مقابلة مع: نائب الأدميرال جون ميلر قائد قوات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية، وقائد الأسطول الخامس الأمريكي/القوات البحرية المشتركةنائب الأدميرال جون ميلر من مقره في البحرين، يستكشف نائب الأدميرال جون ميلر، واحدة من أكثر المناطق المضطربة والديناميكية في العالم. كقائد لقوات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية، قال أنه يشرف على نشر مجموعة من فرق العمل الدولية وإدماج القوات العسكرية من أكثر من 40 دولة في وقت واحد، وهو لاعب أساسي في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن قواته الآن في حالة حرب، تقوم بعمليات القتال الجوي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والمعروف أيضًا باسم داعش، في سوريا والعراق.
سؤال: لقد تغير الوضع في الشرق الأوسط بشكل كبير في سنة واحدة — تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، والحرب الأهلية في سوريا، وعدم الاستقرار في اليمن، وتغيير النظام في المملكة العربية السعودية. مقارنة بالعام الماضي، كيف ترى هذه التغييرات؟
الإجابة: أحد الأشياء التي أود أن أسلط الضوء عليها هو أنه في كل هذا التغيير الديناميكي، لا تزال لدينا بيئة بحرية مستقرة للغاية. وهذا أمر مهم. وأعتقد أن ذلك يرجع بشكل كبير إلى الجهود التي نستمر في الحفاظ عليها هنا من خلال فرق العمل المختلفة. الفرقة 152، التي تقودها السعودية، تسمح لنا بالحفاظ على الاستقرار البحري في منطقة الخليج العربي. ولا نزال نتلقى دعم كبير من تحالفنا مع الشركاء في الفرقة 150، بقيادة عدد من الشركاء في الائتلاف خلال العام الماضي.
ومن الواضح، أنه عندما جاء تنظيم الدولة الإسلامية عبر الحدود في يونيو الماضي، غيّر طبيعة الحرب الأهلية في سوريا وطبيعة المعركة في العراق، وغيّر نشاطنا بشكل كبير. وحتى تلك اللحظة كانت جهود المجموعة الحاملة تدعم عملية الحرية الدائمة [في أفغانستان]. وبعد وقت قصير من غزو العراق من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية، نقلنا المجموعة الحاملة إلى الخليج وتم دعم العمليات في العراق وسوريا مع حاملة الطائرات منذ ذلك الحين، ونجحنا في هذه التجربة.
إذا نظرت الى ما يحدث، سترى أن تنظيم الدولة الإسلامية يخسر؛ فقهم يفقدون الأفراد، والمعدات، والأراضي. إنها استراتيجية طويلة الأجل تستغرق وقتًا طويلًا — وتتطلب قدرًا معينًا من الصبر؛ إنها استراتيجية تتطلب أن تكون القوات البرية العراقية ناجحة على أرض الواقع. إننا يمكن ان نتحرك فقط بأسرع ما يمكن أن تتحرك، وهذا هو مدى سرعتنا في التحرك. ولكننا نقترب من 2،500 ضربة جوية من التحالف، وما يقرب من 20٪ من هذه الضربات تأتي من البحر، و20% تأتي من الشركاء في التحالف. إنها استراتيجية ناجحة، وهذا شيء رائع بالنسبة لنا.
السؤال: أنت تقول أن تنظيم الدولة الإسلامية يخسر. لقد سمعت عددًا من البيانات لهذا الغرض. ثم بعد يوم أو يومين، كنت تراهم يهاجمون مرة أخرى.
الإجابة: إذا نظرت إلى مقتل الطيار الأردني، فانظر إلى هذا الأمر المروع الذي حدث على الشاطئ في ليبيا، وهذه أمثلة لتنظيم يائس يحاول تصدر عناوين الصحف لجعل الحقائق على الأرض تبدو مختلفة عما هي عليه في الواقع. ولكن إذا نظرنا نظرة أكثر شمولية فيما يحدث، فهم جاءوا عبر الحدود في يونيو من العام الماضي، وبدوا وكأنهم جيش، واليوم يبدون مثل منظمة إرهابية خاسرة. لقد فقدوا الآلاف من الأفراد، والمئات، وربما الآلاف من المعدات، ووجدوا أنه من الصعب التحرك في جميع الاتجاهات. والأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم هو جمع الأموال لأننا قد أبعدنا الكثير من المنشآت النفطية التي يستخدمونها إما لجمع الأموال أو لتمويل قدرتهم.
