للمرة الأولى، يتم الإعلان في روسيا عن خطط لإنشاء طائرة نقل عسكرية جديدة (PAK TA). ويرى الخبراء أنه لن يَتَسَنّى بناء طائرة مثالية مباشرة، لكونها تحتاج أبحاثاً كثيرة وعملاً دؤوباً. ولابد من إيلاء اهتمام خاص للمعدات الإلكترونية والمحركات.
دأ العمل في روسيا على تطوير منظومة جوية مستقبلية (بيريسبيكتيفني أفيا كومبليكس، اختصاراً: باك - PAK) من طيران النقل (ترانسبورتنايا أفياتسيا، اختصاراً: ТА). وعلى غرار غيره من المشاريع المشابهة PAK FA (FA فرونتوفايا أفياتسيا- الطيران المقاتل ) و PAK DA (DA دالانايا أفياتسيا- الطيران بعيد المدى، أو الاستراتيجي) حصل المشروع الجديد على التسمية الرمزية: (PAK TA). وسَيُعْرَض المشروع الجديد في المقام الأول على وزارة الدفاع.
ومن المنتظر أن ينتهي العمل على المشروع حتى نهاية العقد المقبل. وهذا ما صرح به المدير العام وكبير المصممين للشركة المساهمة العامة (إيل) فيكتور ليفانوف: "لا يوجد بعدُ اسم دقيق لهذا المشروع، وحالياً نسميه اصطلاحاً (PAK TA)- منظومة جوية مستقبلية من فئة طيران النقل. ولا يزال المشروع في إطار الخطط المستقبلية المزمع إنجازها حتى العام 2030". ووفقاً لأقوال ليفانوف، فإن المواصفات التي يجب أن تتمتع بها الطائرة (PAK TA) سيتم تحديدها بدقة بعد التشاور مع الزبائن المحتملين.
مشروع ضروري لكنه يتطلب حجماً هائلاً من العمل
المعلومات حول هذا المشروع تظهر للمرة الأولى. يشير الخبراء إلى أن النموذج المُطَوَّر والمستخدم حالياً من طائرة (إيل- 76) قد عفا عليه الزمن. وأعرب بطل روسيا ونائب رئيس المركز الحكومي للطيران الاختباري، الطيار التجريبي البارز إيغور ماليكوف عن قناعته بأن مشروع (PAK TA) ضروري بدون أدنى شك وسيلقى إقبالاً أكيداً. يقول إيغور ماليكوف: "على الرغم من أن طائرة (إيل-76) قد جرى تطويرها، إلا أنها بدأت تخسر مواقعها. فضجيجها مرتفع ومعداتها باتت قديمة. وتسجل تراجعاً في العديد من المؤشرات الأخرى. ولذلك، نحن بحاجة إلى طائرة نقل جديدة".
وحسب كلامه فإن مرآب طائرات النقل (AN-12) قد استُنفذ بالكامل تقريباً. يقول ماليكوف: "لم يبق من هذه الطائرات إلا النزر اليسير، وكل ما نقوم به هو محاولة إطالة عمر خدمتها ولذلك، فإن روسيا بأمس الحاجة لطائرة النقل الجديدة". وفي الوقت نفسه، يرى الخبير أن الوقت اللازم لانجاز العمل والذي تحدث عنه فيكتور ليفانوف كاف تماماً مع الأخذ بعين الاعتبار التكنولوجيا المعاصرة للتصميم باستخدام الكمبيوتر. أما ما يتعلق بالمعدات الإلكترونية، فهنا لا بد من بذل الجهود لتدبر الأمر". فمثلاً، إذا كنا سنصمم محركاً جديداً مبدئياً، فإن تصميمه سيستغرق فترة أطول بعدة مرات من تصميم الطائرة نفسها.
ومن بين المواصفات الأساسية التي يجب على طائرة (PAK TA) أن تتمتع بها، أشار ماليكوف إلى أن الطائرة الجديدة يجب أن تكون اقتصادية ومنخفضة الضجيج. لأن الطائرة لن تُسْتَخدم داخل البلاد وحسب، بل ستباع في الخارج أيضاً، حيث يولى اهتمام بالغ الدقة لمثل هذه المواصفات. يقول الخبير: "بطبيعة الحال، سيتعين علينا تحديد حجم البضائع المنقولة. ويجب تقييم حجوم النقليات المنفردة. وعليه يمكن تصنيع طائرة كبيرة، أو أقل حجماً. إحدى هذه الحالات عندما تحتاج وزارة الدفاع لنقل دبابة من مكان لآخر. إن الآليات التي تسير على الأرض تمتلك نماذج مختلفة من قمرات القيادة. وهذا ما سيحدد حجم جسم الطائرة المستقبلية". كما ينبغي للطائرة أن تَعْبُرَ نصف روسيا تقريباً معتمدة على تزويد واحد بالوقود.
بين قديم لا أمل من تطويره وجديد بالمطلق لا سبيل لبلوغه
يرى الطيار التجريبي ميخائيل ماركوف الحائز لقب الاستحقاق لطياري روسيا، أن المعايير التي ستتوفر في المنطومة الجديدة ينبغي أن تحددها معاهد البحوث العلمية خلال عام أو اثنين، وهي القادرة على تحليل الاتجاهات المعاصرة في بناء الطائرات. يقول ماركوف: "من الواضح أنه من الصعب الحصول على نموذج جيد ومكتمل من المرة الأولى. لا يجوز ابتكار شيء جديد بالمطلق. وستبدأ عملية التحديث الشاملة من التفاصيل الصغيرة". ويشير في الوقت نفسه، إلى أنه من السخف تحديث تصميمات قديمة عفا عليها الزمن أو التفكير بإنشاء منتج جديد مبدئياً بالكامل. فكلا الاحتمالان خاطئان، ويضيف واثقاً: "من المستحيل صنع شيء جيد ثم تجلس ثلاثين عاماً وفجأة تقرر إنشاء شيء جديد. فعملية التحديث ينبغي أن تسير بالتدريج ولكن بشكل مستمر. وهذا بمقدور المعاهد العلمية الجدية".
ينما يرى أوليغ سميرنوف الحائز لقب الاستحقاق لطياري روسيا ورئيس لجنة الطيران المدني لهيئة الرقابة الفيدرالية في مجال النقل "روسترانسنادزور" أنه قبل أن يتم إنشاء (PAK TA) ينبغي دراسة الطلب على هذه الطائرة. ويعتقد سميرنوف أن الشركة المساهمة العامة (إيل) لم تدرس حتى الآن احتياجات العملاء المحتملين. علاوة على ذلك، فإن سميرنوف على قناعة بأن الإفصاح عن معلومات حول (ПАК ТА) كان ينبغي أن يتم في وقت لاحق، عندما يصبح مفهوماً كلفة النسخ الأولى من الحجوزات. ويضيف: "على مدى السنوات العشرين الأخيرة، شهدنا العشرات من مثل هذه النوايا. ولكنها للأسف لم تُؤدّ إلَّا إلى تدمير صناعة الطائرات الوطنية".
http://arab.rbth.com/technology/2014/03/31/pak_ta_26613.html