أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: علماء مسلمون الجمعة 20 مارس 2009 - 16:24
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن خلدون ولدابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون التونسي في تونس سنة 732هجرية من اسرة عربية عرفت بالفضل والعلم والاشتغال بالسياسة .وطلب العلم على المشاهير من علماء عصره امثال عبد المهيمن (امام المحدثين والنحاة بالمغرب’ وابراهيم الابلي شيخ العلوم العقلية)فاخد عن الاول الفقه واصوله والتاريخ والحديث’ وعن الثاني الرياضيات و الفلسفة والحكمة و المنطق وسائر الفنون’ وبدلك اتقن اللغة العربية وعلوم الدين وسائر العلوم والفنون ولما يبلغ العشرين من عمره’ ولذلك ظهر فضله ونبوغه في وقت مبكرجدا. ومال ابن خالدون الى العمل في السياسة’ وتولى منصب الكتابة عند امير تونس’ثم انتقل الى خدمة سلطان مراكش ’ثم سافر الى فاس حيث اقام ثمانية اعوام عند السلطان ابي عدنان المريني’ الذي استعمله فسي الكتابة والتوقيع بين يديه .وسعى في الكيد له حساده حتى تنكر له السلطان و سجنه’وظلفي سجنه سنتين الى ان توفي ابو عنان فحرج من سجنه’ومكث قليلا في المغرب ثم سافر الى الاندلس سنة763 هجرية ثم عاد الى تونس بعدما سئم السياسة وملها واعتزلها’وبدا في تدوين كتابه في التاريخ واتم المقدمة وشرع في الكتاب.ثم رحل الى الشرق ودرس في الازهر ’وتولى للملك الظاهر وظيفة قضاء المالكية في مصر ’وسافر الى مكة وحج سنة 789ه ثم عاد الى مصر. وكان رحمه الله كثير الثقة بنفسه’مغامرا في طلب المعالي’صاحب ذكاء وذهاء عجيبين. ومما يدل على ذلك انه اقصي عن القضاء عن المالكية في مصرست مرات’وكان يعود الى هذا المنصل معتمدا على ذهائع وذكائه وبقي الى ان مات. اثاره: ان قيمة ابن خلدون ليست في كونه رجل سياسة او صاحب قضاء وتدريس ولكنها في كونه مؤرخا كبيرا اشتهر بكتابه العظيم في التاريخ والذي اسماه"كتاب العبر’وديوان المبتدا والخبر’ في ايام العرب والعجم والبربر’ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر".وهومقسم الى مقدمة وثلاث كتب.ولقد طبع عدة مرات كما طبعت مقدمته مستقلة عنه’وهي افضل نا فيه.ولقد تحدث فيها عن علوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد واحوال العمران وطرق الكسب والمعاش كا- لتجارة والصناعةةوالزراعة.كما تحدث فيها عن نشاة الدول واسباب رقيها وانحطاطها. وبحث في العلوم واكتسابها وتعلمها وما الى ذلك مما لم يسبقه اليه احد.ويعتبره المحدثون اول من وضع في مقدمته هذه فلسفة علم التاريخ واسس علم الاجتماع الحديث’كما تعتبر هذه المقدمة من اروع الاثار التي دل على نبوغ العرب’ومفخرة من مفاخر الفكر العربي المبدع.. انتهى بعون الله اتمنى من الاخوة اثراء هذه الموسوعة او السلسلة للتعريف بعلماء الامة من علوم انسانية وفيزياء وفلك الى اخره والذي كان لهم دور كبير في النهوض بالانسانية ....
موضوع: رد: علماء مسلمون الجمعة 20 مارس 2009 - 17:42
مشكور أخي على فكرتك للتطرق لعلماء الاسلام واسمح لي ان أشاركك في الموضوع بالكتابة عن بعض هؤلاء الاعلام وسأقوم بهدا على عدة مراحل لان الكتابة تأخد وقت كما تعلم فلدي مرجع تري في هدا الموضوع وأسأل الله ان يعينني
موضوع: رد: علماء مسلمون الجمعة 20 مارس 2009 - 17:44
salam 3likom
بطولات العرب
عمـــيد
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: علماء مسلمون الجمعة 20 مارس 2009 - 18:00
نور الهداية كتب:
مشكور أخي على فكرتك للتطرق لعلماء الاسلام واسمح لي ان أشاركك في الموضوع بالكتابة عن بعض هؤلاء الاعلام وسأقوم بهدا على عدة مراحل لان الكتابة تأخد وقت كما تعلم فلدي مرجع تري في هدا الموضوع وأسأل الله ان يعينني
اشكرك اختي وهذا ما نريد ونتمنى ان تثرينا بمرجعك ..