بشكل واضح، إنهم يخسرون. لقد جعلوا كوباني [في سوريا] ضرورة استراتيجية وكانوا في طريقهم للاستيلاء على كوباني بأي ثمن. إنهم بعيدون عن كوباني، وكل يوم يبتعدون عنها أكثر. كانت معركة كوباني هزيمة استراتيجية بالنسبة لهم. لذلك فقهم يخسرون. والاستراتيجية ناجحة حتى الآن، ولكنهم سوف يستمرون في القيام ببعض هذه الأمور المروعة للاستفادة من الدعاية التي يحدثونها. ولكن هذا لا يغير الحقائق.
السؤال: أنت في موقف استثنائي الآن، حيث الكثير من الشركاء في الخليج منخرطين بالفعل في حرب مباشرة. إنهم يطلقون الذخائر الحية على الأهداف.
الإجابة: بالتأكيد! وأنت رأيت كيف أن قتل الطيار الأردني جدد جهودهم في كثير من الحالات. وقاموا بإعادة الاشتراك وقاموا بالضربات الجوية وبعض الأشياء الأخرى لزيادة انخراط قوات داعش. وبدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في إعادة بعض الضربات الجوية أيضًا؛ فهم أدركوا أن داعش تُشكل تهديدًا على بلادهم، وأنهم أكثر انخراطًا من أي وقت مضى. إنهم يدركون أن داعش تُشكل تهديدًا، وأنها خطر يجب القضاء عليه.
السؤال: لم تكن اليمن من البلاد الأكثر استقرارًا في العالم، وتحولت الآن إلى منطقة غير مستقرة تمامًا؛ حيث سقطت العاصمة، وسحبنا وفدنا الدبلوماسي من هناك، ورئيسهم مُطارد خارج صنعاء. هل لا تزال اليمن قاعدة لعمليات للولايات المتحدة وقوات التحالف؟
الإجابة: اليمن قصة مستمرة، ولا زلنا ننتظر كيف سينتهي هذا الأمر. ولذا فإننا سوف نسمح باستمرار ذلك حتى ينتهي. ما أود قوله هو أنني لا أعتقد أن أحد أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعتقد أن اليمن ستكون ن ملاذًا لهم، لأنها ليست كذلك. ونحن سوف نستمر في التصدي لتنظيم القاعدة في اليمن.
السؤال: بجانب اليمن، استخدام جيبوتي يبدو أنه يتزايد.
الإجابة: هناك عدد من الوسائل للاهتمام بها، ولن أذكرها بالتفصيل. ولكن بالتأكيد جيبوتي موقع استراتيجي مهم للغاية بالنسبة لنا، وكذلك خليج عدن.
السؤال: نحن في معرض الدفاع الدولي في أبو ظبي، أكبر معرض للدفاع في المنطقة. قيل لي أن منظمي المعرض تحركوا لزيادة مشاركة كبار قادة الولايات المتحدة هنا — المزيد من المعدات العسكرية، والمزيد من الصناعة. هل تشعر أن هذا هو الحال؟ هل يتطلع الناس إلى الولايات المتحدة؟ هل هذا يتغير؟
الإجابة: لدينا تمثيل كبير هنا من وزارة الدفاع، كل من القيادة المدنية والقيادة العسكرية. يتواجد هنا فرانك كيندال نائب وزير الدفاع الأمريكي للاستحواذ والتكنولوجيا والشؤون اللوجيستية مع عدد كبير من المسؤولين. هناك تواجد قوي هنا من حكومة الولايات المتحدة. وبالطبع، فإن الصناعة الأمريكية هنا تقوم بعمل جيد للغاية في حد ذاته. ولكن في النهاية، ما المهم حقًا هنا هو بناء الشراكات، فالعلاقات الشخصية تتطور ويتم تعزيزها هنا.
