كشف مصدر دبلوماسي رفيع، أن زيارة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الجزائر يوم الأربعاء الماضي، ولقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تضمنت إلى جانب الشق الاقتصادي ملفات أمنية وسياسية هامة، كما سمحت بالاتفاق نهائيا على تجسيد استثمارات قطرية في الجزائر تفوق قيمتها 6.5 مليار دولار في قطاعات الحديد والصلب والبتروكيماء والمناجم وصناعة السيارات واللوجستيك والطاقة.
وتقام الاستثمارات بكل من جيجل وسوق أهراس وتبسة وبومرداس، متمثلة في إقامة مشروع مشترك مع سوناطراك في مجال البتروكمياء، واستغلال مناجم ذهب في منطقة تمنراست، ومركب للأسمدة الفوسفاتية والأزوتية في ولاية سوق أهراس، فضلا عن مركب للإمداد بولاية بومرداس وسط البلاد، لضمان خدمات التخزين ومعالجة السلع والتبريد والاستيداع لتكون أول قاعدة لصناعة اللوجستيك في الجزائر، كما تم الاتفاق مبدئيا على إقامة 5 محطات إمداد أخرى على مستوى شرق وغرب البلاد بالتعاون بين شركة الخليج للمخازن، والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري التي تمثل الحكومة الجزائرية في المشروع.
وأضاف مصدر "الشروق"، أن زيارة أمير قطر إلى الجزائر مكّنت من الاتفاق على عقد اللجنة العليا القطرية ـ الجزائرية بالدوحة، خلال النصف الثاني من العام الجاري على مستوى رئيسي وزراء البلدين، بعد 5 سنوات من عقد الدورة الأولى في جانفي عام 2010 بالجزائر، قبل اندلاع ما يسمى الربيع العربي الذي كان لقطر دور في دعم ما حدث في كل من تونس وليبيا ومصر وحتى سوريا، الأمر الذي خلّف توجسا لدى الجزائر وخاصة بعد صدور تسريبات استخباراتية غربية عن دور قطري في أزمة شمال مالي، وعلاقات بعض الحركات المالية مع جهات ذات صلة بفرنسا وقطر.
وإلى جانب التسريبات التي تحدثت عن دور قطري في أزمة شمال مالي، ذهبت مراكز غربية إلى درجة الربط بين أحداث تيغنتورين والوضع في شمال مالي، وهو ما سارعت قطر إلى نفيه في حينه بقوة.
وأكد المصدر، أن أمير قطر أبلغ القيادة الجزائرية رسميا بالتوجهات الجديدة للدوحة، والتي تختلف إلى حد بعيد عما كانت عليه قبل سنة، وخاصة بعد التوتر الحاد في علاقات الدوحة مع دول الخليج. وشدد المصدر على أن القيادة القطرية، تعلق أمالا كبيرة على العلاقة الممتازة للرئيس بوتفليقة، بالقيادات الإماراتية والسعودية من أجل لعب ورقة تهدئة بين هذه العواصم والدوحة.
وكشف المتحدث أن رسائل حسن النية القطرية كانت قوية جدا مما سمح للجزائر بالموافقة على منح اعتماد لقناة الجزيرة القطرية، بتغطية الانتخابات الرئاسية القادمة بعد حوالي 15 عاما من غلق مكتب القناة بالجزائر، وتعتبر خطوة تغطية الانتخابات الرئاسية مرحلة أولى في انتظار موافقة رئيس الجمهورية، نهائيا على إعادة فتح مكتب القناة بالجزائر.
ومنذ وصول الشيخ تميم إلى الحكم في الدولة، شرعت القناة في تلطيف خطها الافتتاحي في الكثير من القضايا ذات الصلة بالمشهد العربي، في سياق السياقات الجديدة للسياسة الخارجية للدولة، التي تضررت كثيرا عربيا منذ اندلاع أحداث الربيع العربي التي لعبت القناة دورا كبيرا فيها.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/200558.html