سيناريو "اللسعة" العسكري
يختلف
هذا السيناريو عن باقي السيناريوهات التي تمّ عرضها سابقا في انّ مصدره
"روسيا", و هو ما يطرح تساؤلات عديدة حول توقيت اعلانه و مدى دقّة
المعلومات الموجدة فيه, و الهدف من طرحه في الفترة التي يتنازع فيها
الطرفين الروسي و الايراني حول اكمال العمل بـ "مفاعل بوشهر" الذي كان من
المفترض ان يتم تزويده بقضبان الوقود النووي في شهر آذار الماضي, و هو
الأمر الذي لم يحصل.
وفقا
للمعلومات التي نقلتها وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن التقرير الذي
نشرته صحيفة"ارغومينتي نيديلي" في آذار من العام 2007, فانّ سيناريو
الهجوم العسكري الامريكي المرتقب على ايران و الأكثر احتمالا يحمل اسم
"اللسعة", و في هذا طبعا اشارة الى طبيعة العمل العسكري الذي يحمل صفة
العمليات الجراحية في المكان و السرعة الهائلة في الزمان و التي تمّ
توصيفها مجازيا "باللسعة".
تفيد
المعلومات الروسية انّ سيناريو "اللسعة" سيتم تطبيقه في الجزء الاول من
شهر نيسان الحالي في الساعة الرابعة فجرا ليستمر مدّة 12 ساعة حتى الساعة
الرابعة بعد الظهر. وفقا للسيناريو المطروح, فستقوم الولايات المتّحدة
بتوجيه ضربة جوية خاطفة و قوية عبر الطائرات و الصواريخ التي ستطلق من
الغواصات ايضا لتصيب حوالي 20 منشأة نووية مهمة, على ان تؤدي الهجمات هذه
الى تحقيق دمار كبير يؤدي الى اعادة البرنامج النووي الايراني لمدة لا تقل
عن خمس او سبع سنوات.
بعد
مرور عدّة ايام على طرح السيناريو في وسائل الاعلام, قام نائب رئيس
اكاديمية العلوم الجيو-سياسية الروسية الجنرال ليونيد ايفاشوف بالتأكيد
عليه قائلا انه لايشك في نية الولايات المتحدة الاميركية مهاجمة ايران.
وقد توقع الجنرال الروسي الا تقوم القوات الامريكية باستبعاد الهجوم
البريّ على ايران و اعتماد وسائل تتناسب مع الخطّة المطروحة و الهدف
المعلن و منها:
1- اعتماد الضربات الجوية المكثفة بهدف القضاء على قدرة ايران على المقاومة و الرد.
2- تدمير مراكز الادارة والمنشآت الاقتصادية المحورية.
3- تصفية القيادات الايرانية أو جزء منها.
4-
عدم استبعاد استخدام وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون " الاسلحة النووية
التكتيكية ضد المنشآت النووية الايرانية وملاجئ القيادات .
و
ترافق تأكيد الجنرال الروسي على هذا السيناريو مع انباء عن سحب روسيا لعدد
من خبرائها في مفاعل بوشهر النووي و قيام عدد من السفارات في ايران باجراء
تدريبات على عمليات اخلاء واسعة في حالة الطوارئ.
الخيار النووي و القنابل الخارقة للتحصينات ضمن السيناريوهات العسكرية المطروحة
اذا
ما راجعنا السيناريوهات العسكرية السابق عرضها في التقرير, فاننا سنلاحظ
انّ هناك عاملين مشتركين في جميع هذه السيناريوهات و هما:
1- ضرورة ان تكون الضربة خاطفة و سريعة.
2- ضرورة استخدام قوّة كبيرة لاحداث اكبر قدر من الضرر في البرنامج النووي الايراني و المنشآت التابعة له و المواقع التي يتم قصفها.
و
لان العملية يجب ان تكون سريعة و فعالة فان الولايات المتّحدة لن تغامر
بحصر الاسلحة المستخدمة على الجانب التقليدي و لتحقيق قدرة اكبر من الردع
و ضمان اكبر للنتجية, ستكون جاهزة لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد
ايران, فهي عملت على تطوير استخدام القنابل الخارقة للتحصينات و توسيع
دائرة استخدام الأسلحة النووية عبر تحويلها الى اسلحة تكتيكية يسهل
استخدامها في الحروب السريعة.
الولايات
المتّحدة بطبيعة الحال طوّرت هذه الاستراتيجية لفترة ما بعد انهيار
الاتحاد السوفيتي لتشمل امكانية استخدامها ضدّ كافة القوى التي تشكّل
تهديدا لها و خطرا داهما عليها و من ضمنها قوى في مرتبة عالية كروسيا و
الصين, و دول في مرتبة ادنى ككوريا الشمالية و ايران و سوريا و ليبيا و
العراق.
و قد عملت الولايات المتّحدة على تطوير خياراتها و اسلحتها النووية من خلال ثلاث مشاريع منفصلة هي:
الأول: مشروع استراتيجية Global strike أو ما يعرف بـ(الضربة الكونية).
الثاني: مشروع Nuclear Posture Review او ما يعرف بـ (اعادة النظر في السياسة النووية).
الثالث:
مشروع القنابل الخارقة للتحصينات –الصنف النووي- او ما يعرف باسم (Nuclear
Bunker Buster) الى جانب القنابل التقليدية (Conventional Bunker Buster).