مسجد " قلب الشيشان" أحد أكبر المساجد على الأرض الروسية. مآذنه هي الأعلى في روسيا، أما قبابه فأخفض قليلا من قباب مسجدي " سان بطرسبورغ" و" قازان" (بثلاثة أمتار فحسب). سمي هذا المسجد باسم الرئيس الأول لجمهورية الشيشان المفتي أحمد حاج عبد الحميد قاديروف الذي قتل أثناء استعراض في غروزني بالذكرى السنوية للانتصار على النازية، في التاسع من مايو/أيار، 2004.



افتتح " قلب الشيشان "، لإقامة الصلوات ورفع الدعاء في أثناء انعقاد المنتدى الإسلامي الدولي الثاني، تحت عنوان " الإسلام- دين السلام والمحبة والبناء"، يوم السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2008. أريد لهذا المبنى العملاق الرائع أن يعبّر عن نهوض عاصمة الشيشان من تحت الأنقاض ورماد الحرب، فكان له ذلك.
بدأت أعمال بناء المسجد في نهاية تسعينيات القرن الماضي، ولكنها توقفت أثناء العمليات القتالية التي شهدتها غروزني في خريف 1999، ولم تستأنف إلا مع حلول العام 2006. تمت العودة إلى بناء المسجد وفق مخطط جديد لعمارة أكبر وأجمل وأشد حضورا وتأثيرا. وكان مطلوبا من هذا المشروع أن يهيئ أرضية لعودة الأمن والسلام إلى الجمهورية التي نكبت بحرب طويلة مدمرة.
الرغبة في بناء جديد، هو أكثر من مجرد مسجد إضافي بين مساجد كثيرة مبنية في روسيا، بناء عبادة كبير ومريح وجميل، له خصوصيته وتفرده، يرمز في مبناه ومعناه إلى عودة السلام والأمان إلى أرض الشيشان، ولّدت طلبا لدى المصممين على بناء معبد إسلامي يخدم السلام والبناء في العاصمة غروزني التي لم يبق فيها حجر على حجر، ويزرع قيم المحبة والتآخي في قلوب الناس. وبالفعل انتهى المشروع إلى عمارة إسلامية مذهلة بأبعادها وجمالياتها وأصالتها.



جدران المسجد القائم في مركز المدينة، مغطاة من الداخل والخارج بنوع نادر من الرخام يسمى " ترافيرتين". هذا النوع من الصخور الجبلية المنقطة بحبيبات دقيقة استخدمت في بناء الكولوسيوم الروماني العهيد. للوهلة الأولى، تبدو جدران المسجد وكأنها رهيفة وضعيفة، لكنها على الرغم من كل " تطريزاتها" الدقيقة، مبنية بحيث تقاوم الزلازل التي تشهدها عادة أرض القوقاز.الزخرفة الإسلامية داخل المسجد، نفذها فنانون أتراك. قاموا بكتابة الآيات القرآنية بذهب خالص من العيار الأعلى بالحرف العربي. ومن أجل صناعة ثريات المسجد البالغ عددها ستا وثلاثين، تم استخدام عدة أطنان من البرونز وكيلوغرامين ونصف من الذهب الخالص، وكريستالات من نوع Swarovski الممتاز. الثريات العملاقة بتكويناتها المتعددة تمثل الصروح الإسلامية الأكثر شهرة: الكعبة في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة ومسجد قبة الصخرة في القدس الشريف. على القبة الرئيسية من الداخل، رسمت بالأحرف العربية، كلمات السورة الثانية عشرة بعد المائة من القرآن الكريم "الإخلاص" :" قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد ". محراب الجامع المفتوح، كما تقتضي التقاليد الإسلامية نحو مكة المكرمة، يبلغ عرضه أربعة أمتار وستين سنتمترا وارتفاعه ثمانية أمتار.



وهو مكسو برخام مرمرة الأبيض، الذي تعود شهرته إلى ماض قديم، وهو رخام مأخوذ من جزيرة في بحر مرمرة. هذا الحجر الزاهي مع الزجاج الملون بمختلف الأولان وطيوف الضوء وسويات الإنارة الثلاث في الليل يخلق داخل المسجد جوا من الغبطة والأبهة. يتسع المسجد لأكثر من عشرة آلاف من المصلّين في الآن نفسه، وأما في أيام الأعياد فينضم إليهم خارجه مئات الآلاف ممن يؤدون الصلاة حيث يتسع لهم المكان. ومما لا ريب فيه، فإن " قلب الشيشان" يحقق المعنى الكامن في الاسم الذي أطلق عليه، من حيث هو يجمع شعب جمهورية الشيشان المنبعثة من تحت رماد حرب مدمرة أتت على الحجر والبشر، ويوحّده.



