طالب يبتكر دبابة روبوتيــة لاصطياد الألغـام
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008 - 16:12
تمكن شريف أحمد الطالب بكلية العلوم جامعة عين شمس بمصر من تصميم روبوت متعدد الأغراض اسمه THSR.2004 (طوله 85 سم، وعرضه 60 سم، وارتفاعه80 سم)، على شكل دبابة هدفه الرئيسي هو التقاط المواد المشعة والكشف عن الألغام واصطيادها. مما يساعد في التقليل من الخسائر البشرية التي يتعرض لها السكان ولا سيما «البدو» في منطقة العلمين بصحراء مصر الغربية، والتي تحاول الدولة هذه الأيام تنشيطها سياحيا. يذكر أن كم الألغام الموجودة في الصحراء المغاربية المصرية منذ الحرب العالمية الثانية، يقدر بـ27 مليون لغم، تم انتشال مليونين منهما فقط، ما بين أعوام (1980 ـ 2000).
وعن هذا الروبوت الذي حصل على المركز الأول في المسابقة الرسمية للجامعات، أمام لجنة ضخمة من علماء مصر في قاعة المؤتمرات بالأزهر في معرض مبتكرات الشباب لعام 2004 يقول شريف: «تم صنع الهيكل الأساسي لهذه الدبابة الروبوتية من خامات الصاج ـ الألمونيوم والحديد، وقد صممت مجموعة الحركة الأساسية للجهاز بنفس نظام حركة الدبابات، وذلك كي تستطيع السير في الأماكن الصحراوية. وهناك فرشاة في مقدمة الذراع يمكن التحكم فيها عن طريق الريموت، وهي مخصصة لإزالة الأتربة، بالإضافة لماسك إلكتروني مثبت في مقدمة الذراع لالتقاط الأهداف ورافعة حديدية لرفع الأوزان الثقيلة ووحدة إرسال للصوت والصورة لتفادي العوائق.» أما آلية حركة الروبوت الذي لا يكشف فقط عن اللغم، بل يزيل الأتربة من حوله ثم يبطل مفعوله يقول شريف: «تكشف الذراع الآلية عن اللغم المخبأ تحت سطح الأرض، ثم يزيل الأتربة وعن طريق الكاميرا، حتى يتم التدقيق في شكل اللغم وكيفية محاصرته والإمساك به»، مضيفا أن الروبوت يعمل ليلا من خلال المصابيح الأمامية والخلفية المزود بها وكذلك فان الذراع الآلي مزود بمصابيح لتكون مصدر اضاءة للكاميرا».
وعن سبب تسميته بـTHSR.2004 أوضح أن حرف (T) هو اسم مشرف المشروع الدكتور توفيق و(H) هو أول حرف للدكتورة هالة حسني المشرفة المباشرة علي روبوته أما (S) فهو حرف اسمه الأول و(R) اختصار لكلمة روبوت بالانجليزية و(2004) هو عام الاختراع منوها انه استطاع إنتاج هذا الروبوت بتمويل بسيط بلغ 2000 جنيه وبوزن 150 كغم (وهو وزن كبير نسبيا، حيث الوزن المثالي لإنسان آلي يصطاد لغما بشريا يجب إلا يزيد عن 60 كغم ولاصطياد لغم دبابة يجب إلا يزيد على 120 كغم غير انه عزي ذلك إلي عدم توافر تروس في مصر لتحريك الروبوت ناهيك عن عدم توافر خامات «الكتينة» أو السير الذي يحرك الدبابة الروبوتية، مما اضطره لابتكار فكرة جديدة بوصل جنزيرين (سلسلتين) لدراجة نارية بلحمهما، بالإضافة لتسميك مواد هيكل الدبابة (الصاج والألمنيوم والحديد)، ومع ذلك فإن الروبوت (الدبابة) يؤدي 80% من وظائف نظيره الأجنبي الذي يكلف الدولة مليون جنيه عن كل روبوت متخصص في اصطياد الألغام.
وفي ضوء ذلك فإن المنطق يفرض تساؤلا إلا وهو: هل هذا الروبوت (الدبابة الروبوتية) على استعداد لنزع ألغام الصحراء المغاربية منذ الغد، يوضح شريف الحقيقة قائلا: «هذا الروبوت تكلفته 5 آلاف جنيه فقط. وبالطبع فإنه ليس الروبوت النهائي الذي سيخلصنا من الألغام، لكنه، وبهذا المبلغ، دافع للمسئولين لتصميم روبوت بمكونات مصرية 100%. لذلك فإن هدفي الآن، بعدما اثبت نجاح روبوتي هو الحصول على 250 ألف جنيه مصري، حوالي (35 ألف دولار) لتصميم روبوت على اقل تقدير يحاكي الروبوتات الأميركية الموجودة عندنا لإزالة الألغام، ولذا فإني أستجير بوزير الدفاع المصري أن يطلع علي روبوتي لتطويره وشراء الخامات الأكثر فنية، للحصول على أربعة روبوتات بمبلغ مليون جنيه بدلا من واحد، كما إنني سأضمن الحفاظ على «حياة الروبوت»، لا سيما أن وزارة الدفاع، حسب علمي، تعرضت بعض روبوتاتها الباهظة الثمن للتلف، بسبب انفجار بعض الألغام بها.
ويبقي الحلم يداعب خيال شريف، وعنه يقول «أحلم أن تصل صناعة الروبوتات في وطننا العربي، إلى مرحلة «الروبوتات النانوية»، التي تدخل وتغوص في داخل جسم الإنسان.. مضيفا انه بعد تخرجه هذا العام من كلية علوم عين شمس، فإنه كون فريقا من أصدقائه العلميين، يدعي فريق «النيل للعلوم والتقنية». وهم يلتقون أسبوعيا في نوادي علوم الأهرام لعمل اختراعات وابتكارات مناسبة، لحل مشاكل في الشارع العربي، مؤكدا انه مع فريقه اقترب من إنهاء مشروع وفكرة «منزل ذكي وإلكتروني» لمتوسطي الدخل في الوطن العربي.