خارجيَّة غينيا: هذا ما تحملهُ زيارة ملك المغرب التاريخيَّة إلى البلادغداةَ ترقبِ أوَّلِ زيارةٍ يجريهَا عاهلٌ مغربِي إلى بلاده، يقدمُ وزير التعاون الدولِي الغيني، كوتوبُو سنوه، في حوارٍ صحفِي مع "غينيَا نيوز"، فكرةً عن أبرز خطوط الزيارة، والاتفاقيَّات التِي سيجرِي توقيعها في كوناكرِي في مجالات المباء والكهرباء، ومستوى التحضير للزيارة التي وصفها بالتاريخيَّة، والباعثَة لبلاده على الافتخار .
تستعدُّ غينيا لاستقبال العاهل المغربي، ما هي أبرز مجالات التعاون بين الرباط وكوناكري؟لغينيا ثلاثون اتفاقَ تعاونٍ وشراكة مع المغرب، كما أنَّه البلد الذي نظمنا معه أول لجنة كبرى مشتركة سنة 1960، وبعد فترةٍ من الانقطاع، أمكن عقدها عام 2012. خلال الزيارة المرتقبة للملك المغربي سيجري توقيع حوالي عشر اتفاقات جديدة. وهي نراهن ن عليها، من أجل مصالح غينيا كما المغرب.
ما هي المحاور البارزة لاتفاقيات التعاون بين البلدين المزمع توقيعها؟ستكونُ ثمَّة اتفاقيَّات معَ شركة الكهرباء الغينيَّة، وشركة المياه، وشركة المعادن، كما في مجال الضرائب، والتجارة، والعدل، ذاكَ ما أذكر الآن، حيث ستوقعُ شركة "مياه غينيا" اتفاقًا مع المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، مما سيسمحُ للشركة الغينيَّة ببناء مختبر والتزود ببعض التجهيزات الضروريَّة، كما أنَّ هناك تكوينًا لأطر غينيّة في مجال الماء.
المغرب في يومنا هذا من البلدان الصاعدة، وَلا يعرفُ أزمة في الكهرباء، ولا خصاصًا في المياه، بل هو بخلاف ذلك، قادرٌ على أن يصدر الطاقة وعلى أن يشارك تجربته في تدبير الماء الشروب، أيْ أنَّ كون المغرب بلدًا صاعدًا أمرٌ لا مراء فيه.
كلُّ من حظوا بزيارة المغرب، شاهدُوا كيف أنَّ المغرب بلدٌ يتطور بسرعة فائقة، حتَّى أنه باتَ قادرًا اليوم على تصنيع أغلب المواد الأوليَّة على أرضه، مما لا يجعله في غير حاجةٍ كبرى إلى أن يستورد من الخارج، لقد بلغ الأمن الغذائي، فهو يصدر القمح والأرز وحبوبًا أخرى. وبالتالِي فإنَّ لنا مصلحةً في أنْ نستلهم تجربة المغرب. كما أنَّ الزيارة ستكون فرصَةً ليعلن صاحب الجلالة نفسه، مشاريع كبرى لغينيا.
العاهل المغربِي، نادرًا ما يقوم بزياراتٍ مماثلة. كيف تقرؤون زيارته إلى غينيا؟بالفعل إنهَا زيارةٌ تاريخيَّة للصداقة والإخاء، كما أنها في الآن ذاته، زيارة عملٍ مع بلدٍ صديق وشقيق، وشريك خاص ذي ميزة، ساهم ولا يزالُ يساهم في التنمية السوسيو اقتصاديَّة لغينيا. حيث إنَّ المغرب منخرطٌ اليوم في كل مجالات التنمية تقريب ببلادنا، سواء تعلقَ الأمرُ بالفلاحة أو التجارة أو الصناعة التقليديَّة أو التكوين العسكري، أو تكوين آلاف الأطر الغينيين، الذِين استفادُوا من منح دراسة، أو منح تدريب. وتبعًا لذلك، فإنَّ في نفسنا كثيرًا من الفخر، والسعادة مع إقبالنا على استقبال الملك محمد السادس، الذِي يأتِي إلى زيارة غينيا، لأول مرة.
هي زيارته الأولى إلى غينيا، إذن؟بالرغم من وجود علاقات جيدة مع المغرب، إلا أنَّ هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها ملكٌ مغربي بزيارةٍ إلى غينيا، لقدْ زار الملك الحالي غينيا، سابقًا، لكن بصفته وليًّا للعهد، لحضور جنازة الرئيس الراحل، أحمد سيكو توري، حيث كان قد مثل والده، لكنه كان وليًّا للعهد وقتها. أمَّا اليوم فيأتي بصفته ملكًا، مما يعني أنَّها زيارةٌ تاريخيَّة، من الملك المغربي ومن الشعب المغربي الشقيق.
اضطلع المغرب بدور حاسم في الانتقال بغينيا، ما الذي يمكن أن ننتظره؟لقد وقف المغربُ دائمًا إلى جانب مالِي. كما أنَّ الاضطراب لم يشب يومًا علاقات التعاون فيما بيننا. بل تطورت مع مرور الزمن بصورة لافتة. حتَّى وإنْ كان الفتور قد أدركها في بعض الفترات، لكنها لم تقطع أبدًا. وقد استفاد البلدان من ذلك.
لا يمكننا أن ننكر استفادة المغرب أيضًا من التعاون مع غينيا. إذْ يكفي الاطلاع على الاتفاقيات، والامتيازات التي منحناها للصناعة المغربيَّة، لتطورها في غينيا، كما في مجال التجارة. حيث إنَّ بعض المنتوجات المغربيَّة تستفيدُ من تعامل تفضيلي خاص.
المغرب، ساهم من جانبه، في تكوين آلاف الأطر الغينيَّة، في جميع المجالات، كما هو الشأن بالنسبة إلى المجال العسكري، حتَّى أنَّ الجنرال سيكوبا كوناتي، تلقَّى تكوينه في المغرب، وتعاقبَ على غينيا رؤساء وزراء تلقوْا تعليمهم في المغرب، زيادة على وزراء وأطر غينيَّة أخرى.
ما هو مستوى التحضير للزيارة في وزارة الخارجيَّة؟لقد أنهينا تقريبًا كافة مشاريع الاتفاقيَّات، التي يرتقب توقيعها، وقدْ كنت مؤخرًا مع السفير المغربي لدى غينيا، للدفع قدمًا للمباحثات، لأنَّ الملك المغربي لا يزور بلدًا إلَّا وتركَ فيه آثارًا، وأنا آملُ أن تذرَ آثار الزيارة القادمة، انطباعًا طيبًا في نفوس كل الغينيين.
http://www.hespress.com/interviews/138901.html