السلام عليكم
كيف حالكم | اردت اليوم وضع موضوع حول العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر واعلم ان كثيرا من اخوتنا العرب لا يعرفونها
........................................................................................................................
العشرية السوداء
لعشرية
السوداء , سنوات الجمر , تعددت التسميات لحقبة مرة بتاريخ الجزائر
المعاصرة والتي يجهلها معظم العالم حتى الجيران نلقي نظرة على عن هذه
الفترة بمنظور عسكري بعيدا عن السياسة وأسبابها .
صحيح إن الكثير إذا لم نقل 99 بالمائة من الشعوب العربية تجهل ما حصل
بالجزائر حينما دخلت مرحلة سوداء أتت على البشر و الشجر و لم يسم منها لا
رضيع ولا شيخ وإعادة الدولة إلى الوراء ب 40 سنة مرورا ب 3 مراحل أساسية .
1 – 1992 – 1997 أسوأ مرحلة .
2- 1997 – 2002 مرحلة الحقيقة و انكشاف الكذبة الكبرى .
3 – 2002 – إلى اليوم عودة الحياة .
المرحلة الأولى :
بدأت الجماعات المسلحة المنسلخة عن أحزاب إسلامية كبيرة في
محاولة لبناء " الدولة الإسلامية " بعد فشلها سياسيا مستفيدة من عدة عوامل
كان على رأسها الدعم الشعبي حيث كانت تلك الفئة تستفيد من النزعة الدينية
للمجتمع من اجل التحريض وبناء قاعدة متميزة تحت الستار السياسي و الدعم
الخارجي الديني والسياسي والمالي ومن ابرز عوامل ظهورها بقوة :
-الاستعداد الجيد للتنظيمات المسلحة من حيث التدريب والتسليح حيث استفادة من خبرة المقاتلين في حرب تحرير أفغانستان
- عامل الطبيعة الجبلي في الشمال ألذي كان يوفر غطاء وملاذ جيد للمقاتلين – مثل المجاهدين إبان ثورة التحرير - .
-الاستفادة من الحالية الاقتصادية المزرية للدولة والتي كانت تمر بحالة إفلاس .
-كسب تعاطف فئة كبيرة من الشعب بالاستفادة من المادة الدينية و من الفتاوى الغير دقيقة من خارج الوطن .
من جانب أخر كانت الأجهزة الأمنية تعاني كثيرا حيث كان الجيش مدرب لخوض
حروب نظامية داخل الصحراء ولم تكن تتوفر فرق خاصة بمكافحة الإرهاب بالإضافة
إلى نقص الشديد في عدد موظفي الأمن و الشرطة وضعف التسليح بسبب الأزمة
المالية الخانقة التي كانت تمر بها البلاد إضافة إلى انهيار الاتحاد
السوفيتي الممول الرئيس للأسلحة .
سير العمليات :
كانت البداية باستهداف أفراد الشرطة والمراكز الحكومية و تصفية
الأفراد عسكري و طيارين حيث تم الإفتاء بأن كل موظفي الحكومة كفرة .
ولم تكن الشرطة قادرة على ردعهم بسبب التسليح وأيضا إن تدريب الشرطة لم
يكن لمواجهة جماعات مسلحة بأعداد هائلة والذي بلغ سنة 1994 حوالي 40000 –
أربعين ألف – مسلح مستفيدين من التحاق أعداد كبيرة من الشباب مما اضطر
وزارة الدفاع إلى إقحام الجيش في هذه المعركة .
لكن الأمور لم تسر على خير حيث كان الجيش يعاني من مشاكل عميقة جدا
أهمها ضعف التسليح و وتعداد أفراده الذي كان معظمهم يعمل لدى الوحدات
الرئيسية على الحدود كما عنا من مشاكل كبيرة في توفير الذخيرة – حيث اضطر
الجيش لاستخدام الذخيرة في المخازن الإستراتيجية – بالإضافة إلى الحظر
الدولي على بيع الأسلحة بحجة الوضع الداخلي المتدهور و رفض معظم الدول
العربية تقديم مساعدات للجزائر بسبب موقفها من حرب الخليج والصحراء الغربية
باستثناء العراق الذي كان هو الأخير يمر بحالة حصار لكن هذه لم يمنع أن
يقدم مساعدات كبيرة للجزائر تتمثل في أموال وكذلك سوريا – الدول الوحيدة -.