وخذي وقتك نعرف ان امتحانات اخر السنة على الابواب.. والشكر كذلك للاخوة الاخرين
موضوع: رد: علماء مسلمون الجمعة 20 مارس 2009 - 18:15
بطولات العرب كتب:
نور الهداية كتب:
مشكور أخي على فكرتك للتطرق لعلماء الاسلام واسمح لي ان أشاركك في الموضوع بالكتابة عن بعض هؤلاء الاعلام وسأقوم بهدا على عدة مراحل لان الكتابة تأخد وقت كما تعلم فلدي مرجع تري في هدا الموضوع وأسأل الله ان يعينني
اشكرك اختي وهذا ما نريد ونتمنى ان تثرينا بمرجعك ..
وخذي وقتك نعرف ان امتحانات اخر السنة على الابواب.. والشكر كذلك للاخوة الاخرين
شكرا أخي لتقديرك ظروف الدراسة أما الآن نحن في عطلة سأحاول استغلال هده الفرصة للكتابة في الموضوع
موضوع: رد: علماء مسلمون السبت 21 مارس 2009 - 12:18
أولا أستهل قائمة العلماء المسلمين بشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله 1- اسمه ونسبه: هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني . وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها. وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك) .
2 - مولده ونشأته: ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل: ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان . وفي سنة 667هـ أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره . ومما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله عنه في صغره أنه: (سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير. وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك. هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه) . (وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه، كأن الله قد خصه بسرعة الحفظ، وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء - غالباً - إلا ويبقى على خاطره، إما بلفظه أو معناه، وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره. فإنه لم يكن مستعاراً، بل كان له شعاراً ودثاراً، ولم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد، والقدم الراسخة في الفضل، لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة، ووفقه في جميع عمره لأعلام السعادة، وجعل مآثره لإمامته أكبر شهادة) .وكان رحمه الله حسن الاستنباط، قوي الحجة، سريع البديهة، قال عنه البزار رحمه الله (وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية، وإبراز الدلائل منها على المسائل، وتبيين مفهوم اللفظ ومنطوقه، وإيضاح المخصص للعام، والمقيد للمطلق، والناسخ للمنسوخ، وتبيين ضوابطها، ولوازمها وملزوماتها، وما يترتب عليها، وما يحتاج فيه إليها، حتى إذا ذكر آية أو حديثاً، وبين معانيه، وما أريد فيه، يعجب العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه) . وكان رحمه الله ذا عفاف تام، واقتصاد في الملبس والمأكل، صيناً، تقياً، براً بأمه، ورعاً عفيفاً، عابداً، ذاكراً لله في كل أمر على كل حال، رجاعاً إلى الله في سائر الأحوال والقضايا، وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تكاد نفسه تشبع من العلم، فلا تروى من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث. قال ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله عنه: (ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغال والإشغال، وبث العلم ونشره، والاجتهاد في سبل الخير حتى انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم والإنابة، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر أنواع الجهاد مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه، وكثرة المراقبة له وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق، ونفع الخلق، والإحسان إليهم والصبر على من آذاه، والصفح عنه والدعاء له، وسائر أنواع الخير) .
