تعليق الخارجية على إنشاء قاعدة روسية بمصر
تعليق الخارجية على إنشاء قاعدة روسية بمصر
وصف بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، الإثنين، ما تردد حول موافقة مصر على إنشاء قاعدة عسكرية روسية على الأراضي المصرية، بأنه «كلام لا يعقل وغير منطقي.
وقال في تصريحات تليفزيونية: «مصر بعد ثورتي (ثورة 25 يناير، و30 يونيو) تتحدث عن استقلال قرارها، وهذا لا يتفق مع ما يشاع حول وجود توجه نحو هذا الأمر، لأنه لا يمكن قبول أمور سبق رفضها في الماضي بعد ثورتين قامتا من أجل استقلال القرار المصري».
وكانت تقارير صحفية تحدثت مؤخراً، عن موافقة مصر على إقامة قاعدة عسكرية روسية، وأن الزيارة التي سيقوم بها وزيري الخارجية والدفاع الروسيين للقاهرة يومي الأربعاء والخميس المقبلين هي بهدف الإعداد لهذا الأمر.
وأشار المتحدث باسم الخارجية في السياق ذاته، إلى أن «انفتاح مصر على العلاقة مع روسيا بشكل أكبر خلال هذه الفترة، يأتي في إطار حرص مصر على تنويع علاقاتها وتوسيع البدائل والخيارات»، ونفى في الوقت ذاته أن يؤثر ذلك على علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: «الحديث عن أن مصر لجأت لروسيا بعد توتر شاب علاقتها مع أمريكا فيه إهانة لروسيا كقوة عظمى، لأنها ليست دولة نضعها على (الرف) ثم نستدعيها وقت الحاجة».
ويزور وزير الدفاع الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش والخارجية سيرجي لافروف، مصر، الأربعاء المقبل، في زيارة رسمية تستغرق يومين، ويعقدان خلالهما لقاءات مع المسؤولين المصريين، وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر على قرار أمريكي بتجميد حزمة مساعدات عسكرية كان يفترض تقديمها لمصر، ضمن مساعدات عسكرية سنوية تقدر بنحو 1.3 مليار دولار، وذلك بعد أسابيع من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.
وذكرت وسائل إعلام روسية وأمريكية أن الزيارة ستشهد مباحثات حول أكبر صفقة لتصدير أسلحة روسية إلى مصر بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك منذ إنهاء الرئيس المصري الراحل أنور السادات التعاقدات مع شركات الأسلحة الروسية والاتجاه غربا نحو الشركات الأمريكية عام 1977، ولكن لم يصدر أي تأكيد أو نفي حول إبرام صفقة الأسلحة من جانب مسؤولي مصر وروسيا.
غير أن ما يعزز تطرق المباحثات المرتقبة إلى التعاون العسكري أن الوفد الروسي يضم إلى جانب الوزيرين، النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية للتعاون العسكري التقني، آندريه بويتسوف، ومسؤولين من شركة تصدير الأسلحة الروسية «روسوبورون إكسبورت».
وحضر إلى القاهرة أواخر الشهر الماضي مدير المخابرات الحربية الروسية، فيسكلاف كوندراسكو، في زيارة وصفت بأنها تهدف إلى التحضير لزيارة يقوم بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية، الجمعة الماضي، عن مسؤول رفيع المستوى في شركة روس أوبورون أكسبورت، المتخصصة في تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج، قوله إن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، وأن المسألة الأساسية تبقى مدى قدرة القاهرة على تسديد قيمة السلاح.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي استعداد بلاده التحضير لمناورة مشتركة مع الجيش المصري، رداً على إلغاء الولايات المتحدة مناورات «النجم الساطع»، التي كانت تجريها سنوياً مع الجيش المصري، وألغتها بعد فض قوات الأمن المصرية اعتصامي أنصار مرسي في ميداني «رابعة العدوية ونهضة مصر» وبدت القاهرة من جانبها حريصة على التقارب مع روسيا، بحسب محللين رأوا في ذلك رسائل تبعث بها القاهرة إلى واشنطن.
الوفد