في الوقت الذي وقفت فيه بعض الدول العربية إلى جانب الجماعات المسلحة
بمدها بالأسلحة وفتح الحدود لتسهيل عملية تهريب الأسلحة لها – حتى أن بعض
القادة استقبلوا قادة الجماعات المسلحة - .
بينما عرضت دول غربية عن مساعداتها حيث قامت الصين بإعطاء الجزائر ترخيص ببناء مصنع لأسلحة الكلاشينكوف و الذخيرة .
بينما قدمت تركية و جنوب إفريقيا ودول مثل أوكرانيا و بيلاروسيا عربات مصفحة ووافقت على أن تتلقى ثمنها في وقت لاحق .
كما أن الحاجة جعلت الجيش يقرر بناء قوات شبه عسكرية تلقب بالدفاع
الذاتي – الباتريوت – وهم أشخاص متطوعون يعملون على حماية قراهم من هجمات
الجماعات الإرهابية في المناطق النائية لكن بسبب الأزمة المالية كانت
أسلحتهم عبارة عن أسلحة قديمة و بعضها خرج من الخدمة بسبب عدم توفر المال
لاقتناء أسلحة جديدة .
اعتمدت الجماعات المسلحة على عدة عوامل ساعدتها على تأدية عملها على هذا النحو :
1 – القيام بعمليات تفجير و قتل داخل المدن مما اضطر إلى سحب الدرك والشرطة إلى داخل المدن .
2 – تنفيذ عمليات ضد الجيش و هذا بتفجير العبوات الناسفة و بواسطة
القذائف بالاستفادة من خصائص الطرقات التي تكون بين جبال غابية كثيفة حيث
كان أفراد الجيش داخل القوافل لا يرون شيء سوى الرصاص الذي كان يخترق
الشاحنات بسبب عدم توفر عربات مصفحة و صعوبة ملاحقة المهاجمين
3 – قتل و تصفية عائلات أفراد الجيش و الشرطة لدفع الشباب لعدم الالتحاق بصفوف الجيش – عدد كبير منهم قتل داخل بيته من طرف أخيه -.
4- العامل النفسي حيث كان في مناسبات كثيرة يسقط مسلحون برصاص أخوتهم من
أفراد الجيش مع وجود الكثير من الحالات كانت العائلة الواحدة تحتوي على
جندي و إرهابي .
5 – الوضع السيئ على الحدود والذي كان يجبر إبقاء الجنود المدربين في الوحدات القتالية ووضع المجندين الجدد في مهمة مكافحة الإرهاب .
6 – التجهيز الجيد للجماعات المسلحة حيث كان في عديد المناسبات تتوفر
تلك المجموعات على أسلحة أكثر تطور من الجيش بينها أجهزة رؤية ليلية والتي
لم تكن متوفرة لدى الجيش الجزائري .
7 – تلغيم الطرق و الغابات لمنع تقدم أفراد الجيش داخل الجبال بواسطة الألغام المضادة للأفراد .
8 – عجز الدولة على استخدام أسلحة مؤثرة مثل المروحيات الهجومية التي لم
تكن متطورة وغير قادرة على العمل ليلا أو المقاتلات والتي يمنع استخدامها
داخل الوطن لأي سبب كان .
9 – عدم القدرة على استخدام المدفعية بسبب طبيعة الغابات حيث كانت 3 من 5
قذائف هاوون لا تنفجر عند استخدمها بسبب طبيعة الأرض الطينية و التي كان
يستفيد منها الإرهابيون لصناعة قنابل و عبوات ناسفة وتفجيرها على الطرقات
كما لم يكن هناك مجال لاستخدام المروحيات بسبب عجز الطيارين عن رؤية
الأهداف بسبب الطبيعة الغابية الكثيفة .