3 - عصره: أولاً: الناحية السياسية: يستطيع الواصف للحالة السياسية لعصر ابن تيمية رحمه الله أن يحدد معالمها بثلاثة أمور رئيسة: أ - غزو التتار للعالم الإسلامي. ب - هجوم الفرنجة على العالم الإسلامي. جـ - الفتن الداخلية، وخاصة بين المماليك والتتار والمسلمين. وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله وصفاً دقيقاً لذلك العصر، وهو من أهله:فقال: (لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم: منها هؤلاء التتر: فمنهم من أقبلوا من الشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها. ومنها: خروج الفرنج - لعنهم الله - من الغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وامتلاكهم ثغرها - أي دمياط -، وأشرفت ديار مصر وغيرها على أن يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم. ومنها: أن السيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة) . فأما التتار: فقد كانوا فاجعة الإسلام والمسلمين في القرن السابع الهجري، في سقوط بغداد - وبها سقطت الخلافة العباسية - سنة (656هـ) وما قبل سقوط بغداد بسنوات ، وما بعد سقوط بغداد حيث كانت هذه الأحداث قريبة من ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية (ولا بد أن يكون قد شاهد آثار هذا الخراب والدمار بأم عينيه، وسمع تفاصيله المؤلمة عمن رأوا مناظره وشهدوها وشاهدوها، فمن الطبيعي أن يتأثر قلبه الغيور المرهف بنكبة المسلمين هذه وذلتهم، وتمتلئ نفسه غيظاً وكراهية لأولئك الوحوش الضواري) . وأما ظهور الفرنجة أو (الحروب الصليبية): فقد كانت ولادة ابن تيمية رحمه الله في بداية الدور الرابع لهذه الحروب الذي يمثل دور الضعف الفرنجي وتجدد قوة المسلمين، باسترداد كثير من المدن الشامية الكبرى، وإكمال مسيرة طرد الفرنج من بلاد المسلمين. وأما الفتن الداخلية: فما كان يحصل بين المماليك وتنازعهم على السلطة وما كان يحصل بينهم وبين التتر المسلمين، وقد كان لابن تيمية رحمه الله مشاركة في إصلاح بعض هذا، وفي مقدمة مواقف ابن تيمية رحمه الله يذكر المؤرخون قصته مع آخر أمراء المماليك وذلك بتذكيره بحقن دماء المسلمين، وحماية ذراريهم وصون حرماتهم .
ثانياً: الناحية الاجتماعية: كانت مجتمعات المسلمين خليطاً من أجناس مختلفة، وعناصر متباينة بسبب الاضطراب السياسي في بلادهم. إذ اختلط التتار - القادمون من أقصى الشرق حاملين معهم عاداتهم وأخلاقهم وطباعهم الخاصة - بالمسلمين في ديار الإسلام الذين هم أقرب إلى الإسلام عقيدة وخلقاً من التتر. ونوعية ثالثة: ألا وهي أسرى حروب الفرنجة والترك إذ كان لهم شأن في فرض بعض النظم الاجتماعية، وتثبيت بعض العوائد السيئة، والتأثير اللغوي العام على المجتمع المسلم. إضافة إلى امتزاج أهل الأمصار الإسلامية بين بعضهم البعض بسبب الحروب الطاحنة من التتار وغيرهم، فأهل العراق يفرون إلى الشام، وأهل دمشق إلى مصر والمغرب وهكذا. كل هذا ساعد في تكوين بيئة اجتماعية غير منتظمة وغير مترابطة، وأوجد عوائد بين المسلمين لا يقرها الإسلام، وأحدث بدعاً مخالفة للشريعة كان لابن تيمية رحمه الله أكبر الأثر في بيان الخطأ والنصح للأمة، ومقاومة المبتدعة .
ثالثاً: الناحية العلمية: في عصر ابن تيمية رحمه الله قل الإنتاج العلمي، وركدت الأذهان، وأقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود، وأصبح قصارى جهد كثير من العلماء هو جمع وفهم الأقوال من غير بحث ولا مناقشة، فألفت الكتب المطولة والمختصرة، ولكن لا أثر فيها للابتكار والتجديد، وهكذا عصور الضعف تمتاز بكثرة الجمع وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج. ويحيل بعض الباحثين ذلك الضعف إلى: سيادة الأتراك والمماليك مما سبب استعجام الأنفس والعقول والألسن، إضافة إلى اجتماع المصائب على المسلمين، فلم يكن لديهم من الاستقرار ما يمكنهم من الاشتغال بالبحث والتفكير . ولا ينكر وجود أفراد من العلماء النابهين أهل النبوغ، ولكن أولئك قلة لا تنخرم بهم القاعدة. وثمة أمر آخر في عصر ابن تيمية أثر في علمه ألا وهو: اكتمال المكتبة الإسلامية بكثير من الموسوعات الكبرى في العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها. فالسنة مبسوطة، والمذاهب مدونة، ولم يعد من السهل تحديد الكتب التي قرأها وتأثر بها، ولا معرفة تأثير شيوخه عليه بدقة.
