المقاتلة الروسية المستقبلية من الجيل الخامس SUKHOI T-50 PAK FA
تجذب طائرة سوخوي المصمّمين بقدرتها على التخفّي والمناورة العالية أكثر من طائرة الشبح غير المرئية على الإطلاق. وهي ستثبت، كما هو متوقّع، فعالية الفلسفة القتالية الروسية.
تظهر وثيقة اختراع مقاتلة PAK FA التي نشرتها الدائرة الاتحادية الروسية للملكية الفكرية أن الجيل الخامس من تصميم الطائرة المتخفية أو الشبح يتأثر بشكل كبير بمعدات الرادار ذات الترددات المنخفضة. في الوقت نفسه، الروس مستعدون للتضحية ببعض التخفي في سعيهم للوصول إلى قدرة عالية على المناورة وميزات طيران ممتازة.
الهدف من هذا الاختراع، كما تقول الوثيقة، هو تأمين طائرة قليلة التأثر بالرادارات ذات الترددات المنخفضة، إضافة إلى قدرة عالية على المناورة بزوايا عالية أثناء الهجوم (ما يقارب 90 درجة)، والمحافظة في الوقت نفسه على كفاءة الطيران عند السرعات الخارقة.
على شاشات الرادارتدّعي الصحف أن هدف المصممين هو تقليل المقطع العرضي الراداري للطائرة ليصبح بالمتوسط "0.1-1" متر مربع. عند هذا المجال تظهر الطائرة وكأنها طير على رادار العدو وبالتالي سيصبح التقاطها عبر الرادار صعباً- لكن ليس مستحيلاً.
يتم مقارنة طائرة السوخوي الروسية بشكل كبير بالمقاتلة F-22 المتخفية الأمريكية التي يعتقد خبراء الطيران أن المقطع الراداري لها يبلغ 0.1 متر مربع (الرقم الحقيقي سري). بينما يبلغ المقطع الراداري للجيل الرابع لمقاتلات سوخوي-27/30 و F-15Eحوالي 10-15 متر مربع.
ويتم تقليل ظهور الطائرة للرادار من خلال الدمج بين التصميم والتكنولوجيا، وبشكل خاص بتشكيل الخطوط الخارجية للطائرة وملامحها.
مقاتلة متعددة الاستخدامات يوجد في طائرة PAK-FA محركين متوضّعين بشكل متباعد في حواضن منفصلة، مما يخلق مساحة لمقصورة شحن كبيرة بينهما. ومآخذ الهواء فيها أكثر تباعداً مما هي عند محركات الطائرات العمودية والأفقية، مما يخلق انحناء يخفي الضاغط ويقلل من التقاط الرادار للطيارة من المقدمة.
كما تقع المحركات في زاوية حادة بالنسبة للطائرة العمودية، مما يسمح باندفاعات موجهة في مسارات طيران طولية وعرضية- وهو المجال الذي تتفوق فيه طائرة السوخوي. كما تتجه فتحات المحرك نحو الخارج، مما يسمح بسيطرة كبيرة على الطائرة حتى عند التحليق على ارتفاع منخفض. مما يحسّن أمان الطائرة إلى حدّ كبير.
يقع جنيح الطائرة المتحرك في أعلى فتحات تهوية المحرك ومقدمتها، وهو الأمر الذي يميّز المقاتلة PAK-FA، ما يُعدّ نموذجاً للإبداع الروسي في تصميم هياكل الطائرات الروسية. يمكن للجنيحات أن تدور حول حوافها الخلفية. وبشكل مشابه لقضبان الأجنحة، تساعد الجنيحات في التحكم بالطائرة عندما تكون في زوايا مرتفعة أثناء الهجوم. تتوضع مآخذ الهواء في كل جوانب جسم الطائرة وسطح تلامسها مائل في مستويين، مما يسمح بتدفق الهواء حتى في زوايا عالية من الهجوم.
نظرة اجمالية مقارنة مقاتلة PAK-FA"" مع F-22" رابتور" أو F-35" لايتنينغ الثانية" هي مهمة صعبة لأن معظم مواصفات هذه الطائرات المتطورة سرية للغاية. ورغم ذلك، ومع البيانات المتوفرة، فإن المقاتلة الروسية لا تبدو متخفية مثل F-22 الأمريكية التي تبلغ تكلفتها 420 مليون دولار.
كما يبدو أن ميزة التخفي عند طائرة F-22 لا تقلق الروس. لأن PAK-FA تشمل فلسفة قتالية مختلفة، حيث تُعدّ القدرة العالية على المناورة هو سلاحها الأساسي. وبالمقابل، سيكون الأمريكيون قد ألقوا كل ما في جعبتهم في سلّة الشبح، معتمدين على رؤية قريبة لضرب الهدف. فكرتهم هي من يستطيع إلقاء "نظرة أولى/ ضربة أولى/ سيكون أول من يقتل" وهو من يسيطر في الجو. الهدف- في الأمل الواقعي- هو أن ترى العدو أولاً متجنباً الانكشاف.
لكن، يبقى الأمل هو بديل ضعيف للاستعدادات. وجهة النظر الروسية هي عدم التقليل من أهمية قدرات عراك الكلاب (dog fighting مصطلح من الطيران العسكري ويعني اقتتال الطائرات عن قرب، وبالتالي تكون المسافة الفاصلة بين الطائرتين ضئيلة مما يصعّب المناورات). ففي مرحلة ما، يتوجب على المقاتلة الجوية أن تقترب لتقتل، وعندها سيكون الاشتباك القريب أمراً لا بدّ منه. وهنا يأتي دور القدرة العالية على المناورة. عندها طائرة الشبح F-35 البطيئة والثقيلة والمسلحة بشكل سيء ستُضرب حتى الموت في معركة ضد المقاتلة PAK-FA.
قد يتطلب صدور حكم نهائي عن أي فلسفة قتالية هي الأفضل- المقاتلات الشبح أم الإصرار الروسي على القدرة العالية على المناورة- حروباً مستقبلية. إلى ذلك الوقت ينتظر طيارون في القوى الجوية الروسية أن يصل إلى أيديهم ما يُقال عنها إنها حلم طيار حربي.
يتوجب عليهم الانتظار لفترة أطول قليلاً فوفقاً لبرنامج التسلح القومي الروسي، سيتم تسليم ستين مقاتلة من طراز PAK-FA بين الأعوام 2016 و2020.