفية.. علاقة الشبينى بسحر غامضة بعض الشئ هو يقول إنه يعرفها ويحبها ومغرم بها ومن هنا بدأت العلاقة.. قدمها لضابط الموساد باعتبارها خطيبته ومشروع زوجته المستقبلية وتعمل صحفية في صحيفة مهمة على عكس الواقع.. لمعت عينان داوود لأنه أمام صيد ثمين نجح الشبينى فى اصطياده لأمرين الأول: صحفية تعنى أنها لديها قاعدة بيانات ومعلومات وشبكة مصادر واتصالات لا حصر لها وتستطيع أن تدخل وتخترق أى مكان وتستعلم دون حساسية أو شك أو مشكلة وبالتالي أكبر غطاء شرعى وستار لعمل الجاسوسية فالقاعدة تقول إن كل صحفى هو جاسوس متحرك لكن لصحيفته فقط حتى يتحول لأخر.. والثانى أنها تعمل فى صحيفة مهمة مما يجعلها قريبة من المسئولين.
كان الشبينى ينقل تعليمات داوود وجهاز الموساد لسحر حين ينزل القاهرة.. سحر تلقت تعليماته من الشبينى نفسه ولم تلتق أى من أفراد الاستخبارات الإسرائيلية لحرص داوود على عدم كشف هويته لأى شخص جديد.. بدأت الصحفية المزعومة عملها فى شبكة التجسس بالتودد لمعارفها من المسئولين . وبدأت في اتجاه آخر تبحث عن معلومات عن أحوال الجيش.. حتى طلب داوود من الشبينى ومن سحر بالتبعية معرفة المناورات العسكرية وطبيعة الاتفاقيات المشتركة للسلاح للجيش المصرى مع نظرائه من الجيوش المختلفة.. حتى وقعت الصدمة بمعلومة خطيرة حصلت عليها سحر من مسئول مهم- تتعلق باتفاق مصر على الحصول على 5 غواصات بحرية المانية..
تلقى الجاسوس المفاجأة من سحر ونقلها عبر "فلاشة مشفرة" كالعادة إلى داوود بعد لقاءه فى أحد فنادق بلجيكا عقب عودته من مصر.. صعق الضابط من المعلومة بعد فك الشفرة.. نقلها سريعاً إلى رؤسائه فى العمل.. أدركوا أهمية الخبر بدأ جهاز الاستخبارات الإسرائيلية تحركات على مستوى دبلوماسى وسياسى وعسكرى خطير عبر حلقات أكبر وأهم فى دائرة الحكومة والدولة.. كانت الرسالة التى نقلها الموساد إلى قيادة الجيش فى تل أبيب ومنها إلى القيادة السياسية أنه يجب التدخل على أعلى المستويات لوقف هذه الصفقة لخطورتها وضررها على الجيش الإسرائيلي.. فكان الحل هو التوجه إلى الداعم الأكبر وهى الولايات المتحدة الأمريكية وتم عبر اتصالات سريعة ومكثفة على أعلى النطاق بين واشنطن وتل أبيب للضغط على ألمانيا لوقف هذه الصفقة وهو ما تم بالفعل.
ما حققه الشبينى عن طريقه صديقته سحر المجندة حديثاً كان عظيماً بالنسبة للموساد الإسرائيلي فكانت المكافأة على قدر الحدث وهى ترقية واعتماد الشبينى كمجند داخل الموساد الإسرائيلي له ملف وخدمة ومرتب ثابت ويستحق الترقية الدورية وفق طبيعة عمله بجانب مكافأة مالية بغلت 1000 يورو.. أما سحر فكان نصيبها مبلغ مالى وهو 500 يورو بجانب هدايا عينية كثيرة من داوود شخصياً أرسلها لها عن طريق أحمد الشبينى وضمت ملابس وعطور واكسوارات.
بعد أن أصبح الشبينى وسحر من أبرز عملاء الموساد فى مصر.. طلب داوود منهم معلومات جديدة فى "كارت ميمورى جديد" عن مناورات الجيش المشتركة "النجم الساطع" وهى أكبر تدريب متعددة الجنسيات في العالم ويقام في مصر كل عامين، حيث يشارك فيها كل عام قرابة 43 ألف جندي مصري، وبدأت مناورات النجم الساطع عام 1980 كعملية تدريب ثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد المصرية ـ الإسرائيلية في 1979، إلى أن تضخمت هذه المناورة وشملت عدة دول بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة الأمريكية شاركت قوات الأمن من ثلاث دول عربية أخرى، ومن دول حلف الناتو، بمن فيهم ألمانيا. كما دعيت ثلاث وثلاثون دولة بمن فيهم الصين وأوزبكستان وكازاخستان وروسيا والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا واليونان وتركيا وألمانيا وإيطاليا والكويت واليمن والأردن وسورية وتسع دول أفريقية لإرسال مراقبين.. كما تضمنت قائمة التكليفات متابعة مناورات الجيش المصري مع نظيره السعودى المعروفة بـ"تبوك" و"فيصل" وكل ما يقوم به الجيش واستطلاعات رأى لأحوال الضباط والجنود وعناوين إقامتهم وسكنهم وأحوالهم المعيشية وأرقام هواتفهم النقالة والأرضية وكان هناك تشديد على الأرضية تحديداً لعدم مراقبتها وسهولة التواصل معهم، بجانب معرفة عدد وأسماء الضباط الأجانب (عرب أو غيرهم) المشاركين في الكليات العسكرية المصرية وكم دفعة يتم تخريجها من الأفرع المختلفة وحضور حفلات التخرج
السوءال الاهم هل هناك غيره والفقر فى مصر فى كل حتة
الفقر فى كل دول العالم يا اخى ولكن ان تجد عدد كبير من المصريين ممكن يبيعوا بلادهم ولو بملايين مستحيل جدا عدد المصريين اكتر من 90 كليون يعنى لو طلع منهم الف خايف اوحتى انالاف دة ولا حاجة مقارنة ببقية الشعب والحمد لله المصريين فيهم حاجة مهمة جدا ان اغليهم عندهم الخاين زى الكافر مفيش فرق يعنى من الصعب ان تجد عدد كبير مثل هذا الخنزير الخاين ومثل الحقيرة التى معة التى بالاساس هى داعرة وهو قواد لها ماذا تنتظر منهم الحمد لله الشعب المصر الايمان وحب الوطن بالنسبة لة اسلوب حياة