وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار، قائد الفرقة الثالثة مشاة بعض الأحداث في الجبهة
من أسرارأسباب نكسة حرب 1967
وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار
، قائد الفرقة الثالثة مشاة سابقاً
حول بعض الأحداث في الجبهة المصرية أثناء حرب يونيه 1967
لقد عاهدت ألله ، أبذل كل ما فى جهدى من أجل كشف الحقائق التى أعرفهم أو التى أصل إليهم ... لكى يعرف الجيل الجديد ... ما عاصرناه ... خلال الأيام والسنوات الخالدة والتى أعتز بإنتسابى لهم ...
ولكى يعرف الجيل الجديد والشباب ، أن هناك أخطاء وقعت ... وأن الواجبب علينا أن نتمعن ونتعلم من هذه الأخطاء وأن نتفادى تكرارهم فى المستقبل ...
وأواصل كشف أسرار نكسة حرب 1967 ... لمن يود أن يعرف ...
ليس لنا إلا مصر ...
أرض كنانة ... حبيبة ... وأهلها الطيبون ...
إدعو معى
إسلمى يا مصر
د. يحي الشاعر
اقتباس:
وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار
، قائد الفرقة الثالثة مشاة سابقاً
حول بعض الأحداث في الجبهة المصرية أثناء حرب يونيه 1967
القاهرة، 10 فبراير 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 11 فبراير 1968
- اقتباس :
- اقتباس:
الرئيس: بسم الحق تبارك وتعالى
وباسم الشعب وحقه على الثورة نفتتح الجلسة
الرئيس: أرست المحكمة طلب الدفاع بضم أوراق التحقيقات الخاصة بمن سئلوا أمام مكتب التحقيق والادعاء ولم يقدموا للمحاكمة وتبين أن عددهم 66 شخصاً، منهم أشخاص لم يقدمهم الادعاء للمحاكمة لعدم توافر أدلة كافية على علمهم بالمؤامرة، ومنهم أشخاص من المدنيين ممن كانوا على اتصال بالمشير في مجال إيجاد رأي عام بين المدنيين، وقد استبعدوا من الاتهام. ومنهم أفراد من أتباع المشير لا يرق موقفهم إلى موقف المساءلة.
ولما كان الاطلاع على أقوال هؤلاء جميعاً يجب أن ينظر إليه في ضوء أقوال كل شخص على حدة وفي ضوء ما تقرره المحكمة تقديراً للعدالة.
يتم اطلاع الدفاع بالنسبة لكل محام على حدة دون ما حاجة إلى ضم أوراق.
لذلك قررت المحكمة رفض طلب الدفاع ضم أوراق التحقيق الخاصة بمن سئلوا في القضية أمام مكتب التحقيق والادعاء.
على أن تنظر المحكمة بعد ذلك في طلبات الدفاع إذا أراد الاطلاع على أوراق أشخاص معينين بالذات على ضوء الأسس التي بيناها.
وقبل أن تستأنف المحكمة سؤال المتهم لواء متقاعد عثمان نصار إحنا نحب نعود لما ذكره المتهم خاصاً بالعمليات العسكرية، فقد تركت هذه الأقوال انطباعاً عاماً كان لابد للمحكمة أن تستخلص الحقائق من مصادرها في القوات المسلحة.
وقد وردت للمحكمة البيانات الآتية:
مذكرة عن سجل أعمال اللواء عثمان نصار بمسرح القتال يومي 5 و 6 يونيه.
تعين اللواء عثمان نصار يوم 25 مايو قائداً للفرقة الثالثة المشاة التي كانت تحتل النطاق الدفاعي الثاني في سيناء حول الحسنة ومعها أسلحة الدعم، ويحتوي سجله على 3 فترات:
الفترة الأولى وقعت في المنطقة بين جبل لبنى وبير لحفن، واستغرقت 13 ساعة بدأت بين الساعة 9 مساء يوم 5 يونيه إلى حوالي الساعة 10 صباح يوم 6 يونيه، وقد فشل خلالها في إجراء ضربة مضادة وقوية ضد قوى العدو، رغم وجود تدخل قوي معاد ورغم وجود أسلحة دعم معه.
الفترة الثانية وقعت حول الحسنة بعد ظهر يوم 6 يونيه وقد ألح خلالها على قائد الجيش الميداني أن يوافق على انسحاب قواته إلى الخلف فلم يوافق، ثم عاد وطلب انتقال مركز قيادته إلى منطقة جنوبي الحسنة، رغم أن الموقف الفعلي لم يكن يبرر ذلك.