4 - محن الشيخ: امتحن الشيخ مرات عدة بسبب نكاية الأقران وحسدهم، ولما كانت منزلة شيخ الإسلام في الشام عالية عند الولاة وعند الرعية وشى به ضعاف النفوس عند الولاة في مصر، ولم يجدوا غير القدح في عقيدته، فطلب إلى مصر، وتوجه إليها سنة 705هـ. بعدما عقدت له مجالس في دمشق لم يكن للمخالف فيها حجة ، وبعد أن وصل إلى مصر بيوم عقدوا له محاكمة كان يظن شيخ الإسلام رحمه الله أنها مناظرة، فامتنع عن الإجابة حين علم أن الخصم والحكم واحد . واستمر في السجن إلى شهر صفر سنة 707هـ، حيث طلب منه وفد من الشام بأن يخرج من السجن، فخرج وآثر البقاء في مصر على رغبتهم الذهاب معهم إلى دمشق. وفي آخر السنة التي أخرج فيها من السجن تعالت صيحات الصوفية في مصر، ومطالباتهم في إسكات صوت شيخ الإسلام رحمه الله فكان أن خُير شيخ الإسلام بين أن يذهب إلى دمشق أو إلى الإسكندرية أو أن يختار الحبس، فاختار الحبس، إلا أن طلابه ومحبيه أصروا عليه أن يقبل الذهاب إلى دمشق، ففعل نزولاً عند رغبتهم وإلحاحهم. وما إن خرج موكب شيخ الإسلام من القاهرة متوجهاً إلى دمشق، حتى لحق به وفد من السلطان ليردوه إلى مصر يخبروه بأن الدولة لا ترضى إلا الحبس. وما هي إلا مدة قليلة حتى خرج من السجن وعاد إلى دروسه، واكب الناس عليه ينهلون من علمه. وفي سنة 709هـ نفي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان هذا من الخير لأهل الإسكندرية ليطلبوا العلم على يديه، ويتأثروا من مواعظه، ويتقبلوا منهجه، لكن لم يدم الأمر طويلاً لهم، فبعد سبعة أشهر طلبه إلى القاهرة الناصر قلاوون بعد أن عادت الأمور إليه، واستقرت الأمور بين يديه، فقد كان من مناصري ابن تيمية رحمه الله وعاد الشيخ إلى دورسه العامرة في القاهرة. وامتحن شيخ الإسلام بسبب فتواه في مسألة الطلاق ، وطُلب منه أن يمتنع عن الإفتاء بها فلم يمتنع حتى سجن في القلعة من دمشق بأمر من نائب السلطنة سنة 720هـ إلى سنة 721هـ لمدة خمسة أشهر وبضعة أيام. وبحث حساده عن شيء للوشاية به عند الولاة فزوروا كلاماً له حول زيارة القبور، وقالوا بأنه يمنع من زيارة القبور حتى قبر نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكتب نائب السلطنة في دمشق إلى السلطان في مصر بذلك، ونظروا في الفتوى دون سؤال صاحبها عن صحتها ورأيه فيها، فصدر الحكم بحقه في شعبان من سنة 726هـ بأن ينقل إلى قلعة دمشق ويعتقل فيها هو وبعض أتباعه واشتدت محنته سنة 728هـ حين أُخرج ما كان عند الشيخ من الكتب والأوراق والأقلام، ومنع من ملاقاة الناس، ومن الكتابة والتأليف .
5 - وفاته رحمه الله: في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، وأُذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، فقد أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام .
موضوع: رد: علماء مسلمون السبت 21 مارس 2009 - 12:27
6- مؤلفاته: مؤلفات الشيخ كثيرة يصعب إحصاؤها، وعلى كثرتها فهي لم توجد في بلد معين في زمانه إنما كانت مبثوثة بين الأقطار كما قال الحافظ البزار (ت - 749هـ) رحمه الله:(وأما مؤلفاته ومصنفاته، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها. بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جداً، كباراً وصغاراً، أو هي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه) . وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها) . وذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن أجوبة الشيخ يشق ضبطها وإحصاؤها، ويعسر حصرها واستقصاؤها، لكثرة مكتوبه، وسرعة كتابته، إضافة إلى أنه يكتب من حفظه من غير نقل فلا يحتاج إلى مكان معين للكتابة، ويسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه، ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه. ولما حبس شيخ الإسلام خاف أصحابه من إظهار كتبه، وتفرقوا في البلدان، ومنهم من تسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها أو يقدر على تخليصها .
