انتاج وتخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم في اسرائيل
يعتبر العام 1932 عاما تاريخيا بالنسبة للاسلحة النووية حيث اعلن العالم الكبير ليو زيلارد عن امكانية الافراج عن الطاقة النووية واضعا احد اهم الخطوات على الاطلاق في مسيرة تطوير الطاقة النووية والاسلحة النووية ... قبل ان تاتي الخطوة الاكبر بالعام 1939 باعلان اكتشاف انشطار العناصر النووية في اكبر المؤتمرات الفيزيائية في واشنطن ... لتكون الخطوة الاخيرة هي الخطوة الاهم والاخيرة في مشروع تطوير السلاح النووي الامريكية وبعدها باقل من 6 سنوات ظهرت اولى القنابل النووية الانشطارية الذرية الى الوجود .... ولتصنع القنبلة انووية الانشطارية اعتاد العلماء النوويين الاعتماد على عنصري انشطاريين اساسيين هما الابرز والاقوى من ناحية الانشطار والطاقة المفرجة اليورانيوم عالي التخصيب او ما يعرف باليو-235 والبلوتونيوم المخصب 239 ... وشكل العنصران اهم العناصر المستخدمة بالاسلحة النووية الانشطارية حتى ظهور الاسلحة النووية الحرارية الاندماجية التي تستخدم الانصهار والمعروفة بالقنابل الهيدروجينية والتي تعتمد اساسا على بطاريات الليثيوم6 .. لكن حتى الحرارية لم ستطيع الاستغناء عن اليورانيوم والبلوتونيوم وما زالا يمثلا اهم العناصر لكل من اراد صناعة سلاح نووية بنوعيه اندماجي او انشطاري
نظرا في المقارنة بين اليورانيوم والبلوتونيوم في الاسلحة النووية تميل الكفة قليلا لصالح البلوتونيوم حيث ان الكمية التي يحتاجها أي سلاح نووي من البلوتونيوم اقل بكثير من الكمية التي يحتاجها سلاح نووي بذات القدرة التدميرية من اليورانيوم المخصب .... وعمليا نطرح مثال بسيط ...
1-قنبلة هروشيما المعروفة بقنبلة الولد الصغير وهي قنبلة اشطارية كبيرة وثاني سلاح نووي يتم صنعه واول سلا نووي يتم استخدامه بحروب .... القنبلة صنعت مع اعتبار اليورانيوم 235 كعنصر اشطاري اساسي بالقنبلة .... وصم تصميم القنبلة مع وضع كمية من اليورانيوم تقدر ب64 كلغ ... والقيت القنبلة على هيروشيما في السادس من اغسطس 1945 ....وحققت القنبلة عائدا تدميريا وصل الى 15 كيلوطن أي ما يعادل تجير 15.000.000 كلغ من مادة تي ان تي شديدة الانفجار
2-قنبلة ناجازاكي او ما تعرف ايضا بقنبلة الرجل البدين وهي ثالث قنبلة نووية تثعها الولايات المتحدة الامريكية وتفجرها وثاني واخر سلاح نووي يستعمل بالحروب ... وهي ايضا قنبلة اشطارية ضخمة الحجم صنع قلب القنبلة من البلوتونيوم 239 ووضعت كمية من ابلوتونيوم تقدر ب6 كلغرامات بالقنبلة وحققت القنبلة عائدا تدميريا بلغ 21 كيلوطن عند القائها على ناجازاكي في التاسع من اغسطس 1945
من المثالين اعلاه يتضح لنا ان كمية قليلة من البلوتونيوم 4-6 كيلغرامات قادرة على صع قنبلة قوية فيما تطور استعمال اليورانيوم كثيرا وصارت هناك قنابل قوية من اليورانيوم 25 كيلوغرام فقط .....
اليوم نتحدث عن تقارير صدرت بالولايات المتحدة الامريكية وتضمنت بنية البلوتونيوم وااليورانيوم بدولة الكيان الصهيونية
البلوتونيوم في اسرائيل .....
