كثر الحديث فى الفترة الاخيرة عن ازمة اقتصادية كبيرة فى مصر و بسبب تدوال وسائل الاعلام للشأن المصرى اصبحت الازمة الاقتصادية المصرية مادة خصبة لكل حديث حتى ان كل اعضاء المنتدى من غير المصريين اصبحوا يتحدثو عنها و كان مصر دولة منهارة و مفلسة
هذا المقال يلقى الضوء حول حقيقة ازمة مصر الاقتصادية و لكن لنتعرف اولا على الاقتصاد المصرى
النظام الاقتصادى فى مصر قبل ثورة يوليو ا ى فى فترة العشرينات و الثلاثينيات و الاربعينيات من القرن الماضى كان نظاما رأسماليا قائما على الزراعة و بعض الصناعات و كانت مصر تتمتع برخاء و غنى الى درجة ان كثير من اليونانيين و الايطاليين جائو مصر للعمل حيث وصل تعداد اليونانيين و الايطاليين فى مصر الى مليون شخص تركز معظمهم فى القاهرة و الاسكندرية و المنصورة و بورسعيد و الغربية خاصة مدينة طنطا و اقرضت مصر انجلترا وقتها مبالغ وصلت الى 13 مليون جنيه مصرى حيث كان وقتها الجنيه المصرى يساوى 2 جنيه استرلينى و يساوى جنيه و نصف جنيه ذهب
و ظهر وقتها اقتصاديين عظماء من امثال طلعت حرب باشا الذى انشاء عدة مشاريع ضخمة فى مصر منها بنك مصر الذى انشئ 13 أبريل 1920 برأسمال مصرى 100%
و انشئ ايضا شركة مصر للغزل و النسيج فى منطقة كانت تسمى محلة روح فـى محافظة الغربية و بنى فيها مصنع ضخم للغزل و النسيج على مساحة 1000 فدان و ظلت تتوسع حتى اصبح المصنع مدينة كاملة بها كل الخدمات بما فيها اكبر ستاد كرة قدم فى مصر و افريقيا و الشرق الوسط حتى عام 1955 و سميت وقتها باسم المحلة الكبرى
شركة مصر للغزل و النسيج عام 1959
المحلة الكبرى عام 1980
مدخل مصانع المحلة و برج الساعة بنى عام 1926
مداخن مصانع المحلة و ستاد الكرة الخاص بالشركة
مساكن العمال بشركة المحلة للغزل و النسيج
كما انشاء بنك مصر و مؤسسه طلت حرب عدة شركات عملاقة منها مصر للطيران عام 1924 كثالث اقدم شركة طيران فى العالم و شركة مصر للتأمين و شركة مصر للسينما و عدة شركات اخرى وضعت الاقتصاد المصرى وقتها منافسا لاقتصاد انجلترا
ثم جائت ثورة يوليو و قام عبد الناصر بتأميم كل شئ فى مصر و انشأ الاف المصانع مما تسبب فى نسبة نمو وصلت الى 13,2% عام 1966
ثم جاء انور السادات و اعاد مصر للنظام الرأسمالى مرة اخرى و جاء عصر مبارك عصر الظلام حيث ترك الاقتصاد المصرى ىديره مجموعة من رجال الاعمال الخونة و الفاسدين و قام نظامه ببيع القطاع العام و شركاته و مصانعه التى انشأها عظماء مصر على مر مائة سنة و هنا تحديدا بدأ كارثة مصر الاقتصادية
قام نظام مبارك ببيع مصانع و شركات القطاع العام بأسعار بخسة جدا فعلى سبيل المثال لا الحصر
شركة النيل لحليج الاقطان بيعت بكامل اصولها و محالجها و مخازنها بمبلغ 600 مليون جنيه بينما تم تقدير مخازنها فقط التى يبلغ عددها 86 مخزن فى كل انحاء مصر بمبلغ مليار و 390 مليون دولار هذا غير المحالج و الاتها و المخازن الملحقة بها و يبلغ عددها 16 محلج موزعة على 11 محافظة بلغ تقدير سعرها عام 2014 مبلغ مليار دولار