10 – غياب فرق خاصة لمكافحة الإرهاب ولم يكن هناك لمثل هذا المفهوم حيث
إن مكافحة الإرهاب كانت عني جماعات تتألف من بعضة افردا إلى عشرات وليس
مئات وآلاف .
11- عدم القدرة على استخدام أسلحة مؤثرة الغير تقليدية بسبب تشدد
القيادة على ضمان امن الأطفال والنساء الذين كان يستخدمهم المسلحون كدروع
بشرية تحول دون قصف - الكازمات – وهي عبارة عن مغارات تحت الأرض يتخلله
الأنفاق تموه مداخلها بالأعشاب مما كان يعرض حياة الجنود للخطر بسبب عمليات
الاقتحام ومحاولة التحرير .
11 – غياب أي مبادرة من جانب عملاء الدين خارج الجزائر و اقتناع أفراد
تلك الجماعات بما يسمى بمفتي الجماعة – أشخاص منهم يحسنون الكلام و استغلال
مشاعر الشباب - .
المرحلة الثانية :
خلال المرحلة الأولى نجحت قوات الأمن في القضاء على الجزء الأكبر من
المسلحين إلى جانب اعتقال عدد كبير منهم مما أدى إلى استسلام قياداتهم إلى
جانب سخط الشعب عليهم والذي خرج سنة 1997 في مسيرات احتجاجية جابت كل أقطار
الوطن تندد بهم وتصفهم بالارهابين مما أطفأ أخر شمعة لهم مع بداية عدد من
الدعاة و رجال الدين يعتبرون ما حصل هو إجرام و تخريب .
ولكن بعض المتشددين انسلخوا عن الجماعات الرئيسة والذين اخذوا على
عاتقها الإفتاء بأن - الشعب كافر – ويجب القضاء عليه لتبدأ مرحة أكثر قتامه
من الأولى وهذا باستهداف المواطنين و الأمن على حد سواء حيث كانوا يقومون
بإبادة قرى بأكملها و استخدام أسلوب التفجيرات داخل الأماكن العامة و حتى
المساجد م تفريق أنفسهم بين الشمال والجنوب في محاولة إلى تشتيت انتباه
الأمن .
لكنهم تلقوا ضربات موجعة كانت أكثرها دموية مقتل كتيبة كاملة منهم في
أول عملية للقوات الخاصة التي تم تشكيلها سنة 1997 من نخبة أفراد الجيش
وقتل في تلك العملية حوالي 300 مسلح من المجموعة المسلحة .
المرحلة الثالثة :
شهدت هذه الفترة بداية الاستقرار داخل الوطن حيث تم القضاء على ما نسبته
85 بالمائة من المسلحين كما استأنف الجيش تطوير نفسه بعد تحسن الاقتصاد
الوطني و رغم هذا لم تنتهي الجماعات المسلحة نهائية فاستمرت بتوجيه ضربات
من حين لأخر عبر تفجير العبوات الناسفة ولكن بعد فشل هذا الأسلوب اتجهت إلى
أسلوب جديد وهو تفخيخ الجثث وهذا بخطف وقتل مواطنين و تفخيخ جثثهم بواسطة
الألغام أو المكان المحيط وهذا بغرض إصابة أفراد الأمن عندما يهمون بتفحص
الجثة أو الاقتراب منها لكن هذا الأسلوب لم ينجح كثيرا واستمر استنزاف
أعضاء التنظيم بتوجيه ضربات موجعة بإسقاط زعمائهم حيث نجحت قوات الأمن في
قتل زعماء التنظيم داخل وخارج الحدود مما أجبرهم على مغادرة الحدود
الجنوبية إلى مالي و النيجر وتشاد حتى انضمام التنظيم نهاية 2006 إلى
القاعدة بعد إن استنزف بشكل شبه كامل هذا الانضمام وفر لهم دعم مالي من
خارج الجزائر وكذلك المقاتلين لكنه لم يفدهم كثيرا بدليل أن الأمن نجح في
إسقاط أعداد كبيرة منهم وخاصة القادة منهم – أمراء – مما دفعهم في محاولة
يائسة إلى اتباث وجودهم عبر العمليات الانتحارية لكن لان معظم المنفذين من
الملتحقين الجدد فقد سارع عدد منهم إلى الاستسلام خوفا من اختيارهم لهذه
العمليات وفي شهادات لبعضهم قالوا أن منفذي العمليات كانوا يتعاطون
المخدرات ليستطيعوا التنفيذ وهو ما أكدته المخابر بعد فحص جثث بعض من
حاولوا تنفيذ عمليات انتحارية و فشلوا كما أن فشلهم في اختراق المقرات
الأمنية يدفعهم إلى تنفيذ عمليات ضد مدنين بل حتى أن العمليات كانت عفوية
مثلما حصل مع مكتب الأمم المتحدة وقصر الحكومة .
سنة 2003 بدأ الاتحاد الأوروبي و أمريكا رفع قيود بيع الأسلحة إلى الجزائر و قد أعطى ذالك ثماره لكن بعد ماذا ؟؟؟؟؟
على كل في حصيلة سريعة للمأساة الوطنية :
قتل أكثر من 100.000 – مائة ألف – مواطن بريء .
قتل حوالي 6000 – ستة ألاف - شرطي .
قتل 45.000 – خمسة و أربعون ألف – إرهابي مسلح .
القي القبض على عشرات الآلاف من المسلحين – تم الإفراج عن أعداد كبيرة منهم في إطار السلم الوطني لمن لم يتورطوا في عمليات قتل - .
قدرت الخسائر المادية 1992 – 2000 بـ 22.4 – اثنان و عشرون فاصل أربعة – مليار دولار .
بعض مظاهر أعمال الجماعات المسلحة – الإرهابية - :
تصور أي شيء و ستجده :
1 – ذبح أي شخص يشك بأنه من عناصر الأمن خلال الحواجز المزيفة – حيث
كانت تقام هذه الحواجز ليلا في مناطق بعيدة عن الأمن وكان المسلحون يرتدون
بزاة شبيهة بالبزاة العسكرية والشرطة والدرك كما يقومون بسلب المواطنين تحت
شعار – المال أو الموت - .
2 – الإغارة على المساجد ليلا وقتل من فيه سواء بالرصاص أو ذبحا إذا تجرأ أي إمام وندد بأعمالهم .
3 – الإغارة على القرى النائية وحرقها وقتل من فيها .
4 - التفنن في القتل حيث كان الكبار يقتلون ذبحا و الرضع بتهشيم رؤوسهم
5 – اختطاف النساء و اعتبارهن " غنيمة " !!!!!! .
6- ابتزاز عائلات العائلة التي تعني من حياة معيشية جديدة بخطف احد أفرادها وطلب الفدية .
7 – السطو على البنوك من أجل تمويل أنفسهم باعتبارها غنيمة – كثيرا ما يتقاتل هؤلاء ضد بعضهم من اجل المال .
8 – التعامل مع المهربين وتجار المخدرات من اجل الحصول على الأموال وهذا بتوفير طرق أمنة لهم .
9- استصدار فتاوى قبيحة ينسبونها لعلماء الدين تبرر أعمالهم .
10 – تدمير و حرق مؤسسات مهمة للشعب كحقول القمح و المطاحن حتى الزيتون لم يسلم منهم .
و القائمة طويلة .................. .
رغم كل شيء الجزائر وقفت بشعبها وأبنائها دون مساعدة خارجية – باستثناء
العراق و سوريا – بينما كانت بعض الدول " تذل " الجزائر بعرضها مساعدات
إنسانية بمقابل التنازل على ثوابتها اتجاه عدد من القضايا الدولية وهذا ما
لم يحصل .
و الحمد لله امتلكت جيش اقل ما يمكن أن يقال عنه انه من معدن لا يصدأ
جيش مستعد للذهاب إلى أي مكان وكما اختصره البعض " بان الجيش الجزائري شرب
الدم و صار شره و محب للقتال بعد أن تخلص من عقدة الخوف من الموت " و
الآمر لا يختلف عن الشعب .
-المجد والخلود لشهدائنا الأبرار – تحياتى