من المعروف ان اسرائيل تنتج البلوتونيوم لتصنيع القنابل النووية ويعتقد ان اسرائيل رابع سادس دولة نووية بالعالم بعد الولايات 1945 الاتحاد السوفيتي 1949 المملكة المتحدة 1952 فرنسا 1960 الصين 1964 ... واسرائل غير موقعة على اتفاقية حظر الاسلحة النووية وتنتهج ساسية الغموض والتعتيم فيما يختص ببرنامجها النووي
تنتج اسرائ البلوتونيوم في مفاعل ديمونة العمود الفقرة للمشروع النووي الاسرائيلي وهو مجمع سري في صحراء النقب الفلسطينية وتنتج اسرائل البولتونيوم عن طريق مفاعل نووي حصلت عيه اسرائيل م فرسنا بالعام 1963 ... طاقة مفاعل ديمونة وقدرته على التشغيل تختلف من جهة لاخرى ورسيما الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتبر ان مفاعل ديمونة طاقه 26 ميجاواط حرارية ومع ذلك الخبراء يعتقدون ان طاقة المفاعل اقوى بكثير ومن سياق اعترافات الفني الاسرائيلي الهارب مردوخاي فانونو والذي كشف العديد من الاسرار الاسرائيلية النووية والذي عمل بالمفاعل ل8 سنوات ان المفاعل تمت زيادة قوته مرتين ووصل الى مستوى 70 ميجازاط في 1970 .... ومن الشروط التي اشترطتها اسرائيل على فرنسا اثناء تصميم المفاعل ان يتم تصميم دئرة التبريد اكبر بثلاث مرات من ما تحتاجه منشاة في حجم ديمونة وثلاث اضعاف ما اتفق عليه من البداية ويسمح هذا التعديل في دائرة التبريد بوصول المفاعل الى قوة 70 ميجاواط بسهولة دون اضافة دوائر تبريد اضافية ... من الدلائل على ان اسرائيل زادت من حجم المفاعل شحنة اليورانيوم المؤكسد التي استولت عليها اسرائي التي تبلغ 90 طن أي انها اكبر باضعاف من احتياجات اسرائيل من المواد الانشطارية عموما ... ووفقا لتسريبات مردوخاي فانونو فان مفاعل ديمونة انتج 40 كلغ سنويا حتى العام 1977واذ كان المفاعل في ديمونة يعمل بكفائة كبيرة فان انتاج ا غام من البلوتونيوم في الميجاواط الحراري في عدد ايام سنة 300 يوم مثلا يمكن للمفاعل انتاج 40 كلغ في حال تمت توسعته الى 100 ميجاواط
استخراج البلوتونيوم ...... لابد من استخراج البلوتونيوم المشع كيميائيا لاستخدامه بالاسلحة من وقود المفاعلات النووية .. والشركة الفرنسية الكبيرة سانت جوبا زودت اسرائيل بمصنع في يدمونة يتيح استخراج المواد الكيميائية في ديمونة لاستخراج البلوتونيوم وبدا العمل في 1965 وبعد عامين استطاعت اسرائيل الحصول على كميات كافية لصنع اسلحة نووية ... مفاعل ديمونة اذا كان يعمل بشكل جيد ومسمتر فان انتاجيته من البلوتونيوم حتى العام 1994 يتوقع ان تصل الى 870 كلغ من البلتونيوم المخصب ... ويفترض ان المفاعل بدا تشغيله في 1963 26 ميجاواط ووسع الى 70 ميجاواط 1970 ثن التوسعة مرة اخرى 1977 فان المستوى الذي يتج به المفاعل 40 كل سنويا من البلوتونيوم يصل الى معدل اسبوعي م انتاج البلوتونيوم 1.17 كلغ اسبوعيا في 34 اسبوعا من العمل المستمر في السنة أي مجموع 40 كلغ سنويا واذا استمر العمل بهذا المعدل فان كمية الانتاج التي تحصل عليها الاسرائيليين من البلوتونيوم خلال فترة عمل فانووبالمفاعل تصل الى 320 كلغ ما اذا توقف المفاعل او شهد اغلاقا تاما فتن لمعدل قد يقل عن المذكور بدرجة متفاوتة ...
انتاج البلوتونيوم المخصب في ديمونة الان غير مؤكد ذلك لعوامل منه تاد عمر المفاعل الذي وصل الى عامه ال51 من العمل المتواصل بالاضافة الى حث الولايات المتحدة الامريكية الاسرائيليين ااحد من انتاج اسلحتهم النووية والتوسع في برنامجهم النووي ...
حجم الترسانة النووية الايرانية من البلوتونيوم .... وفقا لارقام اعلاه التي تشير الى انتج كمية من البلوتونيوم في ديمونة تصل الى 870 كغ فترسانة الاسلحة النووية الاسرائيلية من قنابل انشطار البلوتونيوم تتراوح ما بين 145 قنبلة بمعدل 6 كلغ من البلوتونيوم لقنبلة الواحدة او 175 قنبلة بمعدل 5 كلغ للقنبلة الواحدة او 195 قنبلة باستخدام 4.4 كلغ من البلوتونيوم باقنبلة الواحدة (وفانونو ذكر ان اسرائيل اجرت تفجيرا نوويا باستخاد قنبلة 4.4 كلغ من البلوتونيوم) ...
اخيرا من المستحل معرفة حجم الترسانة النووية الاسرائيلية من قنابل البلوتونيوم دون معرفة التاريخ الحقيقي لبدء المفاعل الانتاج الفعلي ونوعية السلاح الاسرائيلي وتصاميمه ... فمثا اسرائيل انتجت قنابلا من اليورانيوم وعززت القنابل ببضعة جرامات من التريتيوم الذي بامكانه مضاعفة القوة التدميرية للقنبلة الاشطارية الى 4 اضعاف ... واسرائيل يمكنها انتاج التريتيوم بسهولة في ديمونة عن طريق تشعيع الليثيوم 6 المستخدم بصع اقنابل الهدروجينية ..... ايضا بالاضافة لتقارير تؤكد ان مفاعل ديمونة ظل يعمل وينتج اليورانيوم والبلوتونيوم حتى 2004 وليس 1994 اذن فالحسبة تتغير فبمعدل 40 كلغ هذه نجد ان عشر سنوات اخرى من العمل قد تصل بانتاج 400 كلغ اضافية من البلوتونيوم وبمعنى ان ترسانة اسرائيل من اسلحة الانشطار قد تصل الى 211 قنبلة 6 كلغراممات او 288 راس نووية بمعدل 4.4 كلغرامات بالراس النووية
اليورانيوم في اسرائيل ..