ومن أبرز كتبه ما يلي: 1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزئين. 2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزئين. 3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف شيخنا فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي. 4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه . 5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس . 6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزئين. 7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منه للفهارس . 8 - النبوات: مطبوع . وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود .
7 - بعض ثناء الناس عليه: قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ) .
وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) .
وكتب فيه قوله:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .
وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - 748هـ) الإمام السبكي كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) .
وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله: (ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) .
وقوله: (... ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة، ثم أقبل على الفقه، ودقائقه، وقواعده، وحججه، والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل ويرجح ويجتهد، وحق له ذلك فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف...) . وقال: (... هذا كله مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل، والفراغ عن ملاذ النفس من اللباس الجميل، والمأكل الطيب، والراحة الدنيوية) .
ومما قاله في رثائه:
يا موت خذ من أردت أو فدع *** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانقصمت *** عرى التقى واشتفى أولو البدع
اسكنه الله في الجنان ولا *** زال علياً في أجمل الخلع
مضى ابن تيمية وموعده *** مع خصمه يوم نفخة الفزع
وقال فيه: (... كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه...) .
وقال عنه: (... لا يؤتى من سوء فهم، بل له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار، بصير بالكتاب والسنة، عديم النظير في ذلك، ولا هو بمتلاعب بالدين، فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومنافقتهم، ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي.... فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالاً ولا جاهاً بوجه أصلاً، مع خبرتي التامة به، ولكن لا يسعني في ديني ولا في عقلي أن أكتم محاسنه، وأدفن فضائله، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله تعالى....) . وقال الشوكاني رحمه الله (إمام الأئمة المجتهد المطلق) .
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته .
موضوع: رد: علماء مسلمون الأحد 22 مارس 2009 - 18:23
اليوم نتطرق لنبدة لنابغة من نوابغ عصره الا وهو العالم المسلم الكبير الحسن بن الهيتم مولده ووفاته
هو العالم العربي محمد بن الحسن بن الهيتم ابو علي البصري وهو من أصل عربي أشهر علماء القرن 11 م وأعظم علماء الطبيعة والبصريات والرياضيات لقب بالمهندس البصري ولد سنة 965م-354ه بالبصرة في عصر كان يشهد ازدهارا في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وطب وغيرها ؛هناك انكب على دراسة الهندسة والبصريات وقراءة كتب من سبقوه من علماء اليونان والعالم الاندلسي الزهراوي وغيرهم في هدا المجال
كتب عدة رسائل وكتب في تلك العلوم وساهم علىوضع القواعد الرئيسية لها وأكمل ما كان قد بدأ به العالم الكبير الزهراوي توفي عالمنا الحسن سنة 1039م-430ه في القاهرة
