24.05.2014
16:12:56
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
والبابا تواضروس يزور موسكو عقب الانتخابات الرئاسية بدعوة من كنيسة روسيا
كشفت مصادر دبلوماسية أن اتصالات تجرى حاليا بين القاهرة وموسكو لترتيب زيارة للرئيس الروسى فيلادمير بوتين إلى مصر، بعد الانتخابات الرئاسية، وقالت المصادر إن الاتصالات بين الجانبين مستمرة منذ فترة، إلا أن بوتين فضل ألا تجرى الزيارة إلا بعد الانتخابات البرلمانية كآخر استحقاقات خارطة المستقبل المصرية التى تم الإعلان عنها فى الثالث من يوليو الماضى.
وأكد مصدر دبلوماسى روسى رفيع المستوى، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع" أن بوتين تلقى دعوات كثيرة لزيارة مصر من جهات شعبية ورسمية ووزراء، ورحب بها الرئيس الروسى، كما أن الجانب الروسى صرح بأنه يجب التحول من الزيارات الروتينية والمناسبات والاحتفالات إلى زيارات الأعمال الجادة، مشيرا إلى أن موسكو تعمل لطرح أعمال سيتم تنفيذها خلال زيارة "بوتين" القريبة لمصر، مؤكدا على أن بوتين فضل أن تتم الزيارة بعد الانتخابات البرلمانية.
وأضاف المصدر الروسى أن لجنة حكومية روسية ستقوم بزيارة خاصة لمصر قبيل زيارة بوتين، للتجهيز لهذه الزيارة، بالإضافة إلى أنه من المخطط أن يقوم قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بزيارة إلى موسكو بعد الانتخابات الرئاسية المصرية بدعوة من بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل لبحث سبل التعاون بين الكنيسة الروسية والمصرية.
ونوه المصدر الروسى إلى أنه خلال زيارة بوتين المرتقبة سيتم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع مصر، والتى تم توقيعها فى فترات سابقة، ولكنه يجب إنعاشها الآن فى ظل وجود رئيس جديد وقيادة جديدة مصرية منتخبة، وهذه الاتفاقية من شأنها الارتقاء بالعلاقات المصرية الروسية فى العديد من المجالات العسكرية والاقتصادية والسياحية وغيرها.
وأشار المصدر الروسى إلى أن روسيا ستعمل على رفع كفاءة وتسليح القوات المسلحة المصرية، وهذا لا يعنى أخذ موقف عدائى من أى أطراف أخرى، ولكنها ستعمل على رفع القوة القتالية والتسليح للقوات المسلحة بعد 40 سنة من السكون فى العلاقات، وسيكون هناك تركيز على تأهيل القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب، والقطاعات التى تمس الأمن القومى المصرى، وهو ما ظهر فى إعلان وزارة الدفاع الروسية مؤخرا إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين قوات الإنزال الروسية والمصرية لمكافحة الإرهاب عام 2015.
وأكد المصدر الروسى أن ما حدث فى الأيام والشهور القليلة الماضية يدل على أن الرئيس الروسى يدعم مصر بكل قوة، وهو ما ظهر فى زيارة وزير خارجية ودفاع روسيا سيرجى لافروف وسيرجى شويجو، وتوقيع عدة اتفاقيات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وسياحية أثناء هذه الزيارة، وأيضا عندما رد المشير عبد الفتاح السيسى الزيارة إلى روسيا عندما كان وزيرا للدفاع مع وزير الخارجية نبيل فهمى، واستقبلهما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى مقر أعماله.
وأضاف المصدر الروسى "من المؤكد أن بوتين سيلبى طلب الجميع وسيقوم بالموافقة على جميع الدعوات التى تم توجيهها إليه فى الفترة الأخيرة، للتأكيد على أن روسيا تدعم الحكومة المصرية الجديدة المنتخبة، وتنفيذ العديد من المشروعات بين البلدين فى كافة المجالات، وستشهد الفترة القادمة توريد عدد من الأسلحة الروسية إلى مصر".
