اولا خلفيه تاريخيه :ـبعد انتهاء الحرب العالميه الاولى ، عكف المفكرون العسكريون ، فى كل انحاء العالم ، على دراسه خبرات هذه الحرب، والاسلحه الرئيسيه المستخدمه خلالها ، لتحديد اتجاهات تطوير القوات المسلحه، وطبيعه اى حرب مقبله وسرعان ماظهرت نظريات واراء جديده منها ، نظريه الجيش الذكى الصغير ، التى نادى بها على سبيل المثال،كل من الجنرال فولر وليدل هارت ، فى بريطانيا ، وسيكت ، فى المانيا ، وديجول ، فى فرنسا وجاءت هذه النظريه نتيجه لتقويم دور المعدات والاسلحه الجديده المتطوره تكنولوجيا ( فى حينها) - وخاصه الدبابات ثانيا دعوه فولر :نادى الجنرال فولر_ رئيس اركان قوات التاج البريطانى _ فى كتابه( دور الدبابات فى الحرب العظمى 1914_ 1918م)بان نجاح الحلفاء فى الحرب العاميه الاولى يعود الى الدبابه وانه يجب على الغرب ان يبنى جيوشا مدرعه وميكانيكيه، تتميز بصغر حجم القوات البشريه، ولكنها كبيره التاثير كما رأى فولر ان نسبه كبيره من النجاح فى الحرب سيتوقف على السلاح، بينما باقى العناصر الاخرى، من استخدام ، وقياده ، وشجاعه ، وانضباط ، وامداد بالاحتياجات ، تمثل نسبه اقل من النجاح ولقد ايد( ديجول ) افكار فولر واعتبر ان سر انهيار فرنسا ، فى الحرب العالميه الثانيه، يرجع الى سوء تقديرها لنظريه الجيش الذكى الصغير ، هذه النظريه التى ترى ان الدبابه بامكاناتها، بوصفها قوه نيران ، وبقدرتها على احداث الصدمه ، سوف تلعب الدور الحاسم فى الحرب الحديثه من حيث تحقيق الاختراق السريع فى دفاعات الخصم والقدره على القتال فى العمق ثالثا الثوره التكنولوجيه العسكريه الاولى : ـ منذ ظهور الحروب البدائيه ، واسلحه القتال تنقسم الى فئتين هما : الفئه الاولى، التى تتمثل فى اسلحه الصدمه ، مثل السيف والرمح والسونكى ، وهى تستخدم للقتال القريب، ثم الفئه الثانيه ، وهى القذائف ، والتى تعمل على تدمير العدو من بعد ، مثل السهم ، والطلقه ، والقنبله شديده الانفجار، والتى تطلق من مختلف الوسائل ولذلك كانت الثوره التكنولوجيه العسكريه الاولى تكمن فى ظهور القوس ، الذى يطلق من 8_12 سهما، وبمدى يصل مابين 200_400 يارده ،ليظهر قتال العمق، ومرونه الاداء وزادت كثافه التشكيلات ومعدات القتال ، مع المرونه فى توزيعها على مسرح العمليات ، وجرت المساعى لتوفير الحمايه للقوه البشريه، من خلال الدروع الفرديه ، والبذله الحديديه الكامله رابعا: الثوره التكنولوجيه العسكريه الثانيه ـتمثلت فى ظهور البارود ، ليبدا عصر جديد ، تسود فيه الاسلحه الناريه ، بمختلف انواعها، وتعم المدفعيه مختلف جيوش العالم ،ويظل استخدامها مستمرا، حتى الان . وتزايدت قوه الاسلحه ، وسهوله استخدامها، ولذا تفوقت المدفعيه على الخياله ، واخذت مكانها بوصفها مطرقه للمعركه ، تدمر قوات العدو فى العمق ، وتقطع طرق انسحاب قواته الاماميه ، وتهئ افضل السبل لقوات المشاه الصديقه المهاجمه من الامام ، للقضاء على العدو وفرض الاراده عليه، وكان لتاثير التطور التكنولوجى ، الذى احدثته الثوره الصناعيه فى اوربا ، ان اجبرت العسكريين ، المتمسكين بالقديم ، الى البحث عن اساليب جديده لاداره الحروب والمعارك ، فقد توفرت وسائل لنقل المدفعيه والقوات ، وسرعه العمال الامداد ، والسهوله النسبيه فى المناوره على اجناب ومؤخره الخصم ، وظهرت الدبابه ، ورغم هذا ظلت المدفعيه على احتكارها لقوه النيران فى الميدان وبتطور الطيران ، سار بوسع الجيوش زياده سرعه ايقاع المعارك ، وفيما بين الحربين العالميتين، ظهرت القوات المنقوله او المسقطه جوا ، مما ادى الى زياده خفه الحركه للقوات . ونظرا لان القاذفه الاستراتيجيه قد ظهرت فى هذه الاونه فكان يتم استخدامها بوصفها احد وسائل ايصال الذخائر لمدى بعيد ، فلم تكن هناك ثمه غرابه فى ان المفكريين العسكريين قد سعوا لاستبدالها بحامله ذخائر لا يقودها البشر ، وقادره على احداث القدر نفسه من الدمار. فظهرت القنبله الطائره الالمانيه ، لاول مره فى سماء بريطانيا ، والتى تعمل بمحرك نفاث بسيط ، وبسرعه 350ميل \ ساعه ، وتطلق من على مسافه 320 كم ن وليصبح اعلانا بظهور عصر الصواريخ البالستيه يتبع