عرضت صحيفة معاريف اليوم التقرير الذي أعدته لجنة تقصي حقائق مشروع التجارب الذي اجري على الجنود بهدف تحصينهم من التعرض لفيروس الجمرة الخبيثة "الانتركس" خلال أعوام 1998- 1999.
وكشف النقاب عنها لأول مرة في برنامج "عوبداه", وعلى اثر ذلك قررت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس السماح بنشر تفاصيلها كاملة.
وورد في التفاصيل التي نشرت أن لجنة التجارب التي أطلق عليها اسم "عومر2" تم تعينها على يد لجنة الانضباط التابعة "للهستدروت" الصحي , وبعد طلب قدم في عام 2007 من ضابط الصحة الرئيسي في الجيش الإسرائيلي الدكتور "يحزكيل ليفي" بدأت اللجنة عملها في شهر 6, وتم استدعاء وجراء كشف صحي على 83 جندي من الذين شاركوا في عملية التجارب .
وجمعت اللجنة كذلك شهادات 60 جندي ادلوا بشهادتهم أمام اتحاد الأطباء من اجل حقوق الإنسان.
وأظهرت استنتاجات اللجنة والتي تضمنت 6 أطباء وبروفسورات " أن التجارب رافقها فشل انضباطي خطير جداً, وخلل في كيفية تنفيذ التجارب, بالإضافة إلى أن تجنيد الجنود لمهمة التجارب خالفاً لما جاءت به القوانين الأساسية التي تمنع أي تجربة من هذا النوع على البشر.
ومن جهة ثانية كشف التقرير أن التجارب أجريت على شريحة حساسة على الرغم من أنها تحت سيطرة الجيش ومطلوب منها تنفيذ أوامره واختيار الجنود لمهمة التجارب مرفوضة وجاءت فقط من اعتبارات اقتصادية.
وفضح التقرير آلية التعامل مع المتطوعين, فقد عرض على الجنود قبل عملية التجارب جزء مما سيحصل معهم, ولك يتم إخبارهم بالإعراض الجانبية التي ستحدث لهم على أثر التجارب.
وأوضح التقرير انه خلال عام 2008 صدر قرار بمنع نشره بطلب من المدعي العام (للدولة) ليتسنى فحصه من قبل وزارة الحرب الإسرائيلية.
وأخيراً وبعد التماسات قدمت للمحكمة العليا صدر قرار بعدم نشر بعض البنود والمقاطع التي جاءت في التقرير.
وتعليقاً على الموضوع ردت وزارة الحرب" أن مشروع "عومر2" يعتبر بحث قومي ذو أهمية إستراتجية لأمن (دولة إسرائيل) وبفضلها سيكون لإسرائيل جاهزية للرد على أي تهديد خطير على سكانها من هذه الجرثومة الخطيرة.
وقدمت وزارة الحرب شكراً للجنود المتطوعين, قائلةً "نحن نشكر المتطوعين وتقدر موقفهم على الاشتراك في هذا المشروع وهذا بحث القيم والمساهمة في امن (دولة إسرائيل) من اجل جميع سكانها ".
وأكدوا في الوزارة "أن التطعيم والحصانة التي تم تطويرها فعالة وحيوية جداً وتأتي حسب المعايير الدولية المتبعة".
تجدر الإشارة إلى أنه من أصل 716 جندي أجريت لهم تجارب التطعيم ضد جرثومة" الانتركس" , تقدم 11 جندي بطلب مساعدة طبية على اثر تعرضه لإعراض جانبية على أثر التجارب , وتم علاج جميع الجنود الذين توجهوا لقسم الصحة التابع للجيش .
وحمل التقرير المسؤولية الكاملة لوزارة الدفاع ووزارة الصحة والجيش لما قد سيحدث للجنود المتطوعين مستقبلاً.
وقال احد الجنود الذين شاركوا في التجارب لصحيفة يديعوت احرنوت "كنا في بداية الطريق ومازلنا خائفين ومرتبكين فقد اقتادونا إلى غرفة وهناك كان في استقبالنا عدد كبير من الضباط برتب عالية جداً , ومن منظر الرتب التي على أكتافهم تحمسنا للموضوع".
وأضاف الجندي "وقال لنا الضباط أنهم يريدون ان يجروا علينا بعض التجارب وهي بالأصل ليست تجارب لأنها قد أجريت على جميع الجنود في الجيش الأمريكي ولن تكون هناك أي مشاكل اما اليوم فالوضع مضحك للغاية ومختلف حينها شعرنا بالفعل أننا نقدم شيء (للدولة) فالضباط صوروا لنا الأمور وكأننا نقوم بشيء هام جداً".
وكشف الجندي "أنه تم التطعيم ومن ثم توزيعهم هو الجنود الاخرين الى مجموعات وكل عدة أشهر كانوا يطعموننا بعدة حقن, وحدث هذا تقريباً 6مرات وبعدها انقطعوا عنا ولم نسمع منهم أي شيء, وبعدها يظهر علينا عدة أمراض على الجسم فأصدقائي الجنود الذين كانوا معي بدأت علامات احمرار على أجسامهم, وانتهت فترة التجنيد وذهبنا إلى الطبيب الذي لم يشخص ما ظهر على أجسامنا وظن انه حساسية".
وأوضح الجندي "أنهم اختاروا الجنود بدقة فهم لم يختاروا مجندين طلاب الجامعات او اشخاص كبار في السن بل جاءو بالشباب الصغار الذين ينفذون الأوامر ويحافظون على ذلك السر".