في اوائل التسعينيات وضع الزعيم الراحل دينغ شياوبينغ ما يمكن تسميته العقيدة الاستراتيجية والدفاعية لجمهورية الصين
في عبارة موجزة حيث قال: راقبوا بهدوء وحافظوا على موقعكم وتأقلموا مع المستجدات بلا ضجيج وأخفوا قدراتكم
وتماشوا مع الزمن وحافظوا على موقع الظل ولا تدعوا الزعامة وقوموا ببعض المساهمات .
وبالمجمل تبقى الاستراتيجية التي وضعها دينغ بمثابة الكتيب العلمي للقيادة الصينية سواء
على مستوى الرغبة القصيرة الأجل في عدم إظهار القدرات الحقيقة للصين وتجنب أي احتكاك
أو الخطة البعيدة المدى لبناء القوة الصينية وصولاً الى أقصى الخيارات الممكنة مستقبلاً
وبغض النظر عن التفوق الصيني في الصناعة العكسية الا نها كما ذكر أحد الاخوة لازالت لحد اللحظة تستعين
ببعض التقنيات الروسية في ترسانتها الحربية وهناك أيضاً أمور ذكرها أحد التقارير السنوية لوزارة الدفاع الامريكية حول
تقييم قدارت الصين الدفاعية والذي أشر الى أفتقار الصين للخبرات العملية الميدانية التي من شأنها تعقيد إمكانية
تطور القدرات الصينية لتتلاءم مع متطلبات العقيدة الاستراتيجية الجديدة على المستوى التكتيكي
نفس الامر ينطبق على التقويم الداخلي وصناعة القرار في صفوف القيادة
التي يفتقر الجزء الاكبر من عناصرها للخبرات العسكرية المباشرة
مما قد يمهد لاحتمال وقوع نوع من سوء التقدير والحسابات الخاطئة الناجمة عن نصائح
أو مشورات يقدمها قادة عسكريون غير مجربين أو عن نماذج نظرية لا تتطابق مع الصورة الواقعية
للمعارك الحديثة .
ولكن بنظري تبقى سياسة التطوير والتحديث الصامت والقائم على النمو التدريجي
المصحوب بعجلة اقتصادية متسارعة تحاول الاستفادة من التطور التكنولوجي بشكل
لافت بل ومثير اللاعجاب على أقل تقدير سيضعها عاجلا أم أجلا كاقوة عالمية كبيرة.
شكراً الى الاخوة الذين ساهمو في هذا الموضوع الضخم والرائع, ولكن أتمنى أضافة
جزئية مردودات قوة التين الصيني على منطقة الشرق الاوسط مستقبلاً و أوجه الاستفادة منها.
في جزء جديد للموضوع
تحياتي