هذه الشركة صدر حكم قضائى نهائى ببطلان بيعها و اعادتها للدولة
شركة مصر لصناعة الورق من مخلفات الارز و هى شركة رائدة انشئت بعد كفاح مرير لتحويل قش الارز الذى كان يشكل مشكلة ضخمة فى مصر و مشكلة بيئية هائلة الى ورق للكتابة و بلغت اصول هذه الشركة مليار دولار بيعت بمبلغ 360 مليون جنيه فقط
شركة النصر لصناعة السيارات التى انشئت عام 1956 لصناعة السيارات و الاوتوبيسات و الشاحنات على مساحة ضخمة حوالى 2,5كم مربع بما فيها مستعمرة للعمال و محطة معالجة مياه و محطة توليد طاقة كهربائية تم عرضها للبيع بمبلغ 500 مليون جنيه فقط بينما قدرت قيمتها قيمتها الفعلية مبلغ اربعة مليارات دولار و عندما فشلت عملية بيعها بسبب اعتراض الشعب تم فشالها و اغلاقها لمصلحة رجال الاعمال الذين لا يريدون منافسة
شركة سيماف و هى شركة النصر لصناعات السكك الحديدية و القاطرات و هى الوحيدة فى الشرق الاوسط فى هذا المجال مساحة مصانعها و منشأتها 3كم مربع تقرر بيعها كخردة و تحويل اراضيها لعمارات سكنية تدخل الجيش و قام بشرائها و ضمها للهئية العربية للتصنيع و اعيدت للعمل و قامت بتصنيع وحدات متو انفاق لصالح الخط الثالث و الرابع و الخامس لمترو انفاق القاهرة
شركة محلات عمر افندى و هى محلات تجزئة عريقة جدا انشئت عام 1856 لمنافسة محلات هارودز فى لندن ه بلغ عدد فروعها 102فرع فى انحاء مصر كلها بيعت لمتسثمر خليجى و قام ببيعها من الباطن لاحفاد مالكها الصلى و هو يهودى مصرى يعيش احفاده فى اسرائيل الان قاموا باغلاق المحلات و تشريد العمال و بلغ عددهم 20 الف عامل و صدر حكم باعادتها للدولة و تعذر التنفيذ لقيام الشارى ببيعها للاسرائيليين الذين يرفضون التنفيذ
المقر الرئيسى لعمر افندى صممه المعماري راؤول براندن (1878 - 1941)علي طراز الروكوكو عام (1905 - 1906) وهو مكون من ستة طوابق
[size=18.399999618530273]كل هذه الشركات السالفة بالاضافة لعدد 113 شركة تمتلك كل شركة عدة مصانع صدر ضدها احكام قضائية نهائية ببطلان البيع و اعادتها للدولة فقام اصحابها باغلاقها و تسريح العمال و السبب عدم قدرة الدولة بدفع ثمن هذه الشركات لاصحابها حيث قدرت المبالغ المطلوبة لعودة هذه الشركات للدولة حولى 300مليار دولار و هناك 200 شركة اخرى تنتظر دورها فى القضاء الذى سوف يحكم بعودتها للدولة لتنضم لسابقيها فى المصير الاسود الذى ينتظر الاقتصاد المصرى لان كل هذه الشركات سوف تتوقف مصانعها عن العمل و يشرد عمالها و ينضمون لطابور البطالة[/size]
نعود للغة الارقام
منذ قيام الثورة حتى الان توقف 60% من المصانع فى مصر كان يعمل بها 2 مليون عامل و كانت تشارك هذه المصانع حوالى 11% من دخل مصر القومى و تدفع ضرائب 60 مليار جنيه
اسباب توقفها هو احكام القضاء بعودتها للدولة و ايضا هروب اصحابها من رجال الاعمال اصدقاء مبارك و اولاده المعارضين للثورة الذين اغلقوها نكاية فى الثورة
[size=18.399999618530273]المبحث الثانى من ازمة الاقتصاد المصرى [/size]
