اولآ: ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﻳﻮﺑﻲ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﻤﻈﻔﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ
(589 - 532 ﻫـ 1138 /
1193 - ﻡ)، ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ
ﺑﻠﻘﺐ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ
ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻳﻮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺣﺪﺕ ﻣﺼﺮ
ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ،
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ 262 ﺳﻨﺔ ﻗﺎﺩ
ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺪّﺓ ﺣﻤﻼﺕ
ﻭﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺠﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ، ﻭﻗﺪ
ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ
ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺰﻡ
ﺟﻴﺶ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ
ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﻄﻴﻦ ﻟﻴﻌﻠﻦ
ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺛﺎﻧﻲ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ
ﺍﺣﺘﻞ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺣﺮﺭﻫﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺛﻢ ﺍﺗﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ
ﻓﺎﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺍﺑﺸﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ
ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﺎﺗﻲ ﺻﻼﺡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻣﺜﺎﻝ
ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻜﻲ
ﻳﺤﺮﺭﻭﻥ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ
ﻧﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ .
ثانيآ : ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ( 20 ﺃﺑﺮﻳﻞ
1429 - ﻣﺎﻳﻮ 1481 )
ﻫﻮ ﺳﺎﺑﻊ ﺳﻼﻃﻴﻦ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺳﻼﻟﺔ
ﺁﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻳُﻠﻘﺐ، ﺇﻟﻰ
ﺟﺎﻧﺐ "ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ"، ﺑﺄﺑﻲ
ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ،
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ
ﺃﺿﻴﻒ ﻟﻘﺐ "ﻗﻴﺼﺮ" ﺇﻟﻰ
ﺃﻟﻘﺎﺑﻪ ﻭﺃﻟﻘﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻠﻮﻩ
ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣًﺎ ﻋﺮﻓﺖ
ﺗﻮﺳﻌًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳُﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ
ﻗﻀﻰ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺃﺣﺪ
ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧًﺎ ﻭﻧﻴﻔًﺎ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﻋﻨﺪ
ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻫﻮ
"ﻓﺎﺗﺤﺔ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ، ﻓﻮﺣّﺪ
ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ، ﻭﺗﻮﻏّﻞ
ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ.
ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺩﻣﺠﻪ ﻟﻺﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻌﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ. ﻳُﻼﺣﻆ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺃﻭﻝ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﺮﻛﻲ
ﻟﻠﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﻡ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻮ
"ﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ
ﺧﺰﺭﻳﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺷﺒﻪ ﺭﺣّﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﺳﻬﻮﻝ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ. ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﻭﻣﺤﺒًﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ،
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻲ:
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ،
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺼﺮﺑﻴﺔ،
ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ، ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ.