دولة العدو محبطة من آلية تعاطي العالم مع سفينة الأسلحة وفلسطينيون يؤكدون أنها وسيلة جديدة للتحريض على غزة
هاجم رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين المجتمع الدولي
بسبب تجاهله الرواية الصهيونية الخاصة بسفينة الأسلحة التي استولت عليها البحرية الصهيونية الأربعاء الماضي، وقالت إنها كانت قادمة من إيران لقطاع غزة.
واتهم رئيس الحكومة الصهيونية المجتمع الدولي بتجاهل ومواصلة
التأييد الإيراني المستمر للمنظمات "الإرهابية"، وقال إن "هناك جهات لا ترغب في كشف وجه إيران الحقيقي وراء البسمات المزيفة بل هي تسعى إلى تشجيع الوهم".
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي عقد في ميناء إيلات عقب عرض الأسلحة التي كانت في السفينة الإيرانية "كلوز سي": "لو وقعت الصواريخ من طراز "أم 302" في أيدي المنظمات الإرهابية في غزة لكان بإمكانها إصابة أهداف في القدس وتل أبيب وربما في حيفا".
من جهته قال موشي يعلون وزير الدفاع الصهيوني إن
إيران هي أكبر مصدر للإرهاب في العالم وأنها تقوم بتأجيج نار النزاعات في كافة أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي أن "النشاط الإيراني لا يقتصر على الشرق الأوسط فحسب إذ أنها تستخدم السفن والبريد الدبلوماسي وطرق أخرى لنقل المتفجرات إلى دول أخرى منتهكة بذلك القانون والأعراف الدولية".
وأوضح الناطق باسم الجيش الصهيوني أن السفينة كانت تحتوي على
40 صاروخا من طراز "أم 302" التي يتراوح مداها بين
90 و160 كيلومترا،
و181 قذيفة هاون من عيار 122 مليمترا وكمية كبيرة من ذخيرة الرشاشات الخفيفة .وبحسبب محللين فلسطينيين فإن دولة العدو لم تألوا جهداً من أجل الوقيعة بين الغربيين وإيران،
وحضهم على عدم الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.ويقول المحلل الفلسطيني المختص بالشأن الصهيوني حسن عبدو إن هذه
الرواية الصهيوني لم يكترث العالم لها، في الوقت الذي يتخوف فيه المواطنون الفلسطينيون من استخدام هذه الرواية لشن عدوان على القطاع.
ويضيف:" إن الرواية الصهيونية حول السفينة يشوبها كثير من الشك وتؤكد وجود ثغرات عديدة وأنها جزء من حملة إعلامية منسقة مسبقاً للاستفادة من زيارة الوفد الصهيوني برئاسة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، ومخاطبة الرأي العام الأمريكي بالدلائل الواضحة، وهدف هذه الحملة هو إبراز
إيران كخطر ليست على الكيان فحسب وإنما على العالم.ويرى عبدو في حديث لـ"أنباء موسكو"
أن نتنياهو وجد من هذه الرواية مادة دسمة للحديث عن إيران بوصفها عدوا مركزيا للغرب و الكيان .
وتابع قائلاً "
نتائج الحملة الصهيونية أقل من التوقعات حيث لم يكترث الرأي العام بالمقولة الصهيونية ، مشيراً إلى أن منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرن آشتون ذهبت لإيران في
إطار المباحثات المشتركة لبناء اتفاق واضح على ما تم الاتفاق عليه.
وأوضح أن آشتون لم تتطرق نهائياً للرواية الصهيونية بل تحدثت عن إمكانية بناء اتفاق شامل وهي تقول ذلك من طهران وهذا يؤكد أن الرواية الصهيونية لم تؤت ثمارها على حد قوله.
وعن سبب عدم اهتمام العالم بهذه الرواية، يقول: "
هناك مصالح واضحة للغرب مع إيران تتجاوز المصالح الصهيونية كما أن الغرب يستند على حجم واسع من الاستخبارات المعلوماتية السرية في تحديد موقفه من إيران.
وأكد أن الرواية لن تؤثر على الملف النووي الإيراني والمباحثات الغربية في الوقت الذي تريد فيه دولة العدو
إعاقة التقارب الإيراني مع الأسرة الدولية وتريد إرسال رسائل إقليمية لمصر بأن سيناء ملعب مفتوح لإيران و"حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالإضافة إلى تبرير حصار غزة وشن أي عدوان على اعتبار أن غزة تمثل تهديدا للتجمعات السكانية الصهيونية المحاذية للقطاع في فلسطين المحتلة .
و
يتخوف سكان قطاع غزة من أن تكون الرواية الصهيونية باباً تستغله دولة العدو لتشديد الحصار على القطاع، وشن هجوم جديد على قطاع غزة.ويقول الشاب محمد الخالدي في حديث مع "أنباء موسكو" إن إدعاء الكيان الاستيلاء على سفينة أسلحة إيرانية هو فبركة تهدف لضرب غزة بحجة الصواريخ والخروج بمبرر قوي من ما يعرف باسم ((
المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية))".
واتفق وليد إكي مع الخالدي بالقول: "هذا سيناريو جديد لكسب عطف العالم وأمريكا وتبرير أي ضربة جديدة علي قطاع غزة".
ويرى المواطن صلاح أبو صلاح أن القضية في مجملها تأتي في إطار الفبركات الصهيونية من أجل إحكام الخناق على غزة ومن أجل التهرب من الاستحقاقات السياسية في ملف المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال: "الدولة الصهيونية ضخمت هذا الأمر من أجل ارتكاب هجمة جديدة وتصدير أزمتها السياسية وحالة العزلة التي تتعرض لها ورفضها دفع ثمن سياسي لعملية السلام، من خلال شن هجوم على غزة تحت ذريعة وصول أسلحة إلى غزة".
من جانبها نفت الفصائل الفلسطينية أية علاقة لها بالسفينة، وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" إن "ما تداولته أروقة السياسة والجيش والإعلام الصهيوني حول هذه القضية هو مجرد ادعاءات ومحاولة جديدة للتحريض على غزة، مؤكدة أنه من حق المقاومة أن تمتلك ما تستطيع من وسائل قتالية وأسلحة مختلفة من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وقالت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة على لسان طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئاسة الوزراء إن الإعلان الصهيوني بهذه الطريقة والسيناريو عن سفينة الأسلحة هو "رواية حمقاء لمشروع فيلم فاشل لا يملك أدنى مقومات الإقناع"، مضيفاً أنها "وسيلة لتكريس حصار القطاع بالتزامن مع أحكام سياسية تستهدف استكمال مسلسل تصفية الحسابات مع حماس".
http://anbamoscow.com/world/20140310/389887336.html