المرحلة الثالثة وقعت فيما بين الحسنة والقاهرة، واستغرقت 22 ساعة، من الساعة 7 مساء 6 يونيه و5 مساء 7 يونيه، وقد تغيب خلالها عن مركز قيادته تحت زعم حضور مؤتمر في الميدان مع قائد الجيش الميداني ومغادرته مسرح سيناء، رغم تكليف قائد الجيش له بالعودة فوراً للميدان وتكليفه بمهام خطيرة، وتواجد صباح 7 يونيه بالإسماعيلية ثم بالقاهرة عصراً.
وأنا لا أقرأ كل التفاصيل، وإنما أتعرض للخلاصة.. فرغم أنه توفرت له المعلومات الكافية والقوات والمهام الواضحة لشن ضربة مضادة، لكنه أهمل اتخاذ إجراءات المعركة الصحيحة، فأدخل قواته في كمين مدرع معاد وفقد السيطرة على قواته ولم يتمكن من أن يدمر قوات العدو رغم توفر 75 دبابة معه وكتيبتين مشاة، علاوة على انعدام النشاط الجوي المعادي، كما تسبب ارتداد اللواء عثمان نصار دون إخطار قائد الجيش الميداني في فتح طريق المناورة أمام العدو، مما مكن العدو من سرعة الوصول إلى نطاق الدفاع الثاني، وعاد بعد فشله في الضربة المضادة إلى قيادة الفرقة الثالثة مشاة في الساعة 4.15 مساء 6 يونيه.
ملخص أحداث الفترة الثانية: وفي الساعة 4.15 يوم 6 يونيه بدأت طلائع العدو تلتحم مع جوانب الفرقة، فتصدى لها اللواء الثاني حتى 1.30 يوم 7 يونيه، واتصل اللواء نصار بالقائد الميداني طالباً التصديق على ارتداده مرة أخرى من الحسنة إلى الخلف ليدخل في حمى الفرقة الرابعة المدرعة، ولما رفض قائد الجيش الميداني هذا الطلب لعدم وجود ما يبرره، عاد فاتصل به في الساعة السابعة مساء وطلب انتقال مركز قيادة الفرقة إلى موقع تبادلي جنوب الحسنة للابتعاد به عن موقع تهديد العدو، وما إن صدق له، حتى أخطر رئيس أركان الفرقة بالتصديق وأبلغه أنه قائم للتوجه إلى قيادة الجيش لحضور مؤتمر هناك، وهذا كذب وهروب.
ثم غادر مركز قيادة الفرقة وهي في التحام مباشر مع العدو، وتجتاز ظروفاً تتطلب وجود القائد بين جنوده.
ملخص أحداث الفترة الثالثة: ترك اللواء نصار مركز قيادته يوم 6 يونيه الساعة 7.30 مساء تحت زعم حضور مؤتمر، وكان أول من قابله قائد الجيش الميداني الساعة 11 مساء 6 يونيه، وأمره بالعودة إلى مركز قيادته وكلفه بمهام بالغة الأهمية، ولكن اللواء نصار لم يعد إلى مركز قيادته وواصل ارتداده غرباً واجتاز قناة السويس.
وشوهد في الإسماعيلية، ثم انتقل إلى القاهرة وهاكستب عصر يوم 7 يونيه. وأثناء ذلك كانت الفرقة الثالثة مشاة تقاتل العدو في مواقعها حتى الثانية والربع صباح 7 يونيه، ثم ترتد إلى غرب القناة. وطيلة هذا الوقت الحاسم في مصير الفرقة كان قائدها متغيباً عنها، وبدلا من توقف العدو في أبو عجيلة والحسنة، ارتدت عبر المحور الجنوبي فتدخلت أرتالها في أرتال الفرقة السادسة مشاة فحدث ازدحام شديد بينهما في مضيق ممر متلا وأصبحت القوات هدفاً سهلاً للعدو ونجح العدو في إلحاق خسائر بها.
من تقارير مركز خبرة القتال لقائد الجيش الميداني ورئيس هيئة أركان حرب الفرقة ولجان تقصي الحقائق العسكرية سجلت بعض الحقائق والتصرفات بالنسبة للواء عثمان نصار، وهي تصرفات لا تليق بقائد مقاتل وتنافي التقاليد العسكرية السائدة، ولو لم يدخل في القضية لكان اليوم أمام المحكمة العسكرية الميدانية العليا. ( انتهى رئيس المحكمة من التلاوة )
الرئيس: والمحكمة إزاء ما ذكر من هذه المعلومات تقرر أن هذه المحاكمة التي نحن بصددها لا تجب مسئولية المتهم العسكرية ووجوب اتخاذ إجراءات محاكمته عسكرية أمام المحكمة الميدانية العسكرية العليا. والحقيقة أن المحكمة أدلت بهذا البيان علشان توضح به للرأي العام أقواله اللي بدأ بها مناقشته في الجلسة السابقة.