إلى جانب " مسجد قلب الشيشان" أو " مسجد أحمد قاديروف"، تقوم الجامعة الحكومية الروسية، والمركز الروحي لإدارة شؤون المسلمين، والمكتبة الإسلامية، وكذلك عمارات السكن الطلابي الجامعي، إضافة إلى النزل والفنادق. فتكوّن هذه المباني مع مبنى المسجد الكبير مجمّعاً إسلامياً متجانسا تبلغ مساحته 14 هكتارا. وعلى الأرض الملاصقة للمسجد، تم إنشاء "حديقة الجنة" الغنّاء، بنوافيرها الجميلة وأزهارها الزاهية الأرجة، وفوانيس إنارتها الأخّاذة، ودروب التنزه الحالم فيها، على شاطئ "تيريك"، الرافد الأيمن لنهر "سونجا". بدأ بناء مسجد "قلب الشيشان"، حين كان أحمد قاديروف لا يزال حيا، ثم حمل اسمه بعد مماته. كان أحمد قاديروف قد اتفق مع خليل أورون رئيس بلدية مدينة قونية التركية على استخدام أفضل معلمي العمارة الإسلامية الأتراك في بناء مسجد "قلب الشيشان"، على مثال "المسجد الأزرق" (مسجد السلطان أحمد) الذي شيد في القرن السابع عشر في اسطنبول. أمّا وقد شيّد المسجد وافتتح وتقام فيه الصلوات اليوم، فمن المخطط له إنشاء محطة بث إذاعي وتلفزيوني خاصة به. صممت إنارة " قلب الشيشان" لتترك أثرا لا ينسى عند الناظر إليه، يضاعف هيبة مبناه الكبير وجمالياته: فالمستوى الأول من الإنارة، يضيء الجزء السفلي من المبنى، والثاني، ينير مواضع خاصة من العمارة، فيما الثالث يشكّل أضواء العيد المتلألئة.
يشغل مسجد "قلب الشيشان" مساحة خمسة آلاف متر مربع، ويتسع لعشرة آلاف من المصلين، وهذا العدد يفوق ما يتسع له مسجد كول شريف في كرملين قازان الذي قيل يوم افتتاحه إنه الأكبر بين مساجد أوروبا. يبلغ ارتفاع مآذن " قلب الشيشان"، 62 مترا.








http://arab.rbth.ru/arts/2013/05/04/22961.html

sniperegy كتب:

ما هي أحوال المسلمين في روسيا هل يعاملون بطريقه سيئه مثل بعض البلدان الأخري

الصورة بالنسبة لمسلمي روسيا ليست وردية خصوصا في العاصمة

و السبب الخلفية التاريخية لهم , فهناك مضايقات امنية تحدث

اما في مناطق المسلمين فبطبيعة الحال روسيا فدرالية , لن يتعرض لهم احد و هناك جمهوريات ذات اغلبية مسلمة , مثل معظم جمهوريات القوقاز .

لكن المسلمين هم جزء اصيل في روسيا الاتحادية , و سبق ان تولى احد المسلمين منصب رفيع وهو وزير الداخلية .

و في بعض الاحيان المسلمين هم من ياتون بالمشاكل لانفسهم , و بالطبع انت شاهدت تفجيرات الميترو الاخيرة و كم ذهب ضحيتها من الابرياء , و قبلها الكثير

و التهديد الذي يطال صورة روسيا الخارجية عندما يطلق البعض ممن حسب على المسلمين انهم سوف يفسدون هذا العرس الروسي , و انهم سوف يقتلون السياح , مما يشعر البعض بانهم ليسوا روس , وهذا ضد الانتماء و المواطنة في بلد متعدد الطوائف و الاديان و الاعراق .
لكن في الغالب يضمد جراح الامة كلمة علماء روسيا و اتحاد مسلميها و رؤساء الجمهوريات ذات الاغلبية المسلمة .

و تذكر ان في روسيا هناك طوائف اسلامية كثيرة , و كذلك المسيحين و اليهود , و بالنسبة للاعراق ايضا هناك الكثير من الاعراق و الانساب و الاجناس في هذا البلد .