عملاء المخابرات الامريكية يدعون للجهاد في المساجد بامريكا
تاريخ النشر : 2009-03-01
القراءة : 10999
غزة-دنيا الوطن
حذر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" مما وصفه بـ"تقويض الثقة" بين مسلمي الولايات المتحدة وأجهزة الأمن، بما فيها مكتب التحقيق الفيدرالي "إف.بي.آي"، بسبب ممارساته إزاء الأقلية المسلمة، والتي قال المجلس إنها تنتهك الحريات المدنية للمسلمين وتثير الشك تجاههم. جاء ذلك بعدما تكشف قيام عملاء فيدراليين بالتجسس على المساجد والمراكز الإسلامية في بعض الولايات والمدن الأمريكية من خلال الادعاء بأنهم مهتدون جدد للدين الإسلامي والانخراط بين المسلمين والتحدث معهم عن الجهاد.
وفي بيان لـ"كير" بثته قناة "إم. إس. إن. بي. سي" الإخبارية الأمريكية على موقعها على الإنترنت الجمعة: "لقد لجأ مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أساليب استخبارية للتسلل إلى المساجد، ومراقبة أبناء الأقلية الإسلامية، ووضعهم تحت رصد مستمر، بدلا من التعامل معهم باعتبار أنهم شريك في مكافحة الجريمة والإرهاب".
وتسود أوساط مسلمي الولايات المتحدة مشاعر الغضب بسبب قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بإرسال بعض العملاء إلى المساجد للتجسس على المصلين ورواد المسجد، ويلجأ المكتب إلى بعض العناصر من البيض الأمريكيين للقيام بهذه المهمة.
ومن بين هؤلاء العملاء كريج مونتيلا، وهو أحد الذين استخدمهم مكتب التحقيق الفيدرالي للقيام بهذه المهمة، في الفترة من يوليو 2006 إلى أكتوبر 2007، ليتجسس على المصلين في عدة مساجد وأماكن أخرى يرتادها أبناء الأقلية الإسلامية في مقاطعة أورانج كاونتي بشمال ولاية كاليفورنيا (غرب).
واتخذ مونتيلا ستارا يعتمد على الادعاء بأنه مهتد جديد للإسلام، وذلك لدخول المساجد والتردد على المراكز الإسلامية في المقاطعة، مبديا رغبته في معرفة المزيد عن الجهاد بزعم رغبته في الدفاع عن قضايا المسلمين.
وبدأ مونتيلا عمله مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في أواخر عام 2003، كعميل يغطي بعض المناطق التي تعاني من انتشار تجارة وتعاطي المخدرات، وخلال عمله في تغطية أوساط الأقلية المسلمة في كاليفورنيا، واعتاد أن يحرض المصلين على التحدث عن الجهاد، ثم يقوم بعد ذلك بتسجيل أحاديثهم.
وفي العام الماضي، كشفت تقارير إعلامية أن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا يرصدون مساجد في مدن ومقاطعات أخرى في ولاية كاليفورنيا، مثل لوس أنجلوس وسان دييجو.
وقالت "كير": "بالمخالفة للقانون، أصبح هناك اتجاه سائد لدى الرأي العام وعند الأجهزة الأمنية بأن المسلمين في المساجد والمراكز الإسلامية أصبحوا محرضين ومشاركين في الجرائم (الإرهابية) السابقة، وتحيط بهم علامات الاستفهام".
ومنذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، تولد لدى المسلمين الأمريكيين، شعور بأنهم أصبحوا عرضة لانتهاك حقوقهم المدنية، ولديهم قناعة سائدة بأن الولايات المتحدة في حربها على ما يسمى بـ"الإرهاب" تستهدف الدين الإسلامي أيضا.
ملتزمون بأمن أمريكا
وحذرت "كير" من أن ما وصفته بـ"مغامرة مخبري المساجد" هذه تبدد الثقة بين مسلمي الولايات المتحدة والأجهزة الأمنية الأمريكية، وأكدت كير أن "مسلمي أمريكا أثبتوا أنهم يحافظون على أمن وسلامة الوطن".
وأوضحت "كير" في بيانها أن المجتمع المسلم الأمريكي "لم يتخل أبدا عن التزامه بالحفاظ على أمن الولايات المتحدة، ولا عن استعداده الدائم للتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة المسئولة عن تطبيق القانون، بما فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي، من أجل تحقيق الأمن لكل مواطني الولايات المتحدة".
وقالت المنظمة التي تعد مظلة لمسلمي الولايات المتحدة، إن المسلمين "بذلوا قصارى جهدهم من أجل تطوير الشراكة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأعوام الماضية".
وفي يونيو 2007، أبلغ "كير" في تقرير له رفعه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مونتيلا قد يكون إرهابيا، وذكر تقرير "كير" أن مونتيلا كان "يحرض مرتادي المسجد بقوة على انتقاد الحكومة الأمريكية، وعلى الانضمام إلى التنظيمات الجهادية".
وأضافت "كير": "للأسف مكتب التحقيقات الفيدرالي قابل ذلك بتصرفات عكسية تدمر الثقة بين المسلمين وأجهزة الأمن وإجراءات تثبيت سيادة القانون، وتنتهك الحريات المدنية التي ينص عليها دستورنا".
ويقدر عدد المسلمين بما يتراوح ما بين 6- 7 ملايين نسمة، يمثلون حوالي ما بين 2% إلى 3% من إجمالي تعداد سكان الولايات المتحدة البالغ 300 مليون نسمة.