نرجع للقضية. انتهينا من كلام جلال هريدي لموضوع التوقيتات.
- بس فيه يا أفندم.
بالنسبة لهذا الموضوع غير مطلوب تعليق..
- بس أحب أضيف نقطة. سيادتك كنت بتسألني على أساس إني كنت بأعمل توقيت حقيقي للطريق، وأنا قريت في الجرايد إن جلال قدر الوقت للذهاب والعودة بساعتين.
إحنا محسبناش وقت زي ما يجب، وإحنا كناس عسكريين نقدر نقدرها بالضبط، لكن تقدير جلال قال ساعتين، يبقى إحنا مقدرناش الوقت بتوقيت دقيق.
- المسألة مسألة تمشية فعلاً، مش أنا خارج علشان أحسب الوقت.
والنقطة الثانية، جلال بيقول إنني لما رجعت من الإسماعيلية قدمت تقرير للسيد المشير، فهل التقرير تحريري أو شفوي.
انت اللي تقول لنا.
- مفيش إلا كلام.
انت قلت له إيه؟
- قلت له علي بيسلم عليك.
طيب نسمع.
- قل له علي بيسلم على سيادتك، فقال أنا سمعت إن موقفه وحش، فقلت له لا ده كويس جدا وصديقي من أيام ثانوي.
في مجال القضية اللي إحنا فيها كلمته وحش وكلمته كويس، تعني مسائل معينة. كلمة وحش لها وضع وكويس لها وضع. كلمة كويس دي إنه من الناس اللي يمكن التعويل عليه في هذه المؤامرة، يعني هي تعني أكثر مما تعني في الموقف العادي؟
- أنا وأنـ بأقولها مكانش فيه مؤامرة.
لا.. دي المسألة إنه بعد العملية العسكرية كان فيه إحساس بإن مفيش إمكانية خروج من هذه المسئوليات العسكرية وإلا إن يبقى فيه انقلاب وفرصة لتغطية كل هذه المسائل. يعني فيه إثارة كبرى. واللهفة اللي حصلت بينك وبين جلال هريدي لأن دي الوسيلة الوحيدة اللي يمكن تغطي بها المساءلة العسكرية.
- أنا يا أفندم مش هارد برضه.
ترد في تفاصيل المؤامرة. دي قد تكون دوافعه.
- أنا مش هاتعرض للموضوع العسكري.
طيب عاوز تقول إيه عن موضوع التوقيتات.
- أنا بأقول لو أنا عاوز أعمل توقيتات لازم أسجل في ورقة.. ساعة ما أوصل مسطرد. أكتب، ولما أوصل لأنشاص أسجل، وجلال قال إننا هانروح في ساعتين. إذن ما يبقاش ده أي توقيت على الطبيعة. دي كانت فسحة بالليل.
على أي حال ده كلام جلال بالنسبة للتوقيتات، ودي طبعاً يمكن لا تبين شيء قبل انتقالنا إلى الكلام اللي نوقش فيه الخطة تفصيلاً في اجتماعات المشير. كان العملية في الأصل إنه ييجي القيادة في مدينة نصر، لكن لما حصل توقيتات حصل تغيير في الخطة. يعني التوقيتات جزء أساسي في الخطة.
- التوقيتات مكانتش دراسة للخطة ولا حاجة.
طيب نيجي للخطة الأولى اللي وضعت يوم 12 أغسطس.
- جلال هريدي قرر إني عرضت عليه خطة للتخلص ثم الاستعانة بالصاعقة لعودة المشير، فأحضرت ورقة ورسمت كروكي لمنطقة القنال وتحركات المشير للقناة، ثم عودته للقيادة، وتبين إن العملية دي لا يمكن إتمامها في ليلة واحدة، وأن الأمر سوف يتطلب الاتصال بقوات الوحدات وأهمها المدرعات، وإنه لابد من ضرورة السيطرة على الوحدة المدرعة.
والسؤال الآن.. ما أهمية السيطرة على الوحدة المدرعة في تفكيرك.
- كل الكلام ده حصل فعلاً. سيادة المشير وهو مسافر إسكندرية قال اقعد مع جلال تفاهم معاه وخليه يهدأ، فأنا جبت جلال وشرحت له إن الكلام ده لا يودي ولا يجيب، وجبت له ورقة وشرحت له الصعوبات اللي هاتعترضه وده لتعجيزه علشان ميفكرش في ذلك.