اعتمد أغلب الغربيين في القرون الوسطى في كتاباتهم عن البصريات على كتب بن الهيتم {البصريات}
هدا وقد وصل الى الاكتشاف النظري للعدسة المكبرة والتي لم تتم الا بعد دلك ب 3 قرون في ايطاليا
مؤلفاته للحسن مؤلفات في الفلك يزيد عددها عن 24 مؤلفا اضافة الى ضلوعه في الطب وله كتابين وفي الفلسفة له اكتر من 40 كتابا وفي الرياضيات له 11 كتابا اما في الهندسة له اكتر من 58 مؤلفا ويمكن دكر اهم مؤلفاته وهي كتاب المناظر اختلاف منظر القمر رؤية الكواكب التنبيه على ما في الرصد الغلط اصول المساحة اعمدة المتلتات المرايا المحرقة بالقطوع المرايا المحرقة بالدوائر كيفية الاظلال رسالة في الشفق شرح اصول اقليدس مقالة في صورة الكسوف رسالة في مساحة المجسم مقالة في تربيع الدائرة خواص المتلت من جهة العمود
انجازاته في مجال الضوء
نجح ابن الهيتم وهو بمصر في تطوير علم البصريات بشكل جدري حيت برهن رياضيا وهندسيا على ان العين تبصر وترى بواسطة انعكاس الاشعاعات من الاشياء المبصرة على العين وليس بواسطة شعاع ينبتق من العين الى الاشياء وبدلك ابطل ابن الهيتم النظرية اليونانية لكل من اقليدس وبطليموس التي كانت تقول بان الرؤية تحصل من انبعات شعاع ضوئي منالعين الى الجسم المرئي كدلك برهن ابن الهيتم رياضيا وهندسيا على كيفية النظربالعينين معا الى الاشياء في آن واحد دون ان يحدت ازدواج في الرؤية برؤية الشيءشيئينوعلل ابن الهيتم دلك بان صورتي الشيء المرئي تتطابقان على شبكية العينين وقد وضع ابن الهيتم لهده البرهنة ودلك التعليل الاساس الاول بما يعرف الآن باسم الاستريسكوب وكان ابن الهيتم اول من درس العين دراسة علمية وعرف اجزاءها وتشريحها ورسمها رأي بعض العلماء في الحسن بن الهيتم
يقول سارطون احد كبار الباحتين من علماء امريكا ان ابن الهيتم أعظم عالم ظهر عند العرب في علم الطبيعة بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى ومن علماء البصريات القليلين المشهورين في العالم كله وقد بقيت كتبه منهلا ينهل منه فحول علماء اوروبا كروجر باكن وكبر فنزي ووايتلو
وسحرت بحوته في الضوء ماكس مايرهوف واتارت اعجابه الى درجة جعلته يقول ان عظمة الابتكار الاسلامي تتجلى لنا في البصريات
كماترجمت بحوته في البصريات الى الاتينية والايطالية
نشركتابه المنظار مترجما في مدينة بال بسويسرا سنة 980ه-1572م
بطولات العرب
عمـــيد
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: علماء مسلمون الأحد 22 مارس 2009 - 19:08
بارك الله فيك اختنا نور الهداية .. مجهود طيب ومبارك ..واصلي تميزك
موضوع: رد: علماء مسلمون الأحد 22 مارس 2009 - 19:45
بطولات العرب كتب:
بارك الله فيك اختنا نور الهداية .. مجهود طيب ومبارك ..واصلي تميزك
وفيك البركة أخي بطولات نسأل الله ان يعيننا ونستطيع ان نكمل سلسلة العلماء مع انه لا يمكننا إعطاء هؤلا النوابغ حقهم مهما كتبنا فيهم عسى الله ان يأجرنا عنهم خيرالجزاء
موضوع: رد: علماء مسلمون الإثنين 23 مارس 2009 - 15:32
اليوم نتطرق الى عالم كبير وهو شيخ الاطباء ابو بكر محمد بن زكرياء الرازي
التعريف بالعالم
ولد الرازي في عام 865 م في مدينة الري بإيران " تقع شرقي مدينة طهران حاليا "،عايش الخليفة العباسي عضدالدولة وتتلمذفي علوم الطب على يد علي بن زين الطبري (صاحب أول موسوعة طبية عالمية "فردوس الحكمة" )، والفلسفة على يد البلخي. عرف عن الرازي منذ الصغر عشقه للإطلاع والمعرفة فاتجه نحو الدراسة والبحث وتحصيل العلوم المختلفة، حيث كان يقضي وقت طويل فيهم. فعمل على دراسة الرياضيات والموسيقى وعندما بلغ الثلاثين من عمره أتجه إلي دراسة الطب والكيمياء، وكانت القراءة هي رفيقه الدائم في رحلته العلمية والتي كان يستغرق فيها أوقاتاً طويلة، وخاصة في فترة المساء فكان يمكث في فراشه يقرأ قبل أن يخلد للنوم. رحل الرازي إلي بغداد حيث عكف فيها