زيارة الرئيس اليمني على عبد الله صالح الى موسكو. واذا كان هدف زياراته السابقة تطويرالتعاون في المجال العسكري التقني فان زعيم احدى الدول الكبرى في الجزيرة العربية والبالغ 66 عاما من عمره يهدف الآن الى تطوير العلاقات في قطاعات الاقتصاد المدنية. وبحسب المعلومات المتوفرة لدى صحيفة الاخبار العربية فان استعداد موسكو لشطب الديون اليمنية التي ورثتها البلاد من الحقبة السوفيتية والتي تبلغ الآن قيمة 1.2 مليار دولار قد يساعد في ذلك. وكان الدين اليمني في واقع الامر أكبر ستة اضعاف . لكن روسيا قررت في عام 1997 شطب نسبة 80 % من الدين اليمني في اطار الاتفاقات التي وصل اليها أعضاء نادي باريس للدائنين. ويناقش رئيس اليمن على عبد الله صالح في موسكو آفاق تطوير التعاون بين روسيا واليمن. وكان رئيس اليمن يوم 24 فبراير/شباط قد اجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين . اما يوم 25 فبراير/شباط فلم يلتق الرئيس اليمني برئيس روسيا وبوزير خارجيتها فحسب بل والتقى ايضاً بيلينا سوبونينا المراقبة السياسية في صحيفة "فريميا نوفوستي".
فيما يلي نص التصريح الذي ادلى به رئيس اليمن على عبد الله صالح لصحيفة "فريميا نوفوستي":
الرئيس على عبد الله صالح: لقد اقيمت بين بلدينا العلاقات الطيبة منذ الحقبة السوفيتية. وتعد اليمن بلدا عربيا يربطه مع موسكو اقدم وأوثق العلاقات. وقد أعلنا أثناء المباحثات اننا نرحب بحضور المستثمرين الروس الى اليمن. ويخص ذلك بالدرجة الاولى أعمال التنقيب عن النفط والغاز والمعادن. واقترحنا ايضا على الجانب الروسي تطوير الطاقة وصناعة الثروة السمكية في بلادنا . ودارت بيني وبين رئيس الوزراء بوتين والرئيس مدفيديف محادثات في هذا الموضوع.
سبق لكم منذ وقت بعيد ان دعوتم الروس الى البدء في العمل على تنقيب واستخراج النفط في اليمن. وقد حضر الى موسكو معكم وزير النفط الذي التقى مع قيادات شركات النفط والغاز الروسية الكبرى. لكنكم لم تتمكنوا لحد الآن من استحضار الروس ، فيما ان الامريكيين والصينيين يعملون في بلادكم بنشاط في هذا المجال وغيره من المجالات...
الرئيس : اود ان أؤكد لكم ان التأخير ليس بسبب الجانب اليمني. وآمل بان تغدو المباحثات ناجحة تماما ويهتم الجانب الروسي باقتراحاتنا. ونتمنى ان تعمل لدينا ليست الشركات الامريكية والاوروبية والصينية فحسب بل والروسية آخذا بعين الاعتبار قدم علاقاتنا مع موسكو.
فخامة الرئيس كونكم رجلا عسكريا تلمون بالمعدات الحربية ، وتوجد في اليمن كميات من السلاح الروسي وحتى السلاح السوفيتي الصنع، ما هي حسب تقديركم الصفات التي تتمتع بها مقاتلات " ميغ-29" المتوفرة في حوزة جيشكم وغيرها من الاسلحة الروسية ؟
الرئيس : تعجبنا المعدات الروسية. كنتم قد سألتم عن الطائرة "ميغ-29" بالتحديد. بودي ان اجيب عن هذا السؤال: – انها طائرة جيدة تستخدم لدينا منذ فترة طويلة . وكنا منذ عدة سنوات قد اجرينا عليها في موسكو تحديثات . ويكفي القول اننا ننوي شراء المزيد من المقاتلات ، بل لا أريد ان أذكر عددها. لكنها ستكون من طراز " ميغ -29" وربما " ميغ-35". وتجري حاليا المباحثات في موضوع شراء المروحيات والزوارق الروسية. كما اننا سنواصل تعاوننا مع شركة "كاماز" وسنشتري شاحنات لديها.