... اعتمدت اسرائيل اعتمادا كبيرا على عنصر البلوتونيوم 239 في اسلحتها النووية وكوقود لمفاعلاتها انووية لكونه الخيار الاسهل لكن ايضا اسرائيل لديها برنامج كبير لمعالجة وتخصيب اليورانيوم في منشاة ديمونة النووية الاسرائيلية بالنقب ... وبدات التنقيبات الاسرائيلية عن اليورانيوم في صحراء النقب مبكرا منذ 2949 من قبل الجيش الاسرائيلي وحدة فيلق العلوم بالجيش وكان الهدف اعلاميا هو التنقيب عن احتياطات البرتول في صحراء النقب لكن حقيقة كان للوصول الى احتياطي اليورانيوم في الصحراء ... وتم العثور على بض المصادر البسيطة لليورانيوم بالنقب ... ولم تكفي هذه الاحتياطات الضئيلة من اليورانيوم بالنقب الاسرائيليين الذين كانوا يهدفون للحصول على اليورانيوم لتشغيل مفاعلهم النووي وصناعة الرؤوس النووية على الغم من دراسات اثبتت ان احتياطي اليورانيوم بالنقب المختلط مع الفوسفات تصل الى 60.000 طن... فحصلت اسرائيل على كميات كبيرة من اليورانيوم من مصادر دولية عدة مثل الحصول على 90 طن من اليورانيوم المؤكسد من الارجنيتين والحصول على 600 طن متري من اليوارانيوم الخام من جنوب افريقيا 1970 ...بالاضافة الى كميات حصلت عليها اسرائيل من شركة فرنسية تنقب عن اليورانيوم في الجابون... وايضا زودت الشكرة الفرنسية المصممة لمفاعل الاسرائيليين مصنع صغير لتصنيع وقو اليورانيوم وهو المعدن المغطى باليورانيوم مع كسوة الالومونيوم لجعل قضبان الوقود بالمفاعل النووي اقوى وافضل ... ومن الواصح ان اسرائل اسخدمت قضبان الوقود في ديمونة ايضا ... وكذلك حصلت اسرائل على محطة صغيرة لفصل اليورانيوم المؤكسد من بريطانيا كمساعدة نووية ...وقال مردوخاي فانونو بان اسرائيل تمكنت من بدء الانتاج الكمي لليورانيوم عالي التخصيب 1979 وهذا العام هو نسه الذي شهد التجربة النووية الاسرائيلية الجنوب افريقية المشتركة بالمحيط الهادئ ... وذكر مصمم السلاح النووي الامريكي ثيودور تايلور انه بناء على معلومات فاونو فان اسرائيل تخصب اليورانيوم لدرجة الحصول على قنابل انشطارية منه شبيهة بقنبلة ليتل بوي الامريكية كما اكد فانونو نفسه بان اسرائيل تقوم بتخصيب اليورانيوم في منشأته السرية بواسطة الليزر
عموما بنية اليورانيوم في اسرائيل اضعف بكثير من بنية البلوتونيوم ... ولا توجد أي تقارير او تسريبات او حتى اترفاات بمعدل انتاج ديمونة لليورانيوم المخصب ... وكل ما ذكر بان الانتاج الكمي بداء بالعام 1979 واستمر حتى العام 2004 أي 25 عاما من تخصيب مئات الاطنان من خام اليورانيوم ... وحاليا تمتلك اسرائيل اسلحة انشطار يورانيوم معززة بالتريتيوم مما يعني انها اقوى من قوتها الحقيقة ب4 مرات على الاقل بالاضافة الى ان اسرائ تصنع صواريخ كروز نووية slcm على الغواصات الاسرائيلية وتلك الصواريخ تحوي رؤوسا نوويا من اليورانيوم بمعدل 6 كلغ للراس الواحدة
الجدير بالذكر بانه من المرجح ان تكون اسرائيل المستولي على كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب الصالح لصنع القنابل النووية ... وتقدر الكمية المسروقة من مخازن الشرقة ب90 كيلوغرام من اليورانيوم العالي التركيز اي ما يعادل 202 رطل من اليورانيوم وهو ما يكفي لصناعة عدد من الاسلحة النووية الفتاكة او استخدامه في المفاعلات النووية كوقود نووي لانتاج المزيد من البلوتونيوم المخصب للسلحة النووية ايضا ... وعرفت هذه القضية ايامها بفضيحة نيوميك نسبة لشركة نيوميك الامريكية والتي اكتشفت سرقة اليورانيوم المخصب من مخازن الشركة
المصادر
1
2
i