دولة حزب الله وتنظيم الحزب الوطني
د. أحمد دراج (المصريون) : بتاريخ 24 - 4 - 2009
من يراقب التطورات الأخيرة في الصراع الدائر بين النظام المصري وقوى
المقاومة منذ الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان 2006 ثم المجزرة
الإسرائيلية في قطاع غزة 2008 يلحظ تطورات غريبة وخطيرة على توجه بوصلة
نظام الحكم المصري واصطفافه في الخندق المواجه لحركات المقاومة العربية
والإسلامية ضد الاحتلالين الأمريكي في العراق والصهيوني لفلسطين، وتحول
الى نظام تابع لواشنطن يخطب ود السفاحين والجزارين ومجرمي الحرب في تل
أبيب.
ومن يتابع سلوك النظام المصري يدرك أن لديه رغبة جامحة
لاستعداء الشعب المصري على المقاومة الإسلامية بصورها المختلفة سواء كانت
شيعية ( حزب الله ) أو سنية ( حركة حماس).
نستطيع أن تختلف أو نتفق مع حزب الله وزعيمه السيد حسن نصر الله، ويمكن أن نعتب عليه أحيانا
على خلفية اتفاق الأهداف واختلاف التكتيكات والوسائل، ولكن أن نهاجمه
ونشيطن المقاومة فهذا تجاوز لا يقبله أي عاقل.
في ضوء ما تقدم علينا أن نتساءل: كيف يولد النظام المصري من قضية دعم المقاومة الفلسطينية
عدة قضايا في خمسة أشهر فقط ؟ إحدى هذه القضايا عدوان على السيادة
والثانية القيام بتهديد السلم وثالثها قلب نظام الحكم ؟ وأين كانت هذه
السيادة في مواجهة الاختراقات والاعتداءات الصهيونية على الحدود والأجواء
المصرية ؟ ولم تبخرت النخوة عندما اعتدى الصهاينة على المواطنين المصريين
في رفح وما حولها ؟ وفيم توارت العنترية في مواجهة وزير خارجية إسرائيل
المجرم الذي هدد بنسف السد العالي ؟. ولمصلحة من هذه الأفعال المخزية ؟
ولماذا تحولت مصر إلى مقاول دولي للتعذيب ؟ ولماذا هذا الصراع المفتعل مع
حزب الله وإيران وقبل ذلك مع سوريا وقطر ؟ ألا يشير هذا إلى تحولات شديدة
الخطورة على العلاقات المصرية العربية والإسلامية، وتشكيل خارطة جديدة
للنظم العربية.
لقد دخلت قوات عسكرية مصرية إلى الأردن لتنفيذ
عملية إيلات واعتبر هذا عملا وطنيا ، ولم توجه الأردن للضباط والجنود
المصريين مثل هذه التهم، فما بالنا نقبل التلفيق اليوم لتشويه عمل بطولى ؟
أليس هذا دعما للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال وتقره جميع المواثيق الدولية
؟ ولماذا تغيرت القضية برمتها واختزلت في مجموعة من الأكاذيب ؟ لو كانت
القضية قضية تهديد أو قلب نظام حكم لما ظلت هذه الفترة الطويلة في انتظار
استغلالها السياسي، سواء لضرب إسفين لضرب المبادرات الأمريكية للتفاهم مع
إيران، أو للقضاء المبرم على قوى المقاومة في الجسد العربي المتهالك !!
الآن يحق للصحف الصهيونية وكتابها أن يحتفوا بالنفخ في نار الفتنة بين الشعب
المصري وحزب الله وإيران اليوم، والنفخ غدا وبعد غد في نار الفتنة ضد حماس
والشعب الفلسطيني، فإسرائيل هي الرابح الأول والأوحد من أكاذيب النظام
المصري وتلبيساته.
إن مناقشة قضية مساندة حزب الله لأشقائنا
المحاصرين في غزة لايمكن اجتزاؤها بعيدا عن السياق العام المحيط بالقضية
الفلسطينية وقضية مقاومة الاحتلال برمتها، فهل كان من الممكن أن تقوم
عناصر من حزب الله بهذه المهمة في دعم إخواننا في فلسطين إذا كانت مصر-
الشقيقة الكبرى- تقوم بدورها في دعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة ؟ وهل بقي
منفذ آخر – غير الحدود المصرية- يستطيع أي مقاوم ومساند للقضية الفلسطينية
أن يدخل بعض المساعدات إلى المحاصرين في قطاع غزة ؟
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=63093&Page=7&Part=1