لكن المقاتلات التي ذكرتموها وغيرها من المعدات الحربية غالية جدا!
الرئيس : ربما هكذا ... وأذا ساعد الروس في إيجاد كميات أضافية من النفط والغاز والمعادن فسيكون كل شيء على ما يرام. وفي هذه الحالة سنشتري المزيد من الطائرات بالتأكيد.
تزورون بلادنا للمرة الخامسة. بينما لم يحضر الزعماء الروس الى اليمن منذ زمن بعيد ...
الرئيس : اننا وجهنا هذه المرة دعوة ملحة الى رئيس الوزراء ورئيس روسيا لزيارة عاصمة اليمن مدينة صنعاء. وآمل بان تقبل دعوتنا.
تلعب اليمن دورا هاما في الوساطة بالنزاعات الواقعة في الشرق الاوسط. وانكم تحاولون الوصول الى المصالحة بين الاحزاب الفلسطينية المختلفة ، بما فيها "فتح" و"حماس" اللذين يختلف موقفاهما الى حد كبير. وتناولت مباحثاتكم مع وزير الخارجية سيرغي لافروف هذا الموضوع ، علما انه سيتوجه في مطلع شهر مارس / آذار الى مصر للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لفلسطين. هل هناك فرص لاستعادة الوحدة الفلسطينية؟
الرئيس : اننا نعمل على تحقيق ذلك ، ونحافظ على العلاقات مع كل الحركات الفلسطينية "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" وغيرها من الاحزاب. بالتأكيد يجب استعادة الوحدة في صفوف الفلسطينيين. ومن المعلوم ان الانشقاق في صفوفهم يؤثر تأثيرا سلبيا على الوحدة العربية كلها. كما انشقت الدول العربية وفق موقفها من هذه الحركة الفلسطينية او تلك. وتعد القمم العربية بما فيها القمة الاخيرة المنعقدة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي في قطر دليلا على ذلك.
يعتقد البعض ان ايران تؤثر في تنظيم "حماس" تأثيرا متزايدا ، الامر الذي يحول دون تحقيق التسوية ...؟
الرئيس : لا اريد ان أتهم أحدا رغم انه من الواضح ان كل دولة اسلامية تؤثر بهذه الدرجة او تلك في هذه الحركة الفلسطينية او تلك ، والبعض تربطه علاقات اقوى بتنظيم"حماس" ، والبعض الآخر تربطه علاقات بتنظيم "فتح". لذلك فاننا ندعو كل الدول الى الاستفادة من هذه العلاقات والمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسطينية. وقد تلعب هنا دورا هاما مصر وسوريا وتركيا وغيرها من الدول.
تهتم اليمن ، بما في ذلك جغرفيا ، بمكافحة القراصنة العاملين بالقرب من الساحل الصومالي في خليج عدن. ما المطلوب لنجاح هذا الكفاح ؟
الرئيس : لا بد من تنشيط الجهود الدولية الرامية الى مكافحة القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي. وسبق لنا ان اقترحنا بان يشكل في ميناء عدن المركز الاقليمي الخاص بمكافحة القراصنة. وكان بودنا ان نقدم مساعدات تقنية تفضيلية للسفن الاجنبية بما فيها السفن الروسية التي تتصدى للقراصنة. من الضروري ضمان أمن الملاحة البحرية ، ولا يمكن تحقيق ذلك الا ببذل جهود مشتركة.
ما موقف اليمن من خطط الرئيس الامريكي الجديد براك اوباما لاغلاق سجن غوانتانامو الامريكي الواقع في جزيرة كوبا ؟
الرئيس : اننا نرحب بقرار الرئيس الامريكي باراك اوباما باغلاق سجن غوانتانامو وتسليم المواطنين اليمنيين السجناء الى بلدنا، وعددهم 94 شخصا ( العدد الاجمالي ما يزيد عن 200 سجين). ويتعين عليهم الحضور الى العاصمة صنعاء حيث سيتم النظر في قضاياهم باهتمام بالغ. وسيتم احتجازهم في هذه الفترة بموقع خاص ، حتى ستتاح لهم امكانية للسكن مع افراد عائلاتهم اذا ارادوا ذلك. وستقرر الجهات القضائية فيما بعد من يمكن اطلاق سراحه
..
المصدر http://www.rtarabic.com/news_all_analytics/26152