وسبق لبوتين أن أكد احترامه لسياسة الشعوب التى تختار طريقها وتحترم الديمقراطية، موضحا أن مصر قادرة على التغلب على الصعاب، مما جعل الكثير من الخبراء والمحللين يؤكدون أن الرئيس الروسى سيكون أول رئيس لدولة عظمى يزور مصر عقب الانتهاء من بنود خارطة الطريق، وتسليم مصر ليد رئيس منتخب وحكومة جديدة وقطاعات حكومية مختلفة.
وفى نفس السياق، قال الدكتور حسين الشافعى، مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر، ورئيس تحرير جريدة "أنباء روسيا" أنه يعكف مجموعة من خبراء المياه والطاقة الروس لحل مشكلة الطاقة والمياه فى مصر، خاصة المشكلة التى تواجهها مصر مع سد النهضة، وهناك حلول يسعها إليها الخبراء الروس تتضمن توصيل الطاقة اللازمة إلى المصانع والشركات الكبرى، بالإضافة إلى إيجاد حلول لمشاكل المياه.
وأشار الشافعى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه ليس سرًا أن يقترح الجانب الروسى حلولا نووية لتحلية مياه البحر الأحمر والمتوسط عالية الملوحة، باستخدام التكنولوجيا النووية، وبناء مفاعلات نووية بالقرب من البحر لاستخدامها أيضا فى توليد الطاقة الكهربائية التى ستعمل على حل مشكلة الطاقة، حيث دعت موسكو وزارة الرى المصرية لتشكيل وفد من الخبراء المصريين، لبحث مشكلة المياه والطاقة مع الخبراء الروس، وسيرأس هذه اللجنة الدكتور محمود أبو زيد خبير المواد المائية.
وأضاف الشافعى أنه سيتم تكثيف برامج لإعداد المتخصصين المصريين، وتأهليهم فى مجال الطاقة النووية، ليصبحوا جاهزين لخدمة مصر، إذا فكرت فى بناء مفاعلات نووية بأيدى مصرية 100%.
وأكد الشافعى أن مصر بلد واعد، كما يرى الكثير من المستثمرين الروس، والعديد من الشركات الروسية مستعدة للاستثمار فى مصر، وذلك بعد انتهاء بنود خارطة الطريق، وسيتم توقيع العديد من الاتفاقات فى المجالات المختلفة التى ستحقق مصالح كلا الطرفين.
ويرجح العديد من الخبراء الروس أن يزور الرئيس بوتين مصر، وذلك بعد التحرك الملحوظ فى العلاقات المصرية الروسية، ودعم موسكو الكامل لمصر عقب ثورة 30 يونيو، والتوقيع على العديد من الاتفاقيات فى مجال التسليح، والتعاون فى كافة المجالات، بالإضافة إلى اللجنة المصرية الروسية التجارية المشتركة التى تم عقدها فى شهر مارس الماضى، بالإضافة إلى الزيارات السرية التى يقوم بها وفود القوات المسلحة الروسية إلى مصر والقوات المسلحة المصرية إلى روسيا، لبحث ما ينقص القوات السلحة المصرية من معدات حربية، وتجديد وتطوير الأسلحة السوفيتية.
الجدير بالذكر، أنه أعلن المتحدث الرسمى لخدمة الصحافة والإعلام بوزارة الدفاع الروسية العقيد يفيجنى ميشكوف، أن الوفد العسكرى الروسى الذى زار مصر لمدة خمسة أيام، ناقش خلالها عددًا من المشاورات مع الجانب المصرى على إعداد وإجراء مناورات مصرية روسية لمكافحة الإرهاب عام 2015.
ونقلت وكالة "ريا نوفستى" الروسية للأنباء أن فرقة المظلات الروسية تشاورت مع الزملاء فى مصر، لتخطيط عقد مناورات فى عام 2015، وهذه التدريبات مشتركة لمكافحة الإرهاب، موضحا أن القوات الروسية التى زارت مصر كانت برئاسة نائب القائد العام للقوات الجوية، اللواء أندرو خولزاكوف.
اليوم السابع