[size=18.399999618530273] [/size]السياحة
تشكل السياحة فى مصر احد اهم مصادر الدخل القومى فى مصر و تسهم بحوالى 16%من الدخل القومى المصرى حوالى 24 مليار دولار )عام 2010 كسنة اساس) ك دخل مباشر للدولة بينما بلغت تقديرات الدخل الذاهب مبشرة للعاملين بالسياحة حوالى 30 مليار دولار اخرى و قدر عدد العاملين بالسياحة فى مصر 4 مليون شخص
بعد الثورة 25 يناير و ما صاحبها من اضطرابات تراجع دخل السياحة من 24 مليار دولار الى 150مليون دولار عام 2012 و 14مليون دولار فقططططط عام 2013/2014
مما تسبب فى عجز ضخم فى ميزانية مصر و تشريد 4 مليون شخص كانوا يعملون فى هذا القطاع هذا بالاضافة لخسائر اخرى لحقت بقطاعات مرتبطة ارتباط وثيق بالسياحة مثل عمليات البناء و التشييد للفنادق و المنتجعات حيث بلغت خسائر قطاع التشييد 7 مليار دولار سنوييا من 2010 الى الان
خسائر الصناعات المكملة لصناعة الفندقة مثل المفروشات الفاخرة للفناق و مستلزمات الاعاشة و المنتجات البلاستيكية للفنادق بلغت حولى 2 مليار دولار سنوى من 2010 الى 2014
بلغت خسائر صناعة السفن و الفنادق العائمة التى تبحر بالسياح على طول النيل من القاهرة و حتى بحيرة ناصر3 مليار دولار سنويا حيث انخفض بناء السفن الفندقية من 6 سفن سنويا فى فترة ما قبل الثورة الى صفر سفينة من بعد 25 يناير الى الان و المصيبة الاكبر هى هجرة عمال صناعة السفن هذه الى دول اخرى حيث كانت مصر من الدول الرائدة فى هذه الصناعة بعدد 6 ترسانات بحرية لبناء السفن منتشرة على طول مجرى النيل من جنوب القاهرة حتى محافظة سوهاج
صناعة الاوتوبيسات السياحية
هذه الصناعة تعتبر من الصناعات المرتبطة ارتباطا مباشرا بالسياحة فى مصر حيث بلغت عدد المصانع المنتجة للاوتوبيسات السياحية ستة مصانع بلغت استثماراتها 7 مليار دولار تنتج حوالى 5000 اتوبيس سياحى فاخر سنويا و يعاونها عدة مصانع مغذية اخرى بلغت حوالى 30 مصنع بعد ازمة السياحة اغلق 5 مصانع ابوابها و28 من المصانع المغذية بينما انخفض انتاج الاوتوبيسات من 5000سنويا الى 10 اتوبيس فقط سنويا و تشرد 42 الف عامل و مهندس
مما سبق يتضح ان ازمة مصر الاقتصادية بالرغم من شدتها الا انها ناتجة عن عوامل مؤقتة بالاضافة الى ان البنى التحتية من مصانع و عمال و خامات متوافرة و لكن ينقصها التشغيل مرة اخرى و لكن كيف?
هذا هو السؤال الصعب و اجابته عند القانونيين الذين عليهم ايجاد حل قانونى ينتشل مصر من كارثتها الاقتصادية
هذا الموضوع غير منقول و من كتابتى الشخصية معتمدا على عدة مصادر منها
تقارير البنك المركزى المصرى
وزارة السياحة المصرية
المركز القومى لادارة الازمات التابع لرئاسة الجمهورية
وزارة الاستثمار و التعاون الدولى
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%85%D8%B5%D8%B1_%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A3%D9%81%D9%86%D8%AF%D9%8A
http://en.wikipedia.org/wiki/Banque_Misr