اولا : عندما تريد دولة ما توجيه ضربة عسكرية الي دولة اخري فأن بداية التفكير يكون سياسيا ، اي بمعني اوضح ، دراسة الظروف السياسية المحيطه بالموضوع ومن ثم تقرير نوعية التدخل ، فمثلا دولة كامريكا قد تقوم بهجوم يعارضه مجلس الامن نفسه بناء علي انها القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية الاولي في العالم كما في غزو العراق 2003 ، ولكن بالتطبيق علي الحالة المصرية - الاثيوبية ، نجد ان هناك حالة من التشابك السياسي ، فمصر علي الرغم من كونها خطت خلال الاشهر القليلة الماضية خطوات كبيرة جدا في توضيح حقيقة السد للعالم شرقا وغربا وتضعيف موقف اثيوبيا في المحافل الدولية ، بل وبالداخل الاثيوبي وماتصريح البرلمان الافريقي منذ ايام قليلة مضت حول السد ببعيد ، ومع كل مايقال ، ومع كل مايصدر من البعض ، فمصر لن تخسر السودان ، والسودان لن تقوم بأي عمل يضر بمصر ، ولكن ابعد ماسنصل اليه هو ان لاتحدث ردود افعال عنيفة علي الضربة ، اي ان العالم سيشجب ويدين ثم يصمت ، وذلك بضربة مباغته وسريعة ، ولاينطبق هذا الوصف علي الضربة البحرية بالشكل الذي تتحدث عنه اخي الكريم ، وبالتالي فهي مرفوضه سياسيا .
وزير الخارجية المصري نبيل فهمي مع السيد وزير الخارجية السوداني علي كرتي في العاصمة السودانية الخرطوم
ثانيا : اذا انتقلنا الي النقطة الثانية وهي التخطيط لتوجية الضربة فعليا ، فأنك يجب ان تدرس الطبيعة الجغرافية للمكان الذي سوف تضربه ، ونتحدث في هذه الحالة عن هدف شمال دولة اثيوبيا ، واثيوبيا يفصلنا عنها دولة السودان الشقيقة ، وبالتالي فمن ضرب الخيال والمستحيل ان تفكر في هجوم بري ، ومن ناحية اخري اثيوبيا دولة حبيسة يفصلها عن شاطئ البحر الاحمر " اريتريا " وبالتالي فأن مسألة ضربة عسكرية بحرية لها تعتبر صعبة جدا اخي الكريم ، بخلاف امدية الصواريخ وهل ستصل الي هناك ام لا ؟ فمن باب اولي ان تدخر تلك الصواريخ لحالة نزاع مع دولة كاسرائيل مثلا ، بالاضافة الي وجود معسكر امريكي في جيبوتي لخدمة البحرية الامريكية ، ومع انه ليس نقطة تمركز وانما نقطة اعادة تزويد بالوقود والامدادات فمن الافضل عدم جر الشكل .
اثيوبيا دولة حبيسة مما يصعب توجية ضربة بالقوات البحرية الي هدف بداخلها الا امام دول تملك صواريخ جوالة مثل tomhawk وهي امريكا وبريطانيا
ثالثا : بدراسة الحلول المتبقية بناء علي استبعاد هجوم بري شامل ، والهجمة البرية التي قمت باقتراحها اخي اينشتين ، نري انه يبقي احتمال توجية ضربة جوية مباغته كحل ابرز ، ولقد وضعنا موضوعا كاملا عن سيناريوهات الضربة المحتملة ، وابرزنا اكثر من 7 امثلة قامت فيها طائرات من نفس النوعيات المصرية " الاف-16 والميراج-2000 " ، وبتجهيزات اقل لما تملكه مصر حاليا ، بتوجية ضربات في ظل وجود دفاعات جوية هي نفسها التي تملكها اثيوبيا ونجحت بنسبة 100 % ، ولذا فتبقي الضربة الجوية المباغتة هي الحل الامثل لهذه المشكلة اذا التوت وتعقدت .
رابعا : دائما ماتلفت نظري تقييم ايجابي :
- منجاوي كتب:
- عودة للسؤال. الجيش اﻹثيوبي ليس ندا من ناحية الكم و العدد للجيش المصري. لكن لا يمكن تصور سيناريو مواجهة كاملة بين الجيشيين لغياب الحدود البرية بينهم. اقصى شيء ممكن عمله بشكل سريع هو انزال مظلي (بالمروحيات) على منطقة السد و تفجيره او عمل اللازم. هذا العمل يتطلب امكانيات ضرب على مسافات لم يقم بها سلاح الجو المصري من قبل و انزال عميق جدا في دولة العدو و سيشكل تحدي لوجستي كبير.
أما لو ارادت مصر الهجوم برا فمن الممكن استخدام السودان او الصومال. استخدام الصومال سيكون باحتلال مناطق اوغادين و الضغط فيها على اثيوبيا.
