د. أحمد مؤنس لـ«الوطن»: وجود «حجى» فى أمريكا هو المثير للشكوك
القوات المسلحة لن تغامر بسمعتها.. والتكتم على الاختراع مدة طويلة لتجنب سرقة الفكرة و«الدعاية الرخيصة» قبل الانتهاء من التجارب
احمد مؤنس
بصوت يملؤه خليط من الحزن والسخرية، علق الدكتور أحمد على مؤنس، المشرف على الفريق البحثى لاختراع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذى أعلنت عنه مؤخراً لفحص وعلاج مرضى فيروس «سى» و«الإيدز»، على تشكيك الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية فى الاختراع، واتهامه القوات المسلحة بالإعلان عن نتائج أبحاث مشكوك فى مصداقيتها العلمية، بأن وجود «حجى» فى الولايات المتحدة هو المدعاة الحقيقية للشك، مشيراً إلى أن التكتم لمدة طويلة على الاختراع كان لسببين، هما: تجنب الدعاية الرخيصة قبل الانتهاء من التجارب، وتجنب محاولات سرقته من دول قادرة على صناعة الجهاز بمجرد سرقة الفكرة، ودعا «مؤنس» فى حواره مع «الوطن» المستشار العلمى للرئيس إلى الحضور للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بصحبة مريض بفيروس «سى» للاطلاع بنفسه على نتائج شفاء المريض خلال 20 يوماً.
■ بداية.. ما ردك على تقييم المستشار العلمى لرئاسة الجمهورية لاختراع القوات المسلحة؟
- المستشار العلمى لرئاسة الجمهورية له كل التقدير والاحترام لكن عليه أن يأتى إلى مصر، بدلاً من وجوده فى الولايات المتحدة، وهو المثير الحقيقى للشك وليس الأبحاث العلمية التى أشرفت عليها القوات المسلحة طيلة 22 عاماً.
وأؤكد أن القوات المسلحة لن تغامر بسمعتها التى بدأت فى بنائها منذ أيام حرب أكتوبر المجيدة، ولا تحتاج القوات المسلحة لأموال أو دعاية للترويج لاختراع يُفقد ثقة الشعب المصرى فيها، وبناء على ذلك أدعو الدكتور عصام حجى لأن يأتى بصحبة مريض يعانى من فيروس «سى»، أو الإيدز وينتظر 20 يوماً ليقرأ بنفسه نتائج تحاليله ونسب شفائه من الفيروس.
■ وكيف ترى الشكوك التى أثارها «حجى» فى الأساليب العلمية التى اتبعها الفريق البحثى؟
- الفريق البحثى للاختراع يضم 72 أستاذاً جامعياً وأطباء ومتخصصين كانوا يعملون وفقاً للخطوات البحثية العلمية المتعارف عليها عالمياً طيلة الأعوام السابقة، وبدأت بتجارب الكشف بطريقة «VIVO» التى تعتمد على سحب عينات من دم المريض وعرضها على الجهاز، جاءت بعد ذلك مراحل التجارب على الشمبانزى.
وأخيراً التجارب البشرية، وما يثير حفيظة الكثيرين أننا كنا نعمل فى صمت وليس مثل المؤسسات البحثية العالمية التى تعلن عن أبحاثها من خلال نتائج المراحل الأولى، نرد عليه بأن الفريق البحثى آثر ألا يعلن عن نتائجه الناجحة فى المرحلة الأولى لسببين، الأول انتظاراً للوصول للنتائج النهائية للبحث حتى لا يكون دعاية رخيصة، والثانى الحفاظ على تفاصيل البحث تجنباً لمحاولات سرقته من مؤسسات بحثية من الممكن أن تصنع هذا الجهاز بمجرد الكشف عن تفاصيله أثناء المراحل الأولية له وبيعه لمصر بـ3 ملايين جنيه للجهاز الواحد، ولم يكن عيباً أن يتكتم الفريق البحثى على تفاصيل الاختراع طيلة هذه الأعوام الماضية حماية له.
■ ولكن ماذا بعد الإعلان عن الاختراع؟
- الفريق البحثى يشعر بالندم على الإعلان عن الاختراع بسبب محاصرة وسائل الإعلام يومياً له، بجانب الضغوط النفسية التى تمارس على الفريق من تشكيك وانتقادات، ما جعل الفريق مشلولاً تماماً عن مواصلة العمليات البحثية منذ الإعلان عن الاختراع، وما ألاحظه للأسف أن البلاد الأوروبية تدفع بالمواطن إلى أن يكون عالماً.
ولكن فى مصر ندفع بالعالم إلى أن يكون فاشلاً، ورغم أن المصريين يمتلكون القدرات العلمية التى تؤهلهم لقيادة العالم، خاصة أن التقدم الذى حدث فى أمريكا حالياً ساعد فى تحقيقه 16% فقط من الشعب الأمريكى، منهم 8% علماء مصريين، وما أقوله للمشككين اتركونا نقود العالم ولو لمرة واحدة.. لسنا دولاً متخلفة، بل لدينا عقول تستحق الريادة.
■ كيف استطعت الاندماج فى العمل مع القوات المسلحة رغم كونك أستاذاً جامعياً مدنياً فى المقام الأول؟
- لم أر فى حياتى الأكاديمية انضباطاً فى العمل البحثى مثلما رأيت داخل القوات المسلحة، ونلت شرفاً حقيقياً بالاشتراك مع الفريق البحثى لجهازى الكشف والعلاج لفيروس «سى»، و«الإيدز»، رغم ذلك لم أترك عملى فى جامعة عين شمس أستاذاً للجهاز الهضمى وأمراض الكبد.
■ وما ردك على من ينتقد اقتصار العلاج بالجهاز على المصريين فقط؟
- يمر البحث حالياً بمرحلة «multi case study» إلا أن الأبحاث التى تجرى حالياً على جهاز العلاج والكشف ستكون تحت إشراف دولى، ليعالج بالجهاز المصرى مختلف الجنسيات. من واقع المسئولية التى يحتمها هذا الاكتشاف على المجتمع