على دراسة الطب واقبل على هذه الدراسة بشغف كبير وإصرار وعزيمة أن يحقق بهذه الدراسة الكثير، وبعد أن أتم دراسته قام بترأس البيمارستان العضدي في بغداد، ثم عاد مرة أخرى إلي موطنه الأصلي في الري حيث شغل هناك منصب رئيس الأطباء في البيمارستان الملكي فيها. كان الرازي أيام عصره متقناً لصناعةالطب، عارفاً بأوضاعها وقوانينها، تشدّ إليه الرحال لأخذها عنه، صنَّفالكثير من الكتب القيِّمة، وترك بصمات هامة في تاريخ الأدب الطبي،والألقاب التي أُطلقت عليه تعبِّر بشكل صريح عن عبقرية هذا العالِموتميّزه، ومن هذه الألقاب: أمير الأطباء، أبقراط العرب، جالينوس العرب،منقذ المؤمنين. عندما أسس عضد الدولة المستشفى العضديجمع أشهر الأطباء على امتداد الإمبراطورية ففاق عددهم المائة طبيب، فاختارخمسين منهم ليكونوا طاقم المستشفى فكان الرازي منهم، ثمّ انتقى عشرة أطباءكرؤساء للأقسام فكان الرازي أبرزهم، وبالنظر لمؤهلاته جعله رئيساً لأطباءالمستشفى، ولم يمضِ وقت طويل حتى ذاعت شهرته في طول البلاد وعرضها، وزحفطلاب العلم قاصدين بغداد لتلقي المعرفة على يديه، فأصبح حجَّة في علم الطبومرجعاً للحالات المستعصية حتى لقب "بجالينوس العرب". ساهم الرازي بالعديد من الاختراعات والابتكارات في مجال الطب والكيمياء هذا نظراً لذكائه وأبحاثه وسعيه الدائم من أجل العلم مما جعله مساهم أساسي في العديد من الأمور الطبية والعلمية التي يسير عليها الأطباء والعلماء إلي الآن، نذكر من إنجازات الرازي العلمية ما يلي:
موضوع: رد: علماء مسلمون الإثنين 23 مارس 2009 - 15:40
- ابتكاره خيوط القصاب من أمعاء القطط هذه الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية. - قام باستعمال الفتائل في الجروح. - كان هو أول من فرق بين كل من الجدري والحصبة وقام بوصف كل منهما وصفا دقيقا. - قام بتركيب مراهم الزئبق. وغيرها العديد من الإنجازات الطبية الهامة، فكان الرازي هو أول من استخدم الكيمياء لخدمة الطب فقام بتحضير عدد من المركبات الكيميائية التي تخدم الصيدلية مثل أنه أول من قام بتحضير مادة الكحول من مخمرات محاليل سكرية، وحمض الكبريتيك بتقطير كبريتات الحديد. كما عمل الرازي على تقديم شرح لعدد كبير من الأمراض منها أمراض الأطفال والنساء والولادة، وجراحة العيون وأمراضها، ومارس الرازي العديد من الأمور الطبية المتخصصة التي نعرفها اليوم في الطب الحديث حيث كان يعتمد في دراساته وأبحاثه على إجراء التجارب والتحقق العملي منها للحصول على النتائج وكان يختبر الدواء أولاً على القرود قبل أن يعطيه للإنسان، كما عمل على متابعة الحالة المرضية وتسجيل التطورات التي تطرأ عليها لكي يتمكن من تقديم العلاج المناسب لها، وعمل على إجراء التحاليل للمريض وقياس النبض لكي يتمكن من تشخيص المرض. وكان يدعو دائماً للعلاج بالدواء المفرد وعدم اللجوء للدواء المركب إلا في حالات الضرورة، وكان يقول في ذلك " مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب".
آثاره: ترك الرازي مكتبة غنية وإنتاجاً غزيراً إذ بلغت مؤلفاته مائتين وواحدا وسبعين كتاباً، أكثرها في الطب وبعضها في الكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق والفلسفة والعلوم الدينية والفلك، وأعظم مؤلفاته وأشهرها على الإطلاق كتاب * "الحاوي في الطب" الذي سجَّل فيه الطب الهندي والفارسي والعربي مع سجل كبير من الحالات السريرية المتميزة، ووضع فيه تجاربه الشخصية لدعم النظريات السابقة أو لدحضها، ويقع الكتاب في ثلاثين جزءا تتضمن ذكر الأمراض ومداواتها مما هو موجود في سائر الكتب الطبية التي صنفها السابقون ومن أتى بعدهم حتى أيامه، ومن جليل فضله أنه كان ينسب كل شيء نقله إلى صاحبه، وهذا يدل على مبلغ أمانته العلمية واعترافه بفضل المتقدمين، ويذكر المؤرخ ماكس مايرهوف