لو افترضنا انزال مظلي كبير فمن الافضل استخدام طائرات النقل بدلا من المروحيات لاعتبار المدي ، ومصر تملك مجموعة ممتازة من هذه الطائرات كالسي-130 الامريكية التي يعرف العالم كله امكانياتها ، والرشيقة الاسبانية C-295 ، والاوكرانية انتونوف-74 ، هذه الطائرات اعدادها كبيرة وتوفر في طلعة عمليات واحدة نقل اعداد كبيرة من القوات الخاصة والمهندسين بل ومعدات النسف والقاءها في موقع السد ، والانزال لن يكون في عمق اثيوبيا كما تفضلت اخي العزيز - السد في اقصي الشمال لايفصله عن الحدود السودانية سوي 30 كم فقط ، ولكن يبنغي علينا التفكير في :
أ - كيف سيتم استرداد قواتنا التي تم ابرارها ؟ .
ب - ان رد الفعل الدولي سيكون اكثر حدة في ظل ضربة كهذه .
جـ - الخسائر ستكون اكبر من الضربة الجوية بكثير .
د - مسألة وقوع اسري وماستجره من مشاكل .
السودان الشقيق لن يسمح لمصر باستخدام اراضيه او اجوائه للقيام بعمليات ضد اثيوبيا ، وهذا حق له فهو دولة ذات سيادة والحكومة لها الحق في تقرير مصالحها ، اما ان نقوم نحن باستخدام اوجادين فهو امر مستبعد تماما واطرح اليك هذه النقاط :
أ - التكلفة الباهظة مقارنة بتوجية ضربة جوية .
ب - الخسائر مقارنة بتوجية ضربة جوية .
جـ - استنزاف وحدات كبيرة من الجيش في حرب ليس ذات طبيعة الحرب المفترض انها التهديد الاول لنا " مع اسرائيل " ، بدلا من تدريبها ورفع الكفاءة واستكمال النقص وادخال وحدات واسلحة جديدة ، وهو خطأ حدث في اليمن في الستينات من قبل ولاداعي لتكراره ، وقيادة الجيش من يومها ادركت ذلك ولم تكرره ، اما مسألة الاستقرار في قاعدة دائمة فهو امر مختلف كليا ، ويمكننا التفكير فيها بجدية ، ومع انها ستكون اكثر كلفة ففوائدها ستكون اكثر من تكاليفها اضعاف مضاعفة ، بالمناسبة اعتقد اننا جميعا نعرف ان امكانيات الجيش اقتصاديا كبيرة ، واذا تواجد هناك ربما سيحول القاعدة لمصدر ربح لا العكس ، فيمكنه تمهيد طرق لحكومة الدولة المستضيفة ، بناء كباري ، مستشفيات ، تدريب قواتها المسلحة ، بناء معسكرات لها ، والعديد من المميزات الاخري ، يجب ان نعلم اننا نتكلم عن جيش كبير وله كيانه وامكانياته .
لذا يكون من الانسب استخدام اوجادين للضغط علي اثيوبيا بامداد الناس هناك بالسلاح والاموال وووو ، وهناك اكثر 10 عرقيات واثنيات داخل اثيوبيا ذاتها يمكن اذكاء روح الاستقلال بداخلها ، خصوصا انها عرقيات كبيرة واعدادها ضخمة ومنها ماهو منتشر في اكثر من دولة ، لذا يمكن تشجيع تجميعهم واذكاء روح القومية بداخلهم .
السي-295 المصرية
خامسا : من يتحدث عن ان مصر ليست بالحجم الذي يهدد اثيوبيا ، لن اعطيه مقارنة يعرفها الجميع بين البلدين ، فقط اعطيه سؤال واحد اريد اجابة منطقية عليه ، اذا كان الامر كما تقول فلما عندما كان الوضع مستقرا في مصر في عهد السادات ومبارك لم تستطيع اثيوبيا ان تضع طوبة واحدة في هذا السد او تزيل مترا واحدا من الرمال من مكانه ؟ .
سادسا : حقيقة اشكر جميع الاخوة العرب الذين ابدوا وقوفهم مع الموقف المصري في الموضوع وابدائهم استعدادهم الوقوف بجانب مصر ، وهو ماسينعكس بالضرورة علي موقف الحكومات العربية اذا وجهت مصر ضربة لاثيوبيا ليقف العرب صفا واحدا لتغطية الموقف المصري ، ونستعيذ الذكري الحلوة في اكتوبر 1973 ، حيث لم يشرب العرب بترولهم كما قالت جولدا مائير بترولهم قبل الحرب ، وكانت اكتوبر حربا وشها وش خير علي الخليج حيث ارتفع سعر برميل البترول وزاد التقدم الاقتصادي ، وكأن الحق يجزي الاشقاء خيرا لوقوفهم بجوار الحق .
سابعا : الاخ Intelligence Z ليس من اللائق وصف احد زملائك في المنتدي بالحقد ، سيتم تحويل الامر للمحكمة لابداء الرأي .