أزمة القواعد العسكرية.. موسكو تنفى والجدل مستمر.. السفارة المصرية: تصريحات "لافروف" ترجمت خطأ.. و"فهمى": لم يطل أكثر سوى تسهيلات للمراكب.. والقوى السياسية تؤكد: لن نستبدل تبعية بأخرى
لن نستبدل التدخلات الأمريكية بأخرى روسية، هكذا أجمعت مختلف آراء الأحزاب والقوى السياسية المختلفة على الأزمة، التى أثارها تصريح وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، والذى قال فيه إن موسكو طالبت بإقامة قاعدة عسكرية لها، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.. وبرغم النفى المتبادل بين القاهرة وموسكو، وتأكيد كلاهما على أن ما نشر فى هذا السياق غير دقيق، وتضمن خطأ فى الترجمة، إلا أن الجدل لم ينقطع حتى الآن.
وفى بيان لها، قالت السفارة المصرية لدى روسيا، إن التصريحات محل الجدل، ترجمت بصورة غير دقيقة، مؤكدة أن اتصالاتها بالجهات المعنية داخل موسكو، أكدت أن لافروف لم يستخدم تعبير "قاعدة بحرية".
وخلال لقائه مع السفير المصرى الدكتور محمد البدرى، أكد ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسى، أن موسكو تحترم تمامًا السيادة المصرية، وسياسة مصر القائمة على رفض فكرة القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها، وأن التعاون بين البلدين يسير فى إطار من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وفى بيان مماثل، أصدرت الخارجية الروسية بيانًا يطابق فى مضمونه ما أكدته السفارة المصرية لدى موسكو، حول عدم استخدام "لافروف" لفظ "قواعد بحرية".
وعلى هامش حضوره القمة العربية الأفريقية المنعقدة بالكويت، قال وزير الخارجية نبيل فهمى، إن الانفتاح بين مصر وروسيا لن يكون على حساب أى طرف، مؤكدًا أن القاهرة "لا تتحرك بكل عشوائى". فى الوقت الذى أكد فيه السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "لافروف" لم يطلب على الإطلاق إقامة أى قواعد، ولكن طلب حصول بعض المراكب على بعض التسهيلات كتموين بالوقود وخلافه. وأضاف "عبد العاطى"، خلال تصريحات إعلامية، اليوم الأربعاء، أن موقف مصر واضح تجاه القواعد العسكرية، قائلا: "لن نقبل بوجود أى قواعد عسكرية على أرض مصر، خاصة بعد خوض مصر لثورتين عظيمتين".
وبرغم إجماع القاهرة وموسكو على النفى، إلا أن ردود الفعل الرافضة لا تزال مستمرة، حيث أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر، أن ما صرح به وزير الخارجية الروسى حول محاولة حصول دولته على قاعدة بحرية روسية بمصر، لم يطرحه أثناء لقائه مع نبيل فهمى وزير الخارجية المصرى، لافتًا إلى أنها تصريحات للاستهلاك المحلى بروسيا، وتعطى رسائل للشعب الروسى.
وأضاف العرابى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": وزير الخارجية الروسى يعرف أن هذا الكلام مرفوض ومتنافٍ تمامًا مع سياسات مصر وسيادتها، ولكنه أراد أن يعطى رسائل للشعب الروسى بأن الزيارة كانت ناجحة وهادفة"، مطالبًا بعدم الوقوف بجدية أمام تلك التصريحات.
من جانبه، قال مجدى شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، "لن نقبل بأى قواعد أجنبية فى مصر، سواء لروسيا أو أمريكا أو أى دول أجنبية غيرها، ومهما كانت علاقتنا بروسيا والحد الأقصى بيننا وبينهم هو التدريب العسكرى المشترك وتبادل الخبراء".
وأضاف الأمين العام للحزب، فى تصريح لـ"اليوم السابع": التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الروسى بهذا الشأن "كلام غريب"، وأعتقد أن الخارجية الروسية ستخرج لنفيها، فهذا لم يحدث فى ظل أوج العلاقة بين مصر وروسيا أثناء حكم جمال عبد الناصر.
وأكد شرابية، أن ذلك لن يحدث مطلقًا، وأن الشعب المصرى لن يقبل به كما لم يقبل بإقامة أى قواعد عسكرية أمريكية، "فمبارك وأمريكا لم يجرءا على إعلانها حتى وإن كان هناك سعى لإقامة قاعدة أمريكية بغرب القاهرة".
وأضاف شرابية "الحصول على الطاقة النووية السلمية ممكن لمصر من أية دولة تمتلك الخبرة فى هذا المجال عن طريق تبادل الخدمات، وليس عن طريق السماح لدولة أجنبية بإقامة قاعدة عسكرية بمصر".
من جانبه، أشاد حامد جبر، القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى، بموقف الخارجية المصرية تجاه تصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، التى أشار فيها إلى محاولة روسيا الحصول على قاعدة بحرية روسية بمصر، مؤكدًا أن الموقف يتسق مع مبادئ ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
وأوضح جبر، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه لا يمكن بعد أن قام الشعب المصرى بثورتين عظيمتين أن يسمح لأحد ببناء قواعد عسكرية أو بحرية، مشيرًا إلى موقف مصر الشعبى الرافض باختراق السيادة أيام السادات وهجومها على مبارك وقت حرب العراق.
وطالب القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى من الخارجية المصرية، أن تبنى مصالحها مع الدول العربية فى المقام الأول، ثم تتجه فى تبادل المصالح مع الدول الأجنبية فى المقام الثانى.
فيما قال الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، إنه يشك فى أن تكون تصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بشأن محاولة موسكو الحصول على قاعدة بحرية روسية بمصر صحيحة، مشيرًا إلى أنه فى مثل هذه المفاوضات لا تعلن الدول الكبرى عنه فى الصحف، مما يجعل الخبر غير صحيح.
وأضاف السناوى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن موقف الخارجية المصرية تجاه تصريحات الخارجية الروسية حاسم وتاريخى، مشيرًا إلى أن مصر لم ولن تسمح ببناء أى قاعدة عسكرية على أرضها. وأوضح الكاتب الصحفى أن مصر هاجمت الرئيس السادات حين حاول السماح بوضع قاعدة أجنبية بمصر، لافتًا إلى أن الفكرة مستحيلة الحدوث.
فى حين، قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية فى تصريحات صحفية له، اليوم الأربعاء، إنه لا يمكن أن يقبل الشعب المصرى بتصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف حال صحتها، قائلاً: لا يمكن أن نهرب من فلك الولايات المتحدة الأمريكية فنقع فى فلك روسيا".
الموضوع منقول من اليوم السابع: http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1354990&SecID=12#.UozTOpAVC1s