إذا كان الكلام ده حقيقي. ده في كلام جلال إنك وضعت خطة مكتوبة وتركتها على مكتب المشير؟
- هو يقصد الورقة دي بالذات.
ورقة ايه؟
- أنا جبت ورقة ورسمت له فيها القاهرة وأنشاص والإسماعيلية والسويس. دخل المشير الإسماعيلية هل الدبابات هتسكت واللا متصلة بالريس. وإذا كان الريس هايرفض طلبات المشير. إذن يبقى فيه حرب أهلية، واليهود هاتخش وشمس قبل كده قال الكلام ده، وقال إذا الريس مش هايوافق يبقى هاتقوم حرب أهلية واليهود هاتخش والصاعقة بتاعتك مش هاتنفع. ولو فيه خطة مش صعب على المشير إنه يحطها.
أصل بعد كده الخطة دي بالاعتراضات اللي حصلت عليها أدت إلى تعديلها فعلاً وخصوصاً إن الفكرة نشأت من عناصر إثارة وناس قالوا إحنا مستعدين نروح للصاعقة. والصاعقة عاوزة تروح وناس بتوع نصار عاوزين يروحوا والنهاردة لما تييجي تناقش جلال هريدي على أساس إنك تهديه وتبعده وعمال تحسب له بالتوقيتات إن هذه العملية مش ممكن إتمامها في يوم واحد علشان العدو هايتدخل.
- تمام.
كويس منك هذا الشعور الفياض، إنما أنت قلت الخطة مش ممكن تنفيذها لأنها تتجاوز يوم علشان بتتعدل. وفعلاً جت ناس تتحرك إلى أنشاص، وناس إلى فرق المدرعات وإلى القناة، وأصبحت فعلاً العملية قابلة للتنفيذ نتيجة مناقشتك الموضوعية اللي فيها فعلاً حساب. إحنا لما نناقش الموضوع بنربط بين الأحداث بنناقش ما انتهت إليه الخطة المبدئية وما انتهت به الخطة في النهاية.
- المشير لما طلب مني أهدي جلال دي كانت الوسيلة الوحيدة اللي في مخي أن أبين له استحالة تنفيذ الخطة.
طيب قل لنا اتصالك باللواء سعد عثمان.
- القوة اللي اشتغلت معايا يوم 6 و 7 يونيه كان من القوة المدرعة اللي يقودها سعد عثمان، ولما شفت عربية سعد عثمان وأنا رايح لعلوي افتكرت إني أطلع له آخذ منه تقرير فني عن الميدان.
رحت له بيته؟
- أيوه
يوم إيه؟
- قبل 23 يوليه، وبالصدفة لقيت عربية واقفة، فقلت أطلع آخذ منه تقرير فني عن الدبابات لأن قائد اللواء كان مات، ولما طلعت سألني إيه الأخبار، وجات سيرة المشير، فأنا قلت له قاعد في الجيزة، فقال طيب أنا عاوز أزوره، فقلت له أجيب لك ميعاد وأرد عليك، ولم أستطع أن أجيب ميعاد لأن المشير ماكانش موجود، ورحت لسعد عثمان واعتذرت له. ولما قابلت المشير بعد كده وقلت له، قال لا بلاش تجيب ضباط هنا في البيت لأنهم بيخرجوهم من الجيش، ورحت لسعد عثمان واعتذرت له وانتهى موضوع سعد.
هل سبق أن زرته قبل كده؟
- أيوه زرته قبل كده وكان زميلي في ثانوي.
لدرجة انك تزوره 3 مرات في يوم واحد؟
- دول مرتبطين بأول مرة. أول مرة علشان التقرير، وثاني مرة علشان أقول له المشير مش موجود، والثالثة علشان أعتذر له.
هل أخذت منه معلومات فعلاً عن الحرب؟
- لا ما أخذتش منه والمقابلة لم تستمر أكثر من 10 دقائق، وكنت منتظر لما ييجي يزور المشير ونبقى نتكلم.
هل ده كان يوم 23؟
- قريب قوي من 23، وبدي أوضح برضه جه في كلام جلال إن المشير بعتني لسعد عثمان، وده فهمته من مواجهة بيني وبين جلال في المخابرات، وأحب أقول إن ابن سعد عثمان كان كل يوم في بيت المشير لأنه صديق أولاده. وكان يقدر المشير يلمح له لو كان عاوزه.
أمال ليه جلال قال كده؟
- أنا مش عارف جلال قال كده ليه.