حقوق الانسان الاممية قلقة من استمرار حرمان سكان واشنطن من حق التصويت
اعربت لجنة حقوق الانسان التابعة لمنظمة الامم المتحدة عن القلق من استمرار حرمان سكان واشنطن من حق التصويت وعدم امتلاك نائب لهم في الكونغرس، داعية الادارة الاميركية لانهاء هذا الحرمان.
وقالت لجنة حقوق الانسان في تقريرها الذي جاء استنادا الى المادة 25 من ميثاق الحقوق المدنية والسياسية انها قلقة من استمرار حرمان سكان واشنطن من حقهم في انتخاب نائب يحظى بحق التصويت في مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين، وخاطبت الادارة الاميركية صراحة بانه عليها منح سكان واشنطن حق التصويت.
ولا يتمتع سكان واشنطن بحق التصويت وامتلاك نائب في الكونغرس ولم تفلح احتجاجاتهم لحد الان بشان انتهاك ابسط حقوقهم الديمقراطية اي "لكل شخص صوت".
ووفقا للبند 25 من ميثاق الحقوق المدنية والسياسية والذي تعتبر اميركا احد موقعيها "فان لكل انسان الحق بالمشاركة في الشؤون العامة بصورة مباشرة او بواسطة نواب يتم انتخابهم بحرية وان يدلي كذلك بصوته ويُنتخب في الانتخابات الدورية".
ونظرا لحرمان سكان واشنطن من المشاركة في ادارة شؤون بلادهم والمشاركة في الانتخابات فان لجنة حقوق الانسان اعتبرت الادارة الاميركية منتهكة لابسط مبادئ حقوق الانسان، داعية الى تغيير هذا الوضع.
ويرى خبراء ومراقبون سياسيون بان هذا الحرمان يعود في جذوره الى السياسات العنصرية للادارة الاميركية، اذ انه حسب الاحصائيات يشكل السود الافارقة اكثر من 60 بالمائة من سكان واشنطن ومن المحتمل ان حرمانهم من حق التصويت يعود الى لونهم.
في العام 1961 وبعد تعديل الدستور اصبح لدى سكان واشنطن للمرة الاولى الحق بالتصويت في الانتخابات الممهدة لانتخابات الرئاسة. وينتخب سكان واشنطن عمدة ومجلسا لمدينتهم لتسيير الشؤون الحياتية فيها غير ان القرارات الصادرة عنهم تبقى رهنا بالكونغرس الذي يملك حق التدخل والغاء تلك القرارات او تعديلها.
ولكن لم يتم السماح لسكان واشنطن حتى بان يكون لهم نائب من دون حق التصويت.
وتمثل السيدة الينور نورتون سكان واشنطن في مجلس النواب الاميركي والتي تحضر الجلسات وتستمع الى النقاشات الا انها لا تحظى بحق التصويت والمشاركة في اتخاذ القرار.
في العام 1998 اسس سكان واشنطن حركة بعنوان حركة التصويت لواشنطن دي سي لتتابع بصورة منتظمة مسالة حقوقهم الاساسية الا ان هذه الحركة لم تفلح لحد الان في احقاق هذه الحقوق.
وفي الرد على احتجاجات وانتقادات سكان واشنطن تدعي الادارة الاميركية من جانب بان لهذه المدينة حالة مستقلة وليست مرتبطة باي ولاية وهي من جانب اخر لا تعتبر ضاحية وولاية ليكون لها نائب يمثلها، حيث جاء في البند الاول من الدستور الاميركي بان نواب الكونغرس يُنتخبون من قبل سكان مختلف الولايات.
ايلير جركا الرئيس الموقت لحركة التصويت لواشنطن دي سي وفي تصريح ادلى به لصحيفة "كيهان الدولية" في 8 اب /اغسطس عام 2009 ، رفض هذا الادعاء المطروح من جانب الحكومة الاميركية وقدم استدلالا لافتا، اذ قال ان سكان واشنطن يدفعون مليارات الدولارات سنويا كضرائب وقد جاء في الملحق السادس عشر للدستور ان الضرائب تجبى من سكان الولايات، ويعتبر شعار "لا ندفع الضرائب من دون نائب يمثلنا" من الشعارات الاساسية للحركة.
وترى جركا انه وفقا للملاحظة 17 من القسم الثامن للمادة الاولى من الدستور الاميركي، انه حتى الكونغرس يمتلك القدرة على حل هذه المشكلة الحقوقية ولها الصلاحية والقدرة على احياء حق التصويت لسكان واشنطن وليست القضية هي ان واشنطن ولاية ام لا.
وقالت جركا، ان اميركا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحرم سكان عاصمتها من حق التصويت في سلطتها التشريعية، ونحن بحاجة الى دعم الشعب الاميركي والمجتمع العالمي لتغيير وضع واشنطن.
ويعتبر اعضاء حركة التصويت لواشنطن جهل الشعب الاميركي وشعوب العالم ازاء اوضاعهم العامل الاساس لهذا الحرمان، وقد ارسلت هذه الحركة في تقريرها الاخباري الاخير خبر ادانة الحكومة الاميركية من جانب لجنة حقوق الانسان التابعة لمنظمة الامم المتحدة الى سكان واشنطن واحرار العالم داعية اياهم لدعم الحركة.
يذكر ان وزارة الخارجية الاميركية تقوم سنويا باصدار تقارير حول حقوق الانسان في الدول الاخرى، متهمة معارضيها ومنافسيها الدوليين بانتهاك حقوق الانسان.
arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9212193806