كابول : وكأنهم
يغرقون، ولسان حالهم يقول "ترى هل يرد على استغاثتنا"، وجه عدد من الجنود
البريطانيين في أفغانستان رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما،
الذي يرونه القائد الوحيد الذي لديه استراتيجية واضحة لمستقبل الحرب في أفغانستان،
وهو ما يفتقدونه في قياداتهم، لإنقاذهم من الجحيم الذي يعيشونه تحت وطأة هجمات حركة
طالبان المتصاعدة.
وأكدت صحيفة "ذي
إندبندنت" البريطانية في عددها الصادر أمس الأحد أن الجنود البريطانيين سئموا
الاستمرار في حرب يرونها "بلا نهاية"، في ظل قيادة "مضحكة" و"خائنة" ألقت بهم في
غياهب الحرب "وهي لا تعرف ماذا تريد أو كيف تنفذ ما تريده؟!" في مواجهة "عدو يزداد
عنفوانه يومًا بعد يوم".
وكان أوباما قد
تعهد في برنامجه الانتخابي بأن أفغانستان سوف تكون رقم واحد في أولويات سياسته
الخارجية، معتبرًا أنها ميدان المعركة الأصلي.
ويصف الجنود
العائدين حديثًا من أفغانستان مهمتهم هناك بأنها "مرتبكة"، "ومبتورة"، و"فوق
طاقتهم"، وهو ما أرجعوه إلى "فشل القيادة" الذي وصل لحد "الخيانة".
من بين هؤلاء
الرائد ويل بيك الذي فقد عددًا من رجاله في معارك شرسة مع حركة طالبان وشن هجومًا
لاذعًا على قيادته التي وصفها بـ"المضحكة"، وصناع القرار السياسي الذين اعتبرهم
"غير مسئولين".
وبرر سخطه هذا
بأن الجنود المحاربين البريطانيين الـ7800 "لا يعرفون من هو المسئول عنهم، أو ماذا
يفترض أن يفعلوا في أفغانستان"، ويتعجبون حين يُطلب منهم الاستمرار في القتال "وهم
لا يجدون في أيديهم المعدات الكافية للاستمرار، والشيء الوحيد الذي يفهمونه أنه تم
رميهم في هذه المعارك القتالية فقط من أجل الإبقاء على قادتهم في مناصبهم".
وبالمثل اتفق معه الزعيم السياسي نيك كليج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي في أن "غياب استراتيجية واضحة في بريطانيا لمهمة جنودنا ومستقبلهم في أفغانستان هو خيانة لهؤلاء الجنود". ولهذا قدم قائد القوات البريطانية الخاصة في أفغانستان الميجور سيباستيان مورلي استقالته هذا الشهر؛ متهمًا الحكومة بأنها "مسئولة عن سوء تجهيز القوات". وفي رأي الرائد ويل بيك فأن أكبر مشكلة سببت هذا الفشل الذي يشعر به الجنود هو أنه "من غير المعروف من يقود الجيش، "هل وزارة الدفاع أم وزارة الخارجية، أم وزارة التنمية الدولية؟!". وأضاف: "لقد قيل للجنود إنكم ذاهبون إلى هذا البلد (أفغانستان) من أجل إعادة إعماره، ولكنهم وجدوا في استقبالهم كابوسا اسمه طالبان، ووجدوا كابول في فوضى الهجمات التي تستهدفهم في ازدياد، ولا وقت ولا عمار". وتقول تقارير دولية: إن طالبان تسيطر على معظم المناطق في جنوب وشرق أفغانستان بالرغم من وجود نحو 70 ألف جندي من 40 دولة منذ 7 أعوام بهدف القضاء عليها.[وضع "حرج" للغايةوكان جنرال أمريكي أكد في وقت سابق أن الوضع في أفغانستان بات حرج للغاية ، خاصة مع تراجع الدعم الشعبي للقوات الدولية .واعتمد الجنرال دوجلاس لوت، المسؤول البارز عن العراق وأفغانستان على دراسة سرية غير مكتملة عن سياسة واشنطن في أفغانستان.وحسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية ، يعكف لوت بمجلس الأمن القومي الأمريكي على مراجعة الدراسة منذ 20 سبتمبر/أيلول، وفق المصدر.وأجمع مسؤولو 24 جهازاً حكومياً، من المشاركين في الدراسة، على خطورة الوضع في البلاد، التي غزتها الولايات المتحدة في أواخر عام 2001 للإطاحة بنظام طالبان .ويقول القائمون على مراجعة الدراسة إن معدلات العنف ارتفعت في أفغانستان بواقع 543 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية. كما تزايد حجم إنتاج المخدرات هناك بنسبة 100 في المائة.تراجع الدعم الشعبي للاحتلال""وتشير الإحصائيات الرسمية إلى تراجع الدعم الشعبي للقوات الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، بنسبة 33 في المائة خلال الأشهر القليلة الماضية.ويتوقع أن يخلص التقرير إلى افتقار الولايات المتحدة لقوات كافية لزيادة حجم قواتها في أفغانستان، على غرار ما فعلت بالعراق، على ضوء تساؤلات الرئيس المنتخب، باراك أوباما، بشأن ضرورة إرسال قوات إضافية مهمة لأفغانستان، وفق المصدر المسؤول.وستأتي الخطوة متأخرة جراء تزامنها مع بدء موسم القتال في الربيع، والانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس/آب، مع نهاية ولاية الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.