(بث حي و مباشر)
أيها السيدات و السادة،
سأقوم بإلقاء بيان مختصر و من ثم سأجيب على اكبر قدر ممكن من اﻷسئلة حسب المعلومات الممكن اعطاؤها.
افترض ان الجميع يعلم ان الهجوم السوري المصري بدأ اليوم، الساعة 2:10 عصرا. كانت عندنا المعلومات و شككنا باحتمال وقوع هجوم كهذا. و كنا امام معضلة البدء بالهجوم و الحصول على ميزة مهمة او عدم البدء بالقتال و خسارة هذه الميزة. تأكدوا ان الصورة - الحقيقية - سوف تتضح و أن الجيشين المصري و السوري هم من بدأوا هذه الحرب الشاملة.
اريد ان اوضح شيئا عن سلوكنا العام نحو هذه المسألة. نواجه قوات كبيرة على الجبهتين السورية و المصرية. و حاليا و باستمرار يقومون بتعزيز قواتهم على طول الخط، و احيانا بتردد. و لكننا لو اردنا استمرار الحياة بشكل طبيعي في هذه البلاد يجب ان نأخذ مخاطرة ترك خط الدفاع، و خصوصا الخط المصري، حيث توجد قوات كبيرة. و عندما نتحدث عن قوات فنحن نعني شباب اسرائيل. و لو حافظنا على هذا الخط طوال هذه السنوات ( في حالتنا هذه ست سنوات) فلن تكون هناك حياة طبيعية في بلادنا. و بالتالي فالحل هو ان تبقي احتمال حصول عمل عسكري مثلما حصل اليوم قائما. حيث يتم مهاجمتنا و نرد بعد افتتاح الحرب بقوات صغيرة في البداية، و من ثم نستدعي اﻹحتياط حتى نصل عدد كاف من القوات - و انا واثق من اننا سنملك قوات كافية. نحن لا نملك عدد كاف من المقاتلين اليوم - في بداية المعركة - لمواجهة العدو و السيطرة على منطقة القتال. هذه هي المشكلة التي لدينا و الحل هو كما ذكرت.
الموضوع الثاني عرضت عليه للتو، و هو خوض او عدم خوض حرب استباقية. و في هذه الحالة قررنا - كحكومة - ان لا نضرب اولا - حتى و نحن متاكدين انهم سوف يضربون اولا - حتى نحصل على الميزة السياسية، و التي كانت على حساب الميزة العسكرية. انا اعتقد ان القرار صائب في كلتا المسألتين: اولا عدم ابقاء قوات كبيرة على الحدود لفترة طويلة و ثانيا - عكس ما كان الحال قبل 6 اعوام - بعدم المبادرة بالضربة اﻹستباقية. و ذلك بسبب تغير الوضع على اﻷرض. فسيناء بعيدة و نحن نستطيع ان نختار تكتيكا او استراتجيا كالتالي: "لا داعي للقلق، حتى لو نجح المصريون في عبور القناة - و بعضهم قد نجح في عبور القناة - و تى لو اضظررت لإخلاء بعض المواضع، فهذه صحراء كبيرة. و الا لاضطرررت لترك قوات كبيرة و ان ابدأ بالحروب مرة تلو المرة وهو ما لا نريده.
ما حصل اليوم على الجبهتين هو اننا خسرنا موقعنا في الشمال على ما اظن. حصلنا على بعض الخسائر - ليست كبيرة. و استطيع ان اقول انه بعد اليوم اﻷول فأن وضعنا هناك جيد. لم تعان اي من المستوطنات بشكل كبير، جيث تم اخلاء كل اﻷطفال و النساء. عندنا بعض القوات هناك و في النهاية سوف تصل قوات اﻹحتياط. كانت خسائر السوريين اكثر منا بكثير و انا متأكد ان خطتهم و هدفهم - طردنا من مرتفعات الجولان - سوف تفشل.
و لكن - مثلما هو الحال في سيناء- توجد مرحلتان. اﻷولى عند بدء الحرب، و الثانية عند وصول اﻹحتياط و تكامل القوات و هو ما يستغرق ساعات او ايام حسب اماكن تواجدها. ليس اليوم، بعد نصف نهار بعد المعركة التي بدأت بمبادرة منهم. هم من بدأ، و كان علينا ايقافهم و استدعاء اﻹحتياط و جلبهم للجبهة، و هو ما يستغرق وقتا. و محصلة اليوم اﻷول انه لم تحصل مكاسب حقيقية للسوريين على مرتفعات الجولان.
اﻷن للوضع في سيناء. الصورة واقعا مختلفة جدا. حيث ان مسرح العمليات اكبر بكثير: صحراء مهولة مع خط مواجهة طويل على قناة السويس و هناك مواضع كثيرة حيث يمكن للعدو العبور. فهو ليس خط متصل يمكنك السيطرة عليه، حتى بقوات كبيرة. و اكيد ليس بقوات صغيرة. و بالتالي سأكون مندهشا لو لم يتمكن المصريون من العبور في بعض المناطق و انشاء جسور.
لقد عبروا في عدة اماكن و خسرنا بعض المواقع. و كان لدينا خسائر هناك. اتصور انه اثناء الليل سيكون هناك قوات اكثر تعبر القناة و غدا سوف نرى عدد اكبر من المصريين على جانبنا من قناة السويس. لن نجس مكتوفي اﻷيدي و عندما نعبر هذه المرحلة (بين بدء الحرب و التعبئة الكاملة) سوف نقوم الحرب الحقيقة كما نرى و لن نكتفي بمحاولات صدهم.
كما قلت سابقا، هذا هو جوابنا لهذه المسألة كبلد صغير، عدد سكانه 3 مليون، مضطرين ان يعيشوا تحت هذه الظروف بينما يأملون بحياة طبيعية. هذا هو الحل كما اعتقد، و اتصور انه عند نهاية المعركة او الحرب سوف يتم التثبت من هذا التصور.
المصدر: موقع وزارة الخارجية اﻹسرائيلي.
http://mfa.gov.il/MFA/ForeignPolicy/MFADocuments/Yearbook1/Pages/3%20Press%20Conference%20by%20Defence%20Minister%20Moshe%20Dayan.aspx