كشفت دور الدوحة »المغرض« في إرضاء سورية وإيران وإسرائيل...رسائل عربية إلى ساركوزي عن الأدوار السلبية لحكومة قطر في إفشال المبادرات لحل الأزمتين الفلسطينية واللبنانية
09 شباط, 2008
السياسة - حذرت دولتان خليجيتان وثالثة عربية الحكومة الفرنسية مما اسمته »الدور القطري المشبوه« من خلال تدخلاته غير المطلوبة منه في المسألتين الفلسطينية واللبنانية التي تواكب جانب التطرف في المنطقة وتعبر عن مواقف سورية وايران واطراف ارهابية, وتلهج فضائياً »الجزيرة« وقطر بألسنتهم, وتروجان لهم وتدعمانهم مادياً واعلامياً ومعنوياً, ضد الانظمة العربية المعتدلة,
فيما تقيمان في الوقت عينه »حزام امان« حول اسرائيل والمجموعات الارهابية في المنطقة والعالم وفي طليعتهم تنظيم »القاعدة« بقيادة اسامة بن لادن.
ووجه مسؤولون في هذه الدول العربية الى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس رسائل تحتوي على معلومات سرية وتصرفات علنية لحكومة قطر وعلى وجه الخصوص رئيسها ووزير خارجيتها حمد بن جبر آل ثاني, »لعبت دوراً خطيراً في تخريب المبادرتين السعودية والسعودية - المصرية حيال رأب الصدع بين الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس, الناجم عن انسلاخ قطاع غزة عن فلسطين المحتلة واستئثار حركتي حماس والجهاد الاسلامي به ك¯ »دويلة في قلب الدولة« المزمع انشاؤها.
اما في الازمة اللبنانية, فقد اخذت قطر بوجهتي النظر السورية والايرانية, عبر دعم »حزب الله« و»حركة امل« و»التيار الوطني الحر العوني« في تخريب المبادرات والاتصالات والمفاوضات الجارية عربياً ودولياً, بدليل انها كافأت خالد مشعل زعيم »حركة حماس« بخمسين مليون دولار كدفعة اولى لاعلان دويلته في غزة بهدف اسقاط الوساطة السعودية التي كانت جمعت اطراف النزاع في لقاء مكة المكرمة وتفردت بدعم ميشال عون في بيروت مادياً, لتحل محل طهران وتستر عمليات تمويله, بطلب من نظام بشار الاسد وحسن نصر الله, تشجيعاً له على الاستمرار في »قيادة« المعارضة الساعية الى تدمير المؤسسات اللبنانية الواحدة تلو الاخرى, كغطاء للدويلة الايرانية في لبنان ولعمليات الاغتيال والتفجير التي تقوم بها هذه الاخيرة مع عملاء سورية على الساحة اللبنانية.
وقال ديبلوماسي خليجي في باريس ل¯ »السياسة« ان الرسائل العربية الثلاث »فصلت لحكومة نيكولا ساركوزي الخطوات السلبية التي قام بها رئيس الحكومة القطرية بمباركة حاكمه في الدوحة, لافشال المبادرتين الفرنسية والعربية الاخيرتين لحل الازمة اللبنانية«, مؤكداً ان القطريين ساهموا بشكل »قبيح ومغرض« خلال وجود وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في لبنان في منع حزب الله وامل وميشال عون من التراجع عن مواقفهم المتصلبة حيال الطروحات الفرنسية التي مهدت فيما بعد لاعلان المبادرة العربية, ومن ثم بعد فشل الفرنسيين استخدموا نفس اسلوب التعريض بطلب من النظام السوري لمنع المبادرة السعودية - المصرية من التقدم بايجابية, وكانوا وراء الاقتراح الذي نقله حمد بن جبر الى الحكومة الفرنسية الاسبوع الفائت بالاستغناء عن ترشيح قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية واستبداله بواحد من ثلاثة اسماء قال رئيس الحكومة القطري ان بشار الاسد ارسلها معه لعرضها على الرئيس الفرنسي«.
وكشف الديبلوماسي الخليجي النقاب عن ان احدى الرسائل الثلاث وهي خليجية »ارفقت بوثائق دامغة عن دعم حكومة قطر عصابة »فتح - الاسلام« في مخيم نهر البارد خلال معارك الجيش مع افرادها بعشرات الملايين من الدولارات فضلاً عن تهريب اسلحة اليهم خلال حصارهم داخل المخيم عبر الجبهة الشعبية - القيادة العامة السورية وعبر مجموعات ارهابية من »جند الشام« مشيراً الى ان عمليات الدعم المادية كانت تتم عبر رجل اعمال قطري كان له ممثل قطري داخل المخيم طوال الاسابيع الخمسة الاولى من المعارك«.
واوضحت الرسالة الخليجية ان الدور الذي لعبته قطر كوسيط بين اسرائيل وحركة حماس لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير لديها, منع هذه الحركة من تسليمه مقابل اطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين, اذ كانت تلك الوساطة القطرية مدفوعة من طهران لتخريب اي حل لهذه الازمة, بحيث تستمر المعارك بين اليهود والفلسطينيين في قطاع غزة لمنع استتباب الهدوء المفضي الى اعادة لحمة القطاع مع الضفة الغربية وانهاء الانفصال بينهما«.
واكدت الرسالة ان حكومة ايهود اولمرت »شعرت بما يقوم به رئيس الوزراء القطري من دور تحريضي على عدم تسليم الاسير اليهودي« اذ ان الوضع في هذه المسألة ساء اكثر بعد التدخل القطري بعدما كانت المؤشرات تدل على ان عملية تبادل الاسرى باتت في مراحلها الاخيرة«.
ولفتت الرسالة العربية »ان قطر تلعب الدور الاكثر خطورة في دعم حركة حماس مادياً وتسليحياً وفي دعم دويلة حزب الله وتوابعه في لبنان الا انها بسبب طبيعة علاقاتها الوثيقة باسرائيل تحاول دائماً التمويه والدخول من الابواب الخلفية في محاولة لارضاء الطرفين »الايراني- السوري- حزب الله« والاسرائيلي بحيث يبدو رئيس حكومتها »حمامة« سلام بينهما«.
وحذرت الرسالة حكومة ساركوزي من ان اللقاءات المتكررة وشبه العلنية التي تقوم بها قطر مع مسؤولين اسرائيليين »تؤكد المدى الذي بلغته هذه الدويلة الخليجية في محاولاتها تغطية ارتكاباتها في فلسطين ولبنان, وتخريب اي مبادرة فرنسية كانت ام عربية ام دولية لانهاء الازمات في المنطقة والادلة على ذلك لا تحصى ولعل ابرزها معارضة المندوب القطري كل القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي لدعم الاستقرار في لبنان, والمحافظة على حكومته الديمقراطية القائمة المدعومة من العرب والمجتمع الدولي, فضلا عن مواقف المندوب القطري »وزير الخارجية« في اجتماعي وزراء الخارجية العرب الاخيرين لدعم المبادرة العربية