أنه في عام 1500م كان هناك خمس طبعات لكتاب الحاوي مع عشرات الطبعات لأجزاء منه. وله أيضا كتب أخرى قيمة منها: * كتاب "المنصوري" في علم الطب كتبه للمنصور بن إسحاق صاحب خراسان، وفي هذا الكتاب توخى الرازي لاختصار فجعله عشرة أجزاء، لذلك رغب المترجمون به وترجموه عدة مرات إلى اللاتينية والإنكليزية والألمانية والعبرية. * رسالته الرائعة في "الجدري والحصبة" تعتبر من أروع الرسائل العلمية المفصلة في وصف هذين المرضين ووضع التشخيص التفريقي بينهما وكيفية علاجهما، وهي دراسة مبنية على مشاهدات وملاحظات شخصية تنمُّ عن صبر وطول أناة، وتعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للأمراض الإنتانية، فقد وصف فيها الحصبة والجدري بدقة متناهية وذكر الأعراض والتشخيص التفريقي بينهما، وأوصى بالانتباه أثناء الفحص إلى القلب والنبض والتنفس والمفرزات والحرارة العالية التي ترافق الاندفاعات، كما أكد على حماية العينين والوجه والفم لتحاشي التقرحات، طبع هذا الكتاب أكثر من 40 مرة في أوروبا وبلغات عديدة. * كتاب "لمن لا يحضره طبيب"، عبارة عن كتاب شعبي يُسهب في وصف العلل وأعراضها وعلاجها بالأدوية والأعشاب التي يمكن أن تتوفر في كل منزل، وعُرف هذا الكتاب بـ "طب الفقراء". * كتاب "الأسرار في الكيمياء" هذا الكتاب بقي لمدة طويلة مرجعاً أساسياً لمدارس الغرب والشرق. هذا بالإضافة إلى أكثر من 200 كتاب في الطب، لذلك وصف "أ. براون" الرازي قائلاً: إنَّه من أقدر الأطباء المسلمين وأكثرهم ابتكاراً وأعظمهم إنتاجاً. وأما ابتكاراته الطبية والعلمية فنذكر منها: * الرازي هو أول من أدخل الملينات في علم الصيدلة، وهو أول من اعتبر الحمى عرضاً وليست مرضاً. * وهو أوَّل من ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض، ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه. * للرازي طرائق هامة في الطب التجريبي تضمَّنها كتاب الحاوي، منها مثلاً أنه كان يعطي القردة الزئبق أو مغليات بعض الحشائش أو أدوية معينة، ثم يراقب آثار تلك الأدوية عليها ويسجل مشاهداته. * اهتمَّ الرازي اهتماماً كبيراً بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على مجمل الصحة العامة. * وهو أول من خاط جروح البطن بأوتار العود. * وهو أول من عالج الخراجات بالخزام. * له في الكيمياء اكتشافات هامة أهمها حمض الكبريت وكان يسميه زيت الزاج. * أول من استقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة واستحصل منها على الكحول. *اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم "الميزان الطبيعي". إطلالة على بعض آراء وأفكار الرازي: عندما أراد الخليفة بناء المستشفى العضدي عهد إليه اختيار الموقع الملائم، فابتكر طريقة لا تزال محل إعجاب الأطباء، حيث عمد إلى وضع قطع من اللحم في أنحاء مختلفة من بغداد، ثم أخذ يراقب السرعة التي تنتن فيها القطع وتتبدَّل رائحتها، وبطبيعة الحال كانت أنسب الأماكن أقلها سرعة في التعفن والفساد. ينبغي على الطبيب أن يوهم مريضه بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، لأن مزاج الجسم مرتبط بمزاج النفس. كان الرازي يزرع في نفوس تلاميذه بذور الفضيلة وحسن الأخلاق، كما اعتبر الشعوذة والمتاجرة تدنيساً للرسالة المقدسة، وكان يحثهم على معالجة المرضى الميؤوس منهم والاهتمام الزائد بهم، وأن يبثوا في مرضاهم روح الأمل وقوة الحياة. كما أنه أعطى للمنطق دوراً بارزاً، وفي كتابه "الطب الروحاني" يتحدث عن العقل ويعتبره من أعظم نعم الله وأرفعها قدراً، ويقول:"...لا نجعله وهو الحاكم محكوماً، ولا وهو الزمام مزموماً، ولا نسلِّط عليه الهوى الذي هو آفته ومكدره، والحائد به عن سننه ومحجَّته وقصده واستقامته، بل نروضه ونذلله، ونحوله ونجبره عن الوقوف عند أمره ونهيه...".