- محمد علام كتب:
حقيقة ان الشعب المصري يقدر ويحمل اسمي ايات الشكر الي السيد الرئيس / فلاديمير بوتين ، علي موقفه الشجاع والمساند للدولة والشعب المصري عقب ثورة الثلاثين من يونية ، وبالتأكيد فأن الشعب المصري بأكمله يأمل ان ينجح رئيسه الجديد / عبد الفتاح السيسي في اقتفاء اثر الرئيس الروسي الذي نجح في اعاده بلاده الي جزء كبير من مجدها التليد ووقف الان ليصبح امام بلاد العالم سام تحديا كبيرا قادم من بلاد العم بوتين ، ومن المؤكد ان التهنئة الروسية محل تقدير وترحيب من الشعب المصري بالكامل ، وفي انتظار مزيد من التعاون في الفترة القادمة باذن الله بين البلدين الصديقين .
اولا مبروك مرة أخرى فوز الرئيس السيسي المستحق بكل جدارة
بالنسبة لبوتين فهو تصرف ببراغماتية و شجاعة حين راهن على صمود مصر و جيشها و قائدها في اصعب الفترات التي مرت بها في صيف 2013 المرير
نتمنى فعلا ان يقوم الرئيس السيسي بمسيرة و انجازات نظيره الروسي في شتى المجالات
فالظرفية لدى استلام السلطة لكل واحد منهما متقاربة نسبيا مع وضع مأسوي لروسيا في التسعينات
حين استلم بوتين السلطة كان روسيا في حالة كارثية على جميع الاصعدة . روسيا التي كانت اكبر دولة في العالم تفككت كليا فجأة ليلة رأس سنة 1992 .
زاد الطين بلة وصول واحد من اسوأ من حكمها على الاطلاق وهو بوريس يلتسين . فلا يكفي روسيا حكم غورباتشوف يليه من اسوأ منه
انهار الاقتصاد السوفيتي الذي كان الثاني على العالم و المنافس الاوحد للأمريكي و اوشكت روسيا على الافلاس . اصبحت المرتبات تصرف بعد شهرين تأخير
سقطت قيم الحظارة الروسية العريقة كانت البلاد ستدخل في حرب اهلية وشيكة . تدهورت حالة الجيوش الروسية و وصل الامر ببعض الهمج الى تحدي جيش هزم نابليون و هتلر و قوامه مليونين في ذالك الوقت . انتشرت الفوضى و الجريمة المنظمة و ......
و لأنه كما تدين تدان . لم ينجح يلتسين في القضاء على رموز الدولة السوفيتية اذ يمسك بجهاز المخابرات ضابط من ال KGB رفيع المستوى اسمه سيرغي ايفانوف . ايفانوف لم يكن وحده من الكي جب بي اذ وصل لرئاسة الوزراء صديق مقرب من ايفانوف و عملا مع في المخابرات السوفيتية في مهمة سرية في المانيا . صديق ايفانوف اسمه فلاديمير بوتين . في ليلة رأس سنة 2000 قام يلتسين بخطاب تاريخي . اعتقدنا في اول الامر أنه سيهنأ لاروس بالالفية الجديدة . الا انه كان جادا هذه المرة و قال " ليسامحني الشعب الروسي العظيم لأني لم احقق احلامه . غدا تدخل روسيا ألفية جديدة و لا اريدها ان تدخلها معي لذالك اعلن انا بوريس نيكولايفيتش يلتسين الاستقالة رسميا من رئاسة لااتحاد الروسي و تعيين نائبي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين كخلف لي الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية من جديد " .
بوتين قام بحملة عسكرية كبيرة على التمرد في القوقاز و ساهم حقق انتصارا ساحقا و بسرعة البرق ما جعل الروس ينختارونه كرئيس و من هنالك بدأت المسيرة الناجحة . اذ قام باعادة ترتيب البيت الداخلي الروسي و اعادة بناء الاقتصاد الروسي من جديد الى درجة ان تضاعف الاقتصاد الروسي باكثر من 4 مرات . وصل دخل المواطن الروسي الى نسب قياسية في عهده ما جعل البنك الدولي يصنف روسيا كدولة متقدمة من ناحية العيش و الاجور .
دخل الاقتصاد الروسي نادي الخمس الاوائل في 2012 و اعتلى الصدارة في اروبا من حيث الناتج الخام ppp .
ساهم في اعادة بناء الجيش الروسي من جديد ليرجع الجيش الروسي لامجاده السابقة و يفتك بجورجيا في 5 ايام و يضم القرم بالقوة بدون اطلاق اية رصاصة . عادت روسيا كثاني قوة عظمى دولية مؤثرة . قوة تمكنت من شل مجلس الامن ل 3 سنوات متالية و رفع الفيتو في وجه أمريكا اكثر من 5 مرات في وقت قصير و .......
الغاية من سرد هذه المسيرة هو ان الطريق لم يكن معبدا في وجه بوتين و لا هو كان مفروش بالورود في وجه السيسي . فالعمل و المثابرة و الصمود هم الحل الافضل في هذه المرحلة .
و العلاقات بين البلدين لا يمكن اختزالها في صفقة عسكرية او اثنين او حتى ثلاثة بل تعاون و شراكة استراتجية في مختلف الاصعدة و طويل المدى .
و الامر ليس كن فيكون . سيأخذ ذالك وقت و تذكروا جيدا ان خروتشوف و عبد الناصر وهم من اسس الشراكة و التحالف اخذوا وقت طويل و ليس قصير و اتت فرصة حرب السويس و التهديد النووي السوفيتي لتفتح صفحة جديدة بين البلدين .
على العموم بالتوفيق للرئيس في مهامه و نتمنى له النجاح في ان ترجع مصر لدورها السابق و المحوري في الشرق الاوسط و ربما نرى محور القاهرة دمشق بغداد يعود لامجاده يوما ما .