السؤال: أخبرني أشخاص هنا من خارج الولايات المتحدة أن أحد الأدوار الرئيسية التي تلعبها الولايات المتحدة هي توفير وسيط محايد نسبيًا عندما لا يحدث توافق بين الدول، كما هو الحال في كثير من الأحيان. هل هذا الذي لا يزال صحيحًا؟
الإجابة: أحد أهم الأشياء التي نقدمها هنا هي القيادة. ويمكننا أن نفعل ذلك لأننا هنا. نحن منتشرين بالكامل هنا، ونعمل هنا، نحن هنا منذ عقود، ومستقرين هنا. والتعبير البحري القديم عن كوننا قوة للخير ينطبق هنا بالفعل. يمكنهم الاعتماد علينا. نحن هنا بشكل دائم. في مقرنا الرئيسي في البحرين، نشهد تطور كبير ومستمر في البنية التحتية. نحن نجهز الواجهة البحرية لوصول السفينة القتالية الساحلية. وشركائنا يعرفون أننا هنا، وأننا سوف نستمر في التواجد هنا. لذلك عندما وقع هجوم داعش في يونيو الماضي، كانوا يعرفون أن يمكنهم أن يستعينوا بنا لتوفير القيادة المطلوبة لاجتياز هذه الأزمة وقيادة هذا التحالف. وهذا هو بالضبط ما نقوم به. اعتقد أننهم ممتنون لذلك، ونحن ممتنون بالتأكيد على مشاركتهم المستمرة.
السؤال: كان هناك زيادة في المشاركة مع سلطنة عُمان. لقد كانت شريكًا جيدًا لفترة من الوقت، ولكن كانت هناك بعض التحسينات في الموانئ هناك، على وجه الخصوص، في الدقم، خارج مضيق هرمز على خليج عمان، والذي أصبح ميناء أكثر تواترًا بكثير من حيث طلب المساعدة وأقل تواجدًا في المشهد مما كان عليه من قبل.
الإجابة: يمثل ميناء الدقم رؤية استراتيجية واستثمارات كبيرة من جانب العُمانيين. بالتأكيد في عام 2014 قمنا باستغلال ذلك، وكنا قادرين على جلب غواصة تعمل بالطاقة النووية في الميناء، إضافة إلى حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية. ولذلك فإننا نرى مستقبلًا للبحرية الامريكية خارج ميناء الدقم كمركز للخدمات اللوجستية وأيضًا فرصة لنا لجلب السفن هناك للصيانة وبقية الطاقم. هناك الكثير من التطور الذي ينبغي القيام به في الدقم، لذلك سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يكون جاهزًا بشكل كامل. ولكننا نرى مستقبلًا للبحرية الامريكية وميناء الدقم.
السؤال: هل كان الرصيف في ميناء الدقم مصمم خصيصًا لاستقبال حامل الطائرات؟
الإجابة: نعم، كان الهدف من الميناء أن يكون قادرًا على استقبال السفن الكبيرة على الرصيف والسفن الكبيرة في حوض إصلاح السفن. وأنا لا أعتقد أنه يمكنك وضع حامل الطائرات في حوض إصلاح سفن، ولكنه سوف يستقبل السفن التجارية الضخمة. وعندما يتم بناءه بشكل كامل، الأمر الذي سوف يستغرق أكثر من عشر سنوات، سيتحول ميناء الدقم من صحراء جرداء إلى ميناء بحري ومطار ومدينة كبيرة يعيش فيها مئات الآلاف من الأشخاص. لقد بنوا ذلك من خلال رؤية، وسيكون هناك الكثير من الاتصالات والخطوط الأرضية لتصل إلى الخليج الذي سيكون قادرًا على نقل النفط بحيث لن نضطر لنقله في السفن عبر مضيق هرمز. يمكنك جلب النفط عبر ميناء الدقم. كل المنتجات التي كنت تضطر إلى نقلها عبر المضيق ستكون قادرًا على نقلها عبر السكك الحديدية أو عن طريق الجو.
السؤال: إذن فهو يسمح لدول مجلس التعاون الخليجي لتجاوز مضيق هرمز، إذا لزم الأمر.
الإجابة: إذا أرادوا ذلك.
المصدر