لم تترك الصين شيئًا لم تقلده بداية من الماركات العالمية بمختلف أنواعها وفئاتها، وبيعها بأسعار زهيدة الثمن، لاعتقادهم أن ذلك سيجذب المستخدم نحوها بشكل أسرع، وهذا النوع من التقليد لم يقتصر فقط على المنتجات بل امتد أيضًا إلى المطاعم العالمية الشهيرة وصولا للآثار المصرية القديمة.
وصنعت "الصين" مؤخرًا صورة طبق الأصل لتمثال أبو الهول الشهير، في إحدى القرى الصينية، تدعى "هيبى" بنفس مقاييس التمثال، الذى يعتبر من أهم المعالم السياحية التى تحتفظ بها مصر، ليكون مصدر جذب وتنشيط للسياحة المصرية.
وتمثال أبو الهول فى نسخته الصينية تم بناؤه فى مدينة شيجيا تشوانغ بمقاطعة خبى الصينية، ويبلغ طوله حوالى 60 مترًا وارتفاعه 20 مترًا، حيث يعد هذه التمثال الثانى من نوعه الذى يتم بالحجم الطبيعى نسخة لتمثال أبو الهول بمدينة لاس فيجاس الأمريكية.
وعلي الرغم من مرور آلاف السنوات على هذا التمثال العريق، الذى يعتبره المصريون مصدر فخر وعزة لهم، ودليل على عراقة تاريخهم وعظمة أجدادهم الفراعنة، إلا أنه جاءت "الصين" لتمحى هذا التاريخ بمسخ تمثال مشابه، لم تبلغ حضارته كمثل التمثال المصرى بل استغرق بناؤه شهرين بهدف خطف الأضواء عن مصر وزيادة شهرة وبراعة الصين.
الأمر الذى أثار غضب النشطاء والمغردين على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر "تويتر"، معبرين عن شعورهم بالإحباط بعد ظهور تمثال أبو الهول الصينى، فعلق أحد النشطاء قائلا: "لم تترك الصين شيئًا لم تقلده، فراقب كل الأشياء من حولك وستجد أكثر من منتج صينى يغزو تفاصيلك اليومية".
واعتقد آخر أن ظهور هذا التمثال سيكون القشة التى قسمت ظهر السياحة فى مصر، قائلا: "الصين قلدت تمثال أبو الهول وعملته خرسانة مش نحت حجر جير .. ها ينزل بنص جنيه السنة الجاية إن شاء الله في الأسواق.
وعلق آخر دى أول خطوة عشان نبطل العنتزة الكدابة وعايشين على اسم إننا حضارة 7000 سنة.
وقال آخر ساخرًا أبو الهول الصينى لازم يقعد 5000 سنة عشان يتقال عليه أبو الهول مش كوسة هى، وبيقولو أبو الهول الصينى عينيه صينى.
واستنكرت أخري قائلة: "مش فاهمه إزاى سفارتنا ما تدخلتش فى وقف إنشاء أبو الهول كمان اللى عملت أبو الهول هناك شركة إنتاج سينمائي عشان السياحة تشتغل هناك، وبصوروا أفلامهم فى الصين بدل مصر.. حاجه تقرف بجد هى السياحة عندنا ناقصة".
جدير بالذكر، أن مصممى التمثال قاموا بتقليد أبو الهول "الأصلى" تمامًا، في دقة تفاصيل الرأس، وهو رأس إنسان، وكذلك الجسد الذى يأخذ شكل أسد، بالإضافة إلى "نسخ" أنف أبو الهول المكسور، الذى تضرر فى ظروف غامضة قبل مئات السنين. وتم تشييد التمثال الصينى بالحجم الطبيعى للتمثال الأصلى، وفى أجواء مشابهة لمنطقة الأهرامات بالجيزة، من إحاطته بالرمال التى تشبه الصحراء وعدد من الأشجار الصحراوية.
وتداولت أنباء أن التمثال الجديد شيد لأغراض التصوير السينمائى، كما يتوقع أن يشكل المكان نقطة جذب سياحية فى البلاد.
ومن المعروف، أن مصر كانت قد طالبت منذ سنوات طويلة من خلال قوانين محلية أو مطالبة لمنظمة اليونسكو، بعدم استغلال دول العالم للآثار المصرية دون الرجوع لوزارة الآثار المصرية أو الحصول على تصريح لاستغلال الدعاية بالآثار المصرية، وذلك لحفظ حقوق الملكية الفكرية وحماية التراث الإنسانى.