مستشاره الدبلوماسي أكد أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات
الرئيس الفرنسي يصل إلى البلاد غداً آخر تحديث:الأحد ,24/05/2009
باريس - بشير البكر و”وام”:
يصل الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية الى البلاد غداً في زيارة رسمية للدولة تستغرق يومين . ويستعرض صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع الرئيس الفرنسي علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في مختلف المجالات بالإضافة الى تبادل الرأي حول عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك .
قال مصدر فرنسي رسمي ل”الخليج” ان ساركوزي سيوقع في ابوظبي على اتفاقيتين، الأولى دفاعية في اطار تعزيز الاتفاق الدفاعي الموقع بين البلدين سنة ،1995 والثانية امنية في نطاق الامن الداخلي، بالإضافة إلى مذكرتي تفاهم، واحدة خاصة بالتعاون على صعيد التمثيل الديبلوماسي، والثانية تتعلق بالتعاون بين الصندوقين الفرنسي والاماراتي للاستثمارات .
وعلمت “الخليج” من مصادر الرئاسة الفرنسية ان باريس تولي الزيارة اهمية خاصة، وتعتبرها غاية في الاهمية، بالنظر إلى العلاقات “الاستراتيجية والاستثنائية”، وهي تندرج في اطار العلاقات الخاصة والمتميزة بين البلدين، التي قامت على اساس من الشراكة “المثالية والفريدة من نوعها” . ونوهت المصادر الفرنسية بالتعاون القائم بين فرنسا والامارات في الميادين العسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، واشارت في الخصوص إلى “سوربون” و”لوفر” ابوظبي .
من جهة أخرى، أكد جان دافيد لافييت المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي أهمية الشراكة الاستراتيجية النموذجية والفريدة القائمة مع دولة الامارات التي تقدم نموذجا حيا يتكامل فيه الحفاظ على التراث والدخول الى عالم الحداثة في نفس الوقت .
وقال لافييت خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول في باريس بمناسبة زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية الى دولة الامارات غداً على رأس وفد سياسي واقتصادي وثقافي وبرلماني رفيع المستوى . . ان الرئيس ساركوزي سوف يبحث خلال الزيارة مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عددا من الموضوعات في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين الى جانب عدد من القضايا الإقليمية من أهمها السلام في الشرق الأوسط ومستقبل أفغانستان والصومال والملف النووي الإيراني .
وأوضح ان الرئيس الفرنسي يعول أهمية قصوى على هذه الزيارة بسبب ما تعنيه دولة الإمارات بالنسبة لفرنسا، مؤكدا ان الامارات تقدم نموذجا حيا يتكامل فيه الحفاظ على التراث والدخول الى عالم الحداثة في نفس الوقت . . وقال “لو أن أحدا منكم زار أبوظبي منذ قيام الدولة ويزورها الآن لن يجد نفس المدينة هذا فضلا عن قادة هذا البلد الذين يتحلون برؤية مستقبلية بعيدة المدى لعملية التنمية في بلادهم في كافة المجالات بمعدلات تنمية غير مسبوقة” .
وأضاف ان فرنسا التي لم يكن لها أي تواجد تاريخي في المنطقة لديها الآن شراكة استراتيجية نموذجية وفريدة مع الامارات، مشيرا الى ان العلاقات بين البلدين تمتد في أربعة قطاعات استراتيجية هي الاقتصاد والدفاع والتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والثقافة والتعليم .
وأكد ان أبوظبي التي تمتلك خمس احتياطي العالم من الطاقة تتحلى برؤية استراتيجية صائبة تتمثل في ضرورة الحفاظ على هذه الثروة لأطول فترة ممكنة من خلال إقامة عدد من المفاعلات الذرية لإنتاج الكهرباء للاستخدام المحلي بدلا من استخدام الطاقة النفطية، مشيرا الى انه سوف يجري بدء طرح العطاءات في هذا المجال في بداية يوليو/ تموز المقبل على أن يجري إرساؤها في شهر سبتمبر/ أيلول حيث تواجه فرنسا منافسة شديدة من أطراف أخرى .
وأوضح ان هناك تعاونا وثيقا لا مثيل له بين البلدين في مجال الثقافة يتمثل في فرع جامعة السوربون أبوظبي والذي يدرس فيه الآن نحو 409 طلاب سيتم من خلاله منح الطلبة الدبلومات للمرة الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، مشيرا كذلك الى مشروع إقامة فصول امتياز بالشراكة مع مدرسة “لوي لو جراند” الباريسية .
وقال ان دولة الامارات الحريصة على الانفتاح على العالم رأت من خلال مشروع متحف اللوفر استحضار الثقافات العالمية لشعبها على أرضها . . ويمكن تسميتها “الدولة العالم” كونها تعد نموذجا للانفتاح على العالم، مشيرا الى ان دولة الامارات تعيش في القرن ال 21 وتعرف كيفية تطويع العولمة فوق أراضيها وفي علاقاتها مع العالم الخارجي .
وفي مجال الدفاع نوه المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي الى ان البلدين اتفقا على تسمية القاعدة التي سيجري افتتاحها ب “معسكر السلام” لأن هدف القاعدة هو قيام فرنسا بالتنسيق مع الإمارات لتحقيق السلام في المنطقة التي تمثل أهمية شديدة للعالم .
وقال انه بعد زيارة الرئيس ساركوزي للإمارات في يناير/ كانون الثاني 2008 تم وضع الخطوط الرئيسية لعلاقات البلدين في المستقبل حيث تم تكوين مجموعة عمل تجتمع كل ستة أشهر في أبوظبي وفي باريس لمتابعة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا الى انه سيتم خلال زيارة الرئيس الفرنسي بعد غد “الاثنين” التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في عدة مجالات .
ويرافق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته للدولة التي تعد الثانية له منذ يناير من العام الماضي وفد يضم برنارد كوشنير وزير الخارجية وكريستين لاجارد وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل وهيرفيه موران وزير الدفاع وكريستين ألبانيل وزيرة الثقافة والاتصالات الى جانب عدد من كبار البرلمانيين الفرنسيين من بينهم جي تيسيير رئيس لجنة شؤون الدفاع الوطني والقوات المسلحة وأكسل بونياتوفسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية واولوفيير داسو رئيس لجنة الصداقة الفرنسية الإماراتية وبيير لولوش عضو لجنة الشؤون الدفاعية وممثل فرنسا الخاص بشأن أفغانستان وباكستان والسناتور فيليب ماريني رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية ودول الخليج والسيناتور سيرج داسو بالإضافة الى عدد كبير من رؤساء مجالس ادارة كبرى الشركات الفرنسية . (وام)