جورج . جي . إم . جيمس , التراث المسروق : الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة , شوقي جلال ( مترجم) , ط2, سلسلة آفاق عالمية , عدد 65 , القاهرة : الهيئة العامة لقصور الثقافة , 2008.
يتناول هذا الكتاب دراسة نقدية مقارنة للمفكر الأمريكي جورج جيمس تعد محاولة لهدم العديد من الأفكار التي غرسها في الأذهان الرجل الغربي الأبيض وباتت من المسلمات بالتقادم , وكان هدفها محو ثقافة الشعوب السوداء وطمس تاريخها لإحكام السيطرة على مقدراتها من وجهة نظره .
فهو يطيح بإحدى البديهيات التي ترسخت في الأذهان و أضحت شان البديهيات الأخرى لبنة أساسية بل محورا لإطار فكري حاكم ينطلق منه وينظر الى الاحكام على هديه وفي ضوئه .
ولما أثاره من صدمة فقد شبهه البعض بالقمامة الفكرية ولا ينطلق من رؤية عقلانية أو إنسانية
ومن ناحية أخرى أثار هذا الكتاب عدة تساؤلات ومنها , هل لم تكن للمدارس الفكرية (المعابد) في مصر القديمة انجازاتها في الفلسفة و الفكر ؟ , كيف إذن أقاموا حضارتهم ؟ , ولماذا لم تستمر الحضارة المصرية في عطائها ؟ وكيف نفسر و بم نفسر الانحسار الحضاري الممتد على المستوى المحلي و الإقليمي أي الصراع الإقليمي حضاريا وثقافيا ؟
لماذا توارت فلسفة الإغريق مع انحسار الحضارة المصرية ؟ كيف كانت آلية التفاعل الحضاري و الثقافي بين بلدان البحر الأبيض المتوسط بعامة و بين مصر و الإغريق بخاصة بل و الفرس أيضا ؟ إذ كانوا قوة فاعلة ثقافيا ولهم أطماعهم و لهم دورهم في إعادة رسم خريطة المنطقة
وهدف هذا الكتاب إلى الكشف عن إسهام القارة الإفريقية في الحضارة الإنسانية , وتعليم أمور وقواعد حضارات الآخرين وبذر الحقائق يشان حضارات كل شعب ومحاولات الإبانة أن أصحاب الفلسفة اليونانية ليسوا هم اليونانيين الحقيقيين بل الحضارة المصرية القديمة
ويتكون الكتاب من تسعة فصول :
يتحدث الفصل الأول عن الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة من خلال سرد بعض النماذج اليونانية التي تأثرت بالحضارة المصرية سواء أن وفدوا إلى مصر و زاروا بعض المناطق التي تأثرت بالحضارة المصرية وذلك قبل أثينا بقرون طويلة قبل فيثاغورث وطاليس وانكسماندر وكسيمانزوبارمونديوس ورينو ميلسوس .
ويتشكك في تأليف مذاهب فكرية مستقلة لغياب كامل المعلومات الجوهرية عن الحياة الباكرة وثقافة النشأة الأولى لفلاسفة اليونان وكذلك التأريخ الزمني لفلاسفة اليونان تخمين محض , لان فلاسفة اليونان كانوا أشخاصا غير مرغوب فيهم من قبل الدولة اضطرهم إلى التخفي و العمل سرا ولم يحتفظوا بسبب هذه الظروف بتسجيلاتهم عن أنشطتهم
ويتحدث في الفصل الثاني عن أن الفلسفة اليونانية المزعومة هي غريبة عن اليونانيين عن ظروف حياتهم , فقد كانت حقبة الفلسفة اليونانية (640-322ق.م) كانت حقبة حروب داخلية وخارجية , ومن ثم لم تكن ملائمة لظهور الفلاسفة , فقد كانوا ضحايا للتفكك الداخلي وعاشوا في توجس دائم خوفا من غزوة قد يأتيهم على أيدي الفرس , فقد شهدت تلك الفترة المذكورة غزوات الفرس وجماعات التحالف و الاتحادات وحرب البليونيز .
وأما في الفصل الثالث فانه يعتبر الفلسفة اليونانية هي سليلة نظم الأسرار المصرية من خلال : إن النظرية المصرية عن الخلاص أصبحت هي هدف الفلسفة اليونانية , وظروف التطابق بين المنظومتين المصرية و اليونانية , وحياة الفضيلة شرط تفرضه نظام الأسرار المصرية , وإلغاء كل من الفلسفة اليونانية ونظم الأسرار المصرية يؤكد وحدتهم
وتحدث في الفصل الرابع عن أن المصريين علموا اليونانيون من خلال عاملين تمثلا في نتائج الغزو الفارسي فقد تم إلغاء قيود الهجرة على اليونانيين وفتح أبواب مصر على مصراعيها للبحث اليوناني , ونشوء التنوير الإغريقي , وزيارات طلاب أيونيا وجزر بحر ايجة إلى مصر لتلقي العلم , ونهب المكتبة الملكية والمعابد وتطبيق سياسة عسكرية للحصول على المعلومات اثر غزو الاسكندر الأكبر لمصر .
وتناول في الفصل الخامس فلاسفة قبل سقراط و التعاليم المنسوبة إليهم من حيث التشكيك فيما نسب إليهم و في الفصل السادس حول فلاسفة أثينا و السابع تمثل في المنهاج التعليمي في نظام الأسرار المصرية من حيث تعليم الكهنة حسب مراتبهم و تعليم الكهنة الفنون السبعة العقلية و النظم السرية للغات و الرموز الرياضية
وتطرق في الفصل الثامن إلى فقه إلهيات منفيس الذي يعد أساس جميع المبادئ الهامة في الفلسفة اليونانية ويرى أن هناك تطابقا واضحا مع التعاليم المصرية
وأما الفصل التاسع فتناول فيه الإصلاح الاجتماعي من خلال فلسفة جديدة لتحرير أفريقيا لتقوم بتحرر عقلي واجتماعي عن طريق تحول العالم إلى فلسفة جديدة تقول أن شعب شمال أفريقيا أعطى فلسفة وليس الإغريق و أيضا عن طريق رفض عبادة العقل الإغريقي لان ما يجري هو عملية تضليل تعليمي وذلك من وجهة نظر الكاتب
http://www.egyptsons.com/misr/ext.php?ref=http://www.4shared.com/file/24